هل يمكننا استخدام الذكاء الاصطناعي للتواصل مع الحيوانات؟

دبي، 30 يونيو 2025

ذكر تقرير علمي متقدم أن حلم التحدث مع الحيوانات، الذي كان يومًا من نسج الخيال والأساطير، أصبح يقترب من الواقع بفضل التقدم المذهل في تقنيات الذكاء الاصطناعي. إذ بات العلماء يستخدمون أدوات متطورة لفهم وفك شيفرات أنظمة التواصل الحيواني، في محاولة لإنشاء جسر حقيقي بين الإنسان والكائنات الأخرى على الكوكب.

فهم لغة الطبيعة

تستخدم الحيوانات أنماطًا متعددة من التواصل: الطيور تغرّد، الحيتان تصدر نداءات منخفضة التردد، والفيلة تصدر اهتزازات عبر الأرض، والقرود تطلق أصواتًا اجتماعية وتحذيرية. لكن هذه الأنظمة ليست شبيهة بلغة البشر من حيث الرمزية أو القواعد النحوية، ما يجعل من الصعب فك رموزها.

هنا يتدخل الذكاء الاصطناعي. فبواسطة تقنيات التعلم الآلي، أصبح من الممكن تحليل مئات الساعات من الأصوات وتسجيلات السلوك، والبحث عن أنماط تكرارية أو ارتباطات بين الصوت والسياق أو السلوك. بعض المشاريع الرائدة مثل Earth Species Project وCETI تستخدم نماذج لغوية ضخمة (مماثلة لـ ChatGPT) لتحليل نداءات الحيتان ومحاولة ترجمتها.

بوادر تقدم حقيقية

الذكاء الاصطناعي استطاع بالفعل تحقيق إنجازات، منها التعرف على نداءات تحذيرية تصدرها كلاب المروج عند رؤية مفترسات معينة، والتفريق بين أنماط صوتية تستخدمها الفيلة للتواصل الاجتماعي. بل إن بعض الدراسات أظهرت قدرة الذكاء الاصطناعي على التنبؤ بسلوك النحل بناءً على محفزات صوتية مرمزة.

الطموح لا يقتصر فقط على “فهم” الحيوانات، بل يتعداه إلى إمكانية “الرد” عليها مستقبلاً — ما قد يمثل أول تواصل حقيقي بين الإنسان ونوع آخر.

التحديات الأخلاقية والعلمية

لكن هذا التوجه يطرح أيضًا أسئلة جدية. هل نحن نُسقِط مفاهيمنا البشرية على أنماط غير بشرية؟ هل فهم “النمط” يعني فهم “المعنى”؟ وهل لنا الحق أصلاً في مخاطبة الحيوانات أو التأثير على سلوكها بهذا الشكل؟

تحذر الباحثة كارين باكر من أن الفهم الحقيقي يتطلب تواضعًا: “هدفنا ليس تعليم الحيوانات لغتنا، بل الاستماع إلى لغتهم وتقديرها ضمن سياقها الطبيعي.”

فوائد مستقبلية محتملة

رغم التحديات، فإن الفوائد قد تكون هائلة. قد يساعد فهم تواصل الحيوانات على تحسين جهود الحفاظ على الأنواع المهددة، أو تعزيز رفاه الحيوانات في الزراعة والصناعات الغذائية، أو حتى تمكين البشر من التنبيه المبكر إلى كوارث بيئية عبر استشعار سلوك الحيوانات.

نهاية صامتة ولكن واعدة

الحديث مع الحيوانات قد لا يشبه محادثات القصص الخيالية، لكنه — بفضل الذكاء الاصطناعي — قد يبدأ بإشارات دقيقة، ثم كلمات بسيطة، ثم تواصل حقيقي، ليكشف لنا عالماً من الأصوات لم نكن ندرك معناه من قبل.

عن آمنة البوعناني

Check Also

“أوتو ورلد” تستثمر 45 مليون درهم إماراتي لتأسيس منشأة في جافزا 

سيقوم المركز الجديد بتجميع وإعادة تصدير دراجات باجاج النارية إلى الأسواق الأسرع نمواً أسهمت جافزا …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *