بعد الأداء المشرف الذي قدّمه الوداد الرياضي أمام مانشستر سيتي في الجولة الأولى من كأس العالم للأندية، والذي نال استحسانًا وتعاطفًا نسبيًا من الصحافة العالمية، جاء اللقاء الثاني أمام يوفنتوس الإيطالي ليُحدث تحولًا واضحًا في لهجة التغطية الإعلامية الدولية، حيث اتسمت القراءات هذه المرة بواقعية أكبر، وركّزت على الفوارق الواضحة في المستوى والخبرة والتعامل مع التفاصيل التكتيكية.
صحيفة “AS” الإسبانية كتبت أن الوداد “خرج رسميًا من سباق التأهل بعد تلقيه خسارته الثانية على التوالي”، مضيفة أن الفريق المغربي “افتقد للتركيز في البداية وترك المساحات مفتوحة لفريق منظم يعرف جيدًا كيف يستغلها”، ووصفت الصحيفة بداية اللقاء بأنها كانت “تنبئ بمجزرة كروية”.
أما وكالة “رويترز”، فركّزت على الدور الحاسم لكنان يلدز، وأشارت إلى أن الوداد “فشل في مجاراة النسق السريع ليوفنتوس رغم محاولات فردية لم تغيّر شيئًا في مجرى اللقاء”، فيما كتبت صحيفة “BILD” الألمانية أن الفريق المغربي “لم يُظهر مقاومة حقيقية إلا في لحظات قصيرة، وبدت خطوطه مفككة أمام فريق يعرف كيف يتحكم في إيقاع اللعب”.
ورغم تسجيل لورش لهدف تقليص الفارق، فإن الصحف نفسها لم تعتبره نقطة تحوّل، بل لحظة عابرة في لقاء قالت عنه “AS” إنه “كشف غياب الحلول الجماعية، وافتقار الوداد لتحضير تكتيكي يليق بمواجهة فريق أوروبي من هذا الحجم”. وحتى من الناحية البدنية، اعتبرت “BILD” أن “الوداد عانى من تراجع واضح، ولم ينجح في خلق ضغط مستمر أو تشكيل تهديد متواصل”.
في المقابل، حافظ جمهور الوداد على حضوره القوي والمبهر، وهو ما لم يمرّ دون ملاحظة من الصحافة العالمية. صحيفة “AS” خصّت الأنصار المغاربة بإشادة خاصة، وكتبت أن “جمهور الوداد واصل إشعال المدرجات، رغم صعوبة النتيجة، وترك انطباعًا رائعًا لدى السكان المحليين والمتابعين الدوليين على حد سواء”، مضيفة أن “الأجواء التي خلقها جمهور الفريق المغربي كانت واحدة من أبرز مشاهد البطولة حتى الآن”.
ورغم كل هذا النقد، لم تغب نبرة الاحترام من بعض التغطيات، حيث أجمعت المنابر الثلاثة على أن مشاركة الوداد في هذه البطولة تؤكد مكانته القارية، لكنها شددت في الوقت ذاته على أن الحماس وحده لا يكفي في هذا النوع من المسابقات، حيث تصبح التفاصيل الصغيرة مثل التركيز والتمركز والانضباط عوامل حاسمة.
وهكذا، تغيّرت نبرة التغطية من إشادة مشروطة بعد مواجهة مانشستر سيتي، إلى قراءة نقدية صارمة بعد السقوط أمام يوفنتوس، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات واسعة حول مدى جاهزية الأندية الإفريقية لمجاراة الإيقاع العالي للبطولات العالمية، وهو ما ظهر كذلك في مباريات فرق إفريقية أخرى عانت أمام المنافسين الأوروبيين واللاتينيين.
وبعد خسارته في أول جولتين، وفوز مانشستر سيتي على العين بنتيجة كبيرة، تأكد رسميًا إقصاء الوداد من البطولة. وعلى الرغم من ذلك، مازالت تنتظره مباراة أخيرة أمام فريق العين الإماراتي، في لقاء يسعى من خلاله الفريق “الأحمر” لتحقيق فوزه الأول في البطولة، ولو من باب حفظ ماء الوجه. وفي هذا السياق، أكد المدرب أمين بنهاشم في الندوة الصحفية التي أعقبت لقاء يوفنتوس، أنه لا يخطط لتدوير التشكيلة، وأنه سيتعامل مع المواجهة بنفس الجدية، رغم طابعها الشكلي.
L’article من الإشادة إلى الواقعية.. الصحافة العالمية تغيّر لهجتها بعد خسارة الوداد أمام يوفنتوس est apparu en premier sur هسبورت.