«كنانة».. تصاميم عصرية تعتز بفخامة «التلي»

الاهتمام الكبير الذي توليه دولة الإمارات للتراث لا يُمثّل تقديراً للماضي فقط، بل مصدر إلهام للعديد من الشباب الذين انتبهوا، بفضل هذا الاهتمام، لما يتسم به الموروث الشعبي من جماليات فريدة، فاختاروا أن يكون محوراً لمشاريع مبتكرة تستلهم التراث وتسعى إلى تقديمه في أبهى صورة، ومن هذه المشاريع مشروع «كنانة»، الذي أطلقته الإماراتية آمنة الكعبي، ليقدم منتجات تتزين بفخامة «التلي»، بأسلوب عصري وخامات مستدامة.

وقالت آمنة الكعبي، لـ«الإمارات اليوم»، إن «كنانة» علامة تجارية إماراتية متخصصة في إنتاج الحقائب، وتجمع بين الحِرف اليدوية والتصاميم المعاصرة، بهدف دعم التراث الإماراتي والحفاظ عليه وعلى استدامته، من خلال تمكين الحِرفيات الإماراتيات وتعزيز مكانة الحِرف اليدوية في السوق العالمية، معربة عن اعتزازها بالدعم الذي تجده من جهات مختلفة في الدولة، وأضافت: «أعتز بالتعاون في تنفيذ منتجات (كنانة) مع مصنع الخزنة للجلود، الذي يمثل الداعم الرئيس الذي من خلاله تتحول تصميماتي إلى منتجات جلدية بمواصفات عالمية، وهذا التعاون يبرز قوة الترابط بين المصانع الإماراتية، ويسهم بفاعلية في تعزيز رؤية (اصنع في الإمارات) الهادفة إلى تعزيز الصناعة الوطنية، وتقديم منتجات بجودة عالية تنافس المنتجات العالمية»، مشيرة إلى أن تعاونها كمشروع ناشئ مع مصنع بحجم وأهمية «الخزنة للجلود»، يمنحها ثقة بالنفس وتقديم منتج متميز يستحق الدعم، كما يسهم في التعريف بها كعلامة جديدة في السوق، حيث شاركت في معرض «اصنع في الإمارات» الذي أقيم بأبوظبي، في يونيو الماضي، ضمن منصة الخزنة في المعرض.

عن البدايات

وأوضحت الكعبي أن المشروع بدأ منذ ثلاث سنوات تقريباً، واستلهمت فكرته من والدتها التي اعتادت أن تصمم محافظ من «التلي» وتقدّمها هدايا لصديقاتها، ففكرت في أن تطلق علامة تجارية تعتمد على شغل التلي اليدوي وتوظيفه في تصميم وتنفيذ حقائب نسائية أنيقة وراقية تليق بمكانة التلي وفخامته، كما تتسم بهويتها الإماراتية، ومع الوقت ومن خلال التعاقد مع مصنع الخزنة، تم التحول لتنفيذ حقائب من الجلود الطبيعية، كما تعددت التصميمات والمواد المستخدمة في تصنيعها بين جلود الماعز والإبل والأبقار، مع الحرص على تطبيق مبدأ الاستدامة في استخدام الموارد الطبيعية، كما يمكن للمشتري المشاركة في وضع التصميم الذي يناسب ذوقه، لافتة إلى أن اسم «كنانة» مرتبط بالمعنى اللغوي للكلمة التي يُقصد بها الجعبة التي تصنع من الجلد لتوضع فيها السهام، في إشارة إلى أن العرب تفنّنوا في صناعة المنتجات الجلدية منذ عصور طويلة.

تحديات وطموحات

وتطرقت آمنة إلى الصعوبات التي تواجهها في مشروعها، قائلة إن أبرزها الحصول على «التلي»، لأنه يعتمد على التصنيع اليدوي بنسبة 100%، وتحتاج الحِرفية إلى نحو شهر حتى تنتج كمية محددة من نسيج «التلي»، وتابعت: «في تصميم منتجاتنا نعتمد بدرجة كبيرة على (التلي) الإماراتي الأصيل، لذلك نحتاج منه كميات كبيرة، ولا نعتمد على النسيج الصناعي، وهذا هو التحدي، لكن في الوقت نفسه هذا ما يميزنا، إلى جانب حرصنا على دعم المرأة الإماراتية التي تمارس الحِرف اليدوية التراثية، وتقديرها وفتح مجال لتسويق منتجاتها بأسلوب عصري متميز، وكذلك التعريف بالموروث الإماراتي وتقديمه للعالم بشكل متميز وتسويقه عالمياً».

وذكرت أنها تعتمد في تسويق منتجاتها على الموقع الإلكتروني الخاص بها، والحساب الرسمي لها على «إنستغرام»، معربة عن أملها أن تحقق خططها المستقبلية في افتتاح محل خاص لعرض المنتجات، وأيضاً مشغل خاص يجمع حرفيات «التلي»، بما يسهم في توفير كميات من «نسيج التلي» والتوسع في الإنتاج أكثر، وكذلك يتمكن المشروع من دعم عدد أكبر من الحِرفيات وتسويق إنتاجهن، كما أشارت إلى أن خططها للمستقبل تتضمن تنوع تصميمات الحقائب وأحجامها، وقد يشهد تدشين خط إنتاج للحقائب والمحافظ الرجالية.

آمنة الكعبي:

• نعتمد في تصميم منتجاتنا بدرجة كبيرة على التلي الأصيل، لذلك نحتاج منه كميات كبيرة، ولا نستعين بالنسيج الصناعي.

• المشروع بدأ منذ ثلاث سنوات، واستلهمتُ فكرته من والدتي التي اعتادت أن تصمم مَحَافظ من «التلي» وتقدّمها هدايا لصديقاتها.

Google Newsstand

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

Share


تويتر


عن ثراء زعموم

Check Also

الكاتب الصحفى أحمد حمدي: مسارات البكالوريا تساعد التعليم العالي في تحقيق هدفها بإعادة توزيع الطلاب علي الكليات

    أكد الكاتب الصحفي أحمد حمدي مسؤول ملف التعليم العالي والجامعات بموقع القاهرة 24، …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *