دبي – خاص
فيجاي فاليشا، الرئيس التنفيذي للاستثمار في “سنشري فاينانشال”
الأسواق الأميركية
شهد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 استقراراً خلال جلسة الأمس، في حين تراجع مؤشر ناسداك بنسبة 0.8% متأثراً بعمليات بيع في أسهم شركات مثل إنفيديا وتسلا وبالانتير. ويواصل المستثمرون مراقبة المؤشرات الاقتصادية عن كثب، ولا سيما تقرير الوظائف المنتظر صدوره يوم الخميس، إلى جانب تصاعد التوترات التجارية إثر إعلان الرئيس ترامب تمسّكه بموعد 9 يوليو لتنفيذ زيادة الرسوم الجمركية على الشركاء التجاريين، دون أي تأجيل. أما بالنسبة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، فمن المرجّح أن أي تدهور ملحوظ في سوق العمل سيزيد الضغوط على صانعي السياسات للمضيّ قدماً نحو خفض أسعار الفائدة.
وعلى صعيد السياسة المالية، أقرّ مجلس الشيوخ مشروع قانون ترامب لخفض الضرائب والإنفاق بقيمة 3.3 تريليون دولار، وأُعيد المشروع إلى مجلس النواب تمهيداً للموافقة النهائية.
من الناحية الفنية، وبعد سبع جلسات متتالية من المكاسب، سجّل مؤشر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 اليوم ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.33% ليصل إلى 6220 نقطة، مسجلاً بذلك أعلى مستوى إغلاق على الإطلاق، تزامناً مع تشكّل تقاطع ذهبي (Golden Cross) على الرسوم البيانية اليومية، ما يعزز احتمالات استمرار الزخم الصاعد نحو مستوى 6250 نقطة. غير أن المؤشر يبدو مهيأ لمرحلة من التماسك السعري في المدى القريب، خاصةً مع تشكّل شمعة دوجي في جلسة أمس، في إشارة إلى تردد السوق قبيل صدور بيانات اقتصادية مهمة. كما أن مؤشر القوة النسبية (RSI) اليومي بات في منطقة تشبع شرائي، ما يوحي بإمكانية تباطؤ الزخم. وعلى الرسم البياني لأربع ساعات، بدأ المؤشر باتخاذ مسار عرضي منذ يوم الاثنين، مع وجود دعم قوي عند مستوى 6177 نقطة، يليه دعم ثانوي عند 6150 نقطة.
مؤشر الدولار الأميركي
استقر مؤشر الدولار الأميركي (DXY) قرب مستوى 96.8 اليوم الأربعاء، وهو أدنى مستوى له منذ أكثر من ثلاث سنوات، وسط حالة ترقّب في الأسواق قبيل صدور بيانات سوق العمل. وأكد رئيس الفيدرالي جيروم باول مجدداً على تبني نهج يعتمد على البيانات، ما أبقى على التوقعات بخفض الفائدة قائمة، دون أن يقدّم التزاماً صريحاً. في الأثناء، أقرّ مجلس الشيوخ مشروع قانون ترامب للضرائب والإنفاق بعد تصويت حاسم، مما يضيف عنصراً جديداً من عدم اليقين المالي إلى المشهد الكلي. تتجه أنظار السوق حالياً نحو تقرير الوظائف الأميركي المنتظر يوم الخميس، والذي قد يحدد المسار المستقبلي لمؤشر الدولار وتوقعات الفائدة على حد سواء.
وقد ساهمت متانة بيانات سوق العمل الأميركي في دعم تعافٍ طفيف داخل اليوم لمؤشر الدولار، الذي ارتد من أدنى مستوياته عند 96.38 ويستقر حالياً قرب 96.8. فنياً، يحافظ المؤشر على دعم محوري عند 96.59، وهو مستوى يتطابق مع خط اتجاه صاعد ممتد منذ عام 2011، بينما تظهر مقاومة مهمة عند مستوى 97.0.
سجل زوج اليورو/دولار اختراقاً مؤقتاً فوق مستوى 1.180، وهو الأعلى منذ سبتمبر 2021، قبل أن يقلّص مكاسبه لاحقاً. وتلقى اليورو دعماً من استقرار معدلات التضخم وتحسّن ثقة قطاع التصنيع. فقد ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين لشهر يونيو إلى 2.0% على أساس سنوي، وهو ما يطابق هدف البنك المركزي الأوروبي، بينما استقر التضخم الأساسي عند 2.3%. أما مؤشر مديري المشتريات التصنيعية HCOB فقد صعد إلى 49.5، وهو أعلى مستوى له منذ ما يقارب ثلاث سنوات، مما يشير إلى بروز بوادر انتعاش تدريجي. ومع ذلك، فإن مكاسب اليورو ظلت محدودة بسبب تعافي الدولار بعد صدور البيانات الأميركية.
على الصعيد الفني، يواجه زوج اليورو/دولار مقاومة قرب 1.182، وهي نقطة تمثل خط اتجاه هابط يربط بين قمم 26 مايو و12 يونيو على الرسم البياني لأربع ساعات. بينما يظهر الدعم عند مستوى 1.176.
النفط الخام
تراجع خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بنسبة 0.32% اليوم، ويتم تداوله حالياً عند 66.26 دولار للبرميل. وعلى صعيد البيانات الأساسية، صدر اليوم تقرير معهد البترول الأميركي (API) بشأن مخزونات النفط الأسبوعية، والتي جاءت عند 680 ألف برميل، مقارنة بتوقعات تشير إلى تراجع بمقدار 2.26 مليون برميل، ما أثار موجة من المعنويات السلبية في السوق.
من الناحية الفنية، يواصل خام غرب تكساس التداول قرب منطقة الدعم الواقعة بين 64.7 و65.4 دولار، وهي المستويات المشار إليها في تقرير الأمس. كما أنه لليوم السادس على التوالي، ظل النفط يتحرك في نطاق ضيق يتراوح بين 65.40 و67.14 دولار. اختراق مستوى 67.14 قد يفتح المجال لموجة صعود جديدة، في حين أن كسر مستوى 65.4 قد يؤدي إلى عودة الاتجاه الهابط. على الرسم البياني لأربع ساعات، تظهر انحرافات إيجابية قوية في مؤشرات الزخم. فعندما بلغ السعر أدنى مستوياته عند 65.18 دولار في 24 يونيو، كان مؤشر القوة النسبية عند 25.8. أما اليوم، ومع السعر عند 66.26 دولار، فقد ارتفع RSI إلى 43.62، ما يعزز التحيز الصعودي خلال جلسة اليوم. وتجدر الإشارة أيضاً إلى ظهور شمعة دوجي قبل يومين، جاءت بعد فترة من التماسك في اتجاه هابط، ما يعزز احتمالات انعكاس صعودي وشيك.
الذهب
رغم التصريحات المتشددة من رئيس الفيدرالي جيروم باول ومتانة بيانات سوق العمل، حافظ الذهب على مكاسبه ليتداول عند 3335 دولار للأونصة، بعد ارتفاعه بنسبة 2% خلال الجلستين الماضيتين، في دلالة على استمرار الاتجاه الصعودي، بينما يراقب المستثمرون تداعيات مشروع قانون ترامب الضخم للضرائب والإنفاق، والذي أقرّه مجلس الشيوخ. ومن المتوقع أن يؤدي القانون، الذي يُقدَّر أن يوسّع العجز بمقدار 3.3 تريليون دولار خلال العقد المقبل، إلى تعزيز جاذبية الذهب كملاذ آمن، خاصة مع إعادة تقييم المستثمرين لانكشافهم على الأصول الأميركية في ظل سياسات ترامب التجارية والمالية. كما أن انخفاض الدولار إلى أدنى مستوى في 3 سنوات يضيف مزيداً من الدعم للمعدن الأصفر.
من الناحية الفنية، يُظهر الرسم البياني اليومي للذهب أن السعر ارتدّ من دعم قوي يتمثل في خط الاتجاه الصاعد، لكنه لا يزال غير قادر على اختراق المتوسط المتحرك لـ21 يوماً قرب مستوى 3350 دولار، والذي مثّل مقاومة خلال الجلسات الخمس الماضية. ومع ذلك، يظل السعر في حالة تماسك قوي، وقد يؤدي أي اختراق لهذا الحاجز إلى انطلاقة نحو مستويات المقاومة عند 3400 و3450 دولار. في المقابل، يظهر الدعم قرب خط الاتجاه الصاعد ضمن نموذج المثلث الصاعد، ويتوافق مع مستوى 3275 دولار.