أكد الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، محمد أوزين، الموقف الثابت للمغرب تجاه القضية الفلسطينية، معتبرا أن “فلسطين تظل قضية مركزية في السياسة الخارجية للمملكة، إلى جانب دعمها الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”.
وأضاف أوزين في كلمة له، السبت، أمام أعضاء المجلس الوطني لحزب الحركة الشعبية، في دورته الخامسة، بأسفي، أن “الناس يجب أن تفهم جيدًا، فلسطين قضيتنا الخارجية الأولى، أما داخليًا، فقضيتنا الأولى هي الوحدة الترابية، والثانية التعليم، والثالثة الصحة، والرابعة الكرامة والتنمية”.
وانتقد أوزين بعض الخطابات التي وصفها بـ”العدمية”، معتبراً أن استغلال القضية الفلسطينية لأغراض سياسية لم يؤدِّ إلا إلى مزيد من سفك الدماء دون تحقيق أي حل ملموس.
وقال في هذا الصدد: “نحن في الحركة الشعبية واقعيون، لا ندغدغ العواطف، ولا نلعب على الأوتار الحساسة.. نرفض أن نكون أسرى شعارات من قبيل: كلنا إيرانيون أو كلنا إسرائيليون، لأننا ببساطة كلنا مغاربة”.
وعبر محمد أوزين عن اعتزازه العميق بالدور الريادي الذي يضطلع به الملك محمد السادس، بصفته رئيس لجنة القدس، في حماية المدينة المقدسة وهويتها العربية الإسلامية، من خلال المشاريع الميدانية التي تشرف عليها وكالة بيت مال القدس الشريف.
وثمّن الأمين العام لحزب الحركة الشعبية “المكاسب الدبلوماسية التي تحققت في ملف الصحراء، خاصة توالي الاعترافات الدولية بمغربية الأقاليم الجنوبية، وافتتاح القنصليات الأجنبية في مدينتي العيون والداخلة”، معبّرًا عن دعمه الكامل للجهود الملكية الرامية إلى تكريس سيادة المغرب على صحرائه في مختلف المحافل الدولية.
وفي معرض تقديمه لتقريره السياسي، أكد محمد أوزين أن الوحدة الترابية للمملكة تظل القضية الوطنية الأولى التي لا تقبل المساومة أو النقاش، مشددًا على أن “المغرب في صحرائه، والصحراء في مغربها، وهو ما يدافع عنه أبطال القوات المسلحة الملكية بقيادة الملك محمد السادس”.
ووجه محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، انتقادات لاذعة لحكومة عزيز أخنوش، واصفًا إنجازاتها بـ”الوهمية” ومتهماً إياها بالتنصل من وعودها الانتخابية. وقال أوزين في كلمة ألقاها أمام أعضاء المجلس الوطني لحزبه: “الحكومة لم تنجز حتى 20 في المائة من وعودها الوردية، وإنجازاتها يكذبها الواقع المعيشي اليومي للمغاربة”.
وسخر أوزين مما أسماه “المنجزات الحقيقية” لحكومة الكفاءات، مشيرًا إلى أن أبرز ما أتقنته هو توزيع المناصب العليا على المقربين. وقال في هذا السياق: “ما بُني على باطل فهو باطل، كل النجاحات تُنسب لأنفسهم، وكل الإخفاقات تُرمى على الآخرين. سبحان الله، كأنهم وحدهم من يصنع الإنجازات”.
وتابع الأمين العام للحركة الشعبية حديثه بلهجة حادة قائلاً: “بهذه الممارسات، لن تقوم لهم قيامة.. الشعب منحهم ثقته وأمانته، لكنهم خذلوه وأخلفوا وعودهم بشكل صارخ”.
وفي معرض حديثه، استعرض أوزين “النجاحات العكسية” للحكومة حسب وصفه، قائلاً بسخرية: “نعم، الحكومة نجحت في رفع معدلات البطالة والهشاشة والفقر، وفي دفع سكان القرى والجبال نحو المدن، وفي ترسيخ الفوارق الاجتماعية، بل وحتى في ارتفاع نسب الطلاق، وفشلت في توفير حتى 20 في المائة من مناصب الشغل التي وعدت بها”.
واعتبر أوزين أن الحكومة لا تكتفي بعدم الوفاء ببرامجها، بل أصبحت “تصدر الأزمة” نحو المستقبل، قائلاً: “انتهت بها الحلول، لم تعد تضع سقفًا إلى غاية 2026، بل بدأت تُصدر أزمتها إلى حكومة 2030 تحت مسمى برامج مستقبلية”.
ولم يفت أوزين التأكيد على أن الحكومة الحالية تفتقر إلى الرؤية والمنطق حتى في تنفيذ التوجيهات الملكية السامية، قائلاً: “لا أثر لرؤية تنموية تترجم مضامين خطب جلالة الملك التي تركز على توفير العيش الكريم، من خلال إحداث فرص شغل لائق، وتعليم جيد، ونظام صحي فعال، وتحقيق العدالة الاجتماعية والإنصاف المجالي، وضمان توزيع عادل للثروات”.
واستحضر الأمين العام للحزب، محمد أوزين، غنى منطقة آسفي بالتراث الثقافي والفكري، داعيًا إلى رد الاعتبار لهذه الجهة التي “أعطت الكثير ولم تأخذ ما تستحقه من اهتمام”، مسجلا أن : “المدينة أنجبت عبر التاريخ علماء، فقهاء، ومبدعين كبار أمثال عائلة بنهيمة، والفنان بوحميد، وفطنة بنت الحسين الذين وثّقوا لفن العيطة وللثقافة المحلية الأصيلة”.
أوزين لم يفوّت الفرصة لتوجيه نداء مباشر إلى وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، الذي سبق أن شغل منصب مدير لميناء آسفي، مطالبًا إياه بتحريك المياه الراكدة على مستوى الاهتمام الحكومي بالمنطقة. واعتبر أن “الواجب اليوم هو استحضار الماضي الجميل والعمل على تثمينه في إطار رؤية تنموية منصفة”.