5/8/2025–|آخر تحديث: 08:30 (توقيت مكة)
اقتحمت قوات الاحتلال مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، وهاجم مستوطنون بلدة ترمسعيا شمالي مدينة رام الله، وسط تحذير حقوقي من تهجير وصفته بالصامت في التجمعات البدوية في الضفة.
وقالت مصادر محلية للجزيرة إن قوات الاحتلال أغلقت عددا من المداخل والطرق الرئيسية في نابلس، وأفادت باندلاع مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال.
وقد أصيب 4 فلسطينيين، مساء الاثنين، خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي المنطقة الشرقية لمدينة نابلس، وذلك قبيل استعداد مستوطنين إسرائيليين لاقتحام مقام “قبر يوسف” في المنطقة ذاتها.
ويروّج المستوطنون بأن رفات النبي يوسف بن يعقوب عليهما السلام أُحضر من مصر ودُفن في هذا المكان، لكن علماء آثار نفوا صحة هذه الرواية، قائلين إن عمر المقام لا يتجاوز بضعة قرون، وإنه ضريح لشيخ مسلم اسمه يوسف دويكات.
وفي شمالي مدينة رام الله أفادت مصادر محلية بأن مستوطنين هاجموا بلدة “ترمسعيا”، فجر الاثنين، وأحرقوا منشأة زراعية وأشجارا مثمرة، وكتبوا شعارات عنصرية على الجدران.
وقد قالت الأمم المتحدة إنها وثقت 24 هجوما على الأقل نفذه مستوطنون على الفلسطينيين خلال أسبوع أسفر عن إصابات وأضرار.
وأكد فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن عنف القوات الإسرائيلية والمستوطنين ضد التجمعات الفلسطينية مستمر بلا هوادة في الضفة الغربية.
من جهتها أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الشاب يوسف العامر خلال حصار منشأة زراعية في بلدة قباطية، جنوب جنين.
في غضون ذلك استأنف مستوطنون تجريف أراضي الفلسطينيين بقرية أم الخير بمسافر يطا جنوب الخليل بالضفة الغربية.

تهجير صامت
في الأثناء حذرت منظمة حقوقية فلسطينية، الاثنين، من تهجير ناعم وتطهير صامت تنتهجه إسرائيل في الضفة الغربية ضد التجمعات البدوية بالأغوار الشمالية، وطالبت بحماية دولية للمدنيين بالمنطقة.
وقالت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو، في بيان، إن منطقة الأغوار تشهد تصعيدا خطيرا ضمن سلسلة الانتهاكات التي تمارسها قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين بحق الفلسطينيين.
وأوضحت أن ما تتعرض له التجمعات البدوية في الأغوار يعد تهجيرا ناعما وتطهيرا صامتا للفلسطينيين بالمنطقة.
وأضافت أن اعتداءات المستوطنين والجيش الإسرائيلي ليست أحداثا عشوائية، بل جزءا من سياسة إسرائيلية منهجية تهدف إلى تفكيك البنية الاجتماعية والاقتصادية للفلسطينيين في الأغوار.
وتمتد منطقة الأغوار من بيسان حتى صفد شمالا ومن عين الجدي حتى النقب جنوبا، ومن منتصف نهر الأردن حتى السفوح الشرقية للضفة الغربية غربا.
وتشكل الأغوار نحو 30% من الضفة، بمساحة إجمالية 720 ألف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع) تتبع إداريا 3 محافظات: طوباس ونابلس شمالي الضفة وأريحا وسطها، ويقطنها نحو 70 ألف نسمة، وفق مركز المعلومات الوطني الفلسطيني (حكومي).
ووفق المنظمة الحقوقية، تعد الأغوار من أهم المناطق الزراعية والرعوية في الضفة الغربية، وتشكّل مصدر رزق أساسي لمئات العائلات التي تعتمد على تربية الأغنام والزراعة كمصدر عيش.
من جهته، قال المشرف العام على المنظمة حسن مليحات، للأناضول، إن عدد التجمعات البدوية في الضفة يصل إلى 212، تم تهجير 64 منها، ويصل عدد أفرادها المهجرين إلى نحو 9 آلاف شخص.
وفي وقت سابق الاثنين، أعلنت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية) أن الجيش الإسرائيلي والمستوطنين نفذوا خلال يوليو/ تموز الماضي 1821 اعتداء في الضفة بما فيها مدينة القدس الشرقية، بينها 466 اعتداء ارتكبها مستوطنون، وأدت إلى استشهاد 4 مواطنين فلسطينيين.
وبموازاة حرب الإبادة في غزة، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، مما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 1013 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف، إضافة إلى اعتقال أكثر من 18 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشنّ إسرائيل، بدعم أميركي، حرب إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 210 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.