يعاني العديد من الأشخاص، خاصة مع تقدم العمر أو كثرة الوقوف، من آلام في الكعب يصعب تفسيرها في البداية، وفق بوابة الصحة «جيزوند.بوند.دي» الألمانية، التي تقدم بعض النصائح والإشادات حول هذه المشكلة الصحية، وكيفية علاجها والوقاية منها.
وقد يكون سبب هذا الآلام ما يُعرف طبياً بالشوكة العظمية أو النتوء العظمي في الكعب، وهو أحد أكثر مشاكل القدم شيوعاً، خصوصاً بين الرياضيين ومن يزاولون أنشطة تتطلب الوقوف أو المشي لفترات طويلة.
والشوكة العظمية أو النتوء العظمي هو تكلس عظمي ينشأ في نقطة التقاء صفيحة الأوتار الممتدة أسفل القدم بعظم الكعب، وغالباً لا يسبب أعراضاً في بدايته، لكن مع مرور الوقت، وبسبب التحميل الزائد أو التقدم في السن، قد تنشأ التهابات صغيرة تؤدي إلى آلام حادة تحت الكعب، خاصة عند الخطوات الأولى في الصباح أو بعد فترات راحة طويلة.
والأسباب الأكثر شيوعاً لظهور النتوء العظمي هي: التآكل والتمزق المتكرر في صفيحة الأوتار، أو الوقوف لفترات طويلة أو ممارسة الرياضات على أسطح صلبة وزيادة الوزن، واستعمال أحذية غير مناسبة، خصوصاً ذات النعل القاسي أو المسطح، وأيضاً وجود تشوهات في القدم مثل القدم المسطحة أو المقوسة بشكل زائد.
وغالباً ما يظهر الألم في باطن الكعب، ويكون أشد في ساعات الصباح أو عند الوقوف بعد فترة جلوس طويلة، ويقل تدريجياً خلال النهار، لكنه يعود للظهور بعد الوقوف أو المشي لفترة طويلة، وفي بعض الحالات، قد يمتد الألم إلى الساق أو يسبب عرجاً مؤقتاً.
ويمكن الوقاية من الشوكة العظمية، خاصة للرياضيين، من خلال ارتداء أحذية رياضية تدعم قوس القدم وتمتص الصدمات، وتغيير الأحذية بشكل دوري، وممارسة تمارين إطالة للقدم والساق، وتجنب النشاطات المجهدة عند ظهور الأعراض.
وفي معظم الحالات، يمكن التعامل مع المشكلة دون جراحة. وتشمل وسائل العلاج الراحة وتقليل النشاط لفترة مؤقتة، واستخدام ضمادات خاصة أو وسائد للكعب داخل الحذاء لتقليل الضغط مع ممارسة تمارين التمدد للعضلات الخلفية للساق.
ويمكن أيضاً الاعتماد على المسكنات ومضادات الالتهاب لمدة قصيرة، وكذلك العلاج العلاج الطبيعي والأجهزة التقويمية أو النعال الطبية المخصصة.
وفي بعض الحالات يمكن استخدام حقن الكورتيزون أو العلاج بالموجات التصادمية، مع العلم بأن الحاجة للتدخل الجراحي نادرًا ما تكون ضرورية، وتُستخدم فقط عندما تفشل جميع الوسائل الأخرى بعد أشهر عدة.
وفي النهاية؛ فإن النتوء العظمي في الكعب ليس مرضاً خطيراً، لكنه قد يتحول إلى معاناة يومية تؤثر على جودة الحياة، ولكن بالتشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكن السيطرة على الألم واستعادة القدرة على الحركة، لذا، فإن الألم المتكرر في الكعب ليس عرضاً يجب تجاهله، بل رسالة من الجسم تستحق الاستماع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news