لا نعارض المشاريع الكبرى والاقتراع قرار مصيري في وجه الفساد

دعا الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، المواطنين المغاربة إلى “التفكير العميق والمسؤول” عند التوجه إلى صناديق الاقتراع، معتبرًا أن لحظة التصويت لم تعد مجرد تمرين ديمقراطي عابر، بل “قرار وطني مصيري في وجه الفساد والتهميش”.

وأشاد لشكر بالدور الذي يلعبه الاتحاديون، سواء في البرلمان أو على المستوى الترابي، مشددًا على أن الحزب “ليس في معارضة للمشاريع الملكية الكبرى، بل في مواجهة حكومة فشلت في تسييرها وتنزيلها على الأرض”، مضيفا: “نقولها بوضوح، نُعارض التسيير المرتبك للحكومة، لا المشاريع الكبرى.. ونقف إلى جانب المواطن في معركته من أجل الكرامة والتنمية والعدالة المجالية”.

ووجّه إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مساء الجمعة بالجديدة، انتقادات لاذعة لما وصفه بـ”الإقصاء التنموي الممنهج” الذي يعاني منه الإقليم، بالرغم من غِناه الاقتصادي والاستراتيجي، داعيًا إلى تعبئة سياسية وشعبية لمواجهة أعطاب التدبير المحلي، وعلى رأسها الفساد الإداري وتعثر مشاريع التعمير والبنيات التحتية.

وقال إدريس لشكر إن إقليم الجديدة “ليس فقيرًا كما يُروّج له”، بل يُعد من أغنى الأقاليم بفضل مؤهلاته الفلاحية والصناعية، مستدلًا باحتضانه أكبر مركز لتحلية المياه في المغرب، إلى جانب المنطقة الصناعية ومشاريع استثمارية ضخمة، بعضها بشراكات مع قوى اقتصادية كبرى من الولايات المتحدة وكوريا والصين وأوروبا.

ورغم هذا الزخم الاقتصادي، عبّر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي عن أسفه للوضع المتردي الذي يعيشه سكان الإقليم، مشيرًا إلى ضعف البنيات التحتية وانعدام الطرق القروية وشبكات الكهرباء والماء الصالح للشرب في عدد من الجماعات، قائلاً: “من غير المعقول أن يظل المواطن في الجديدة ينتظر تسع سنوات ليرى مشروعًا واحدًا يكتمل، رغم المليارات التي تُضخ في هذه الجهة”.

وأكد لشكر ، في كلمته خلال افتتاح أشغال المؤتمر الإقليمي السادس للجديدة المنعقد تحت شعار “معا،من أجل عدالة ترابية وتنمية مستدامة “، أن جماعات الاتحاد الاشتراكي في الإقليم لم تحظَ بنصيب عادل من الاستثمارات، مشيدًا بجهود النائب البرلماني مولاي المهدي الفاطمي، الذي وصفه بأنه “يحمل المشروع التنموي على كتفيه، ويتحدى العراقيل بشراكات مسؤولة”.

وفي معرض حديثه عن العراقيل التي تواجه تنفيذ المشاريع الملكية والاستراتيجية في الجهة، حمّل لشكر المسؤولية لـ”البيروقراطية والفساد والتسيب الإداري”، مشيرًا إلى أن “أكبر عائق اليوم أمام التنمية هو الإدارة، ومفسدون لا يخدمون سوى مصالحهم الخاصة”.

كما لم يُخف الكاتب الأول امتعاضه من استمرار تهريب الموارد المالية والاقتصادية للإقليم نحو جهات أخرى، قائلاً: “الجديدة تتعرض لتسلط ممنهَج، يتم نهب مواردها وتوجيهها إلى أماكن أخرى، وهذا يجب أن يتوقف”.

عن أسيل الشهواني

Check Also

“الكتاب” يقترح حذف شرط المنفعة العامة من شراكات الجماعات والجمعيات

بغرض توسيع هامش الشراكة بين الجماعات الترابية وجمعيات المجتمع المدني واستفادة المدبر المحلي من خبرات …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *