السياحة المغربية بين الأرقام القياسية وتشكيك المعارضة في دور الحكومة

في الوقت الذي تنسب فيه الحكومة تحقيق أرقام قياسية على مستوى عدد الوافدين والعائدات المالية لرؤيتها الاستراتيجية بعد أزمة كوفيد، ترى المعارضة أن الفضل لا يعود بالضرورة للسياسات الحكومية، وتعتبر أن السياحة الداخلية ما تزال مهمشة، وأن ارتفاع التكاليف يدفع المغاربة إلى البحث عن وجهات خارجية أقل كلفة.

وقال يوسف شيري، برلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، في تصريح لجريدة “مدار21” إن قطاع السياحة يلعب دورا محوريا في دفع عجلة الاقتصاد الوطني، باعتباره رافعة لتوفير فرص الشغل، خاصة في صفوف الشباب، مرجعا تحقيق المغرب لأرقام قياسية في استقطاب السياح إلى تبصر وحكمة الملك، إضافة إلى الدعم المباشر الذي خصصته الحكومة للقطاع.

وذكر برلماني الأغلبية، بالأزمة التي عرفها قطاع السياحة خلال جائحة كوفيد-19، والتي تسببت في توقف نشاط العديد من الفنادق وفقدان عدد كبير من العاملين لوظائفهم، مشيرا إلى أن الحكومة لم تقف مكتوفة الأيدي، بل خصصت غلافا ماليا قدره ملياري درهم لدعم القطاع، بما في ذلك إعادة تأهيل الوحدات الفندقية، وصرف دعم شهري بقيمة 2000 درهم لفائدة المتضررين من العاملين بالقطاع.

وأضاف شيري أن “القطاع استعاد عافيته في وقت وجيز، وتمكن المغرب من استقطاب 17 مليون سائح بنهاية سنة 2024، وهو رقم كان من المقرر بلوغه في أفق سنة 2026، ما يؤكد نجاح الاستراتيجية التي اعتمدتها الحكومة، وفعالية الدعم الموجه لهذا القطاع الحيوي”.

وأشار إلى وجود خارطة طريق للفترة ما بين 2023 و2026، رصدت لها الحكومة ميزانية قدرها 6.1 مليار درهم، والتي تشمل مجموعة من الدعامات الأساسية لإعادة تأهيل القطاع وتعزيز جاذبيته.

وأبرز شيري أن المغرب تمكن خلال الأشهر الأربعة الأولى من السنة الجارية من استقطاب 5.2 مليون سائح، بزيادة قدرها 23 في المئة، مقارنة بنفس الفترة من سنة 2024، إضافة إلى تسجيل القطاع 9 ملايين ليلة مبيت خلال الفترة نفسها، في مؤشر واضح على تحسن ملحوظ في الأداء السياحي.

وتطرق شيري إلى أهمية السياحة في جلب العملة الصعبة، مشيرا إلى أن القطاع حقق مداخيل بلغت 34 مليار درهم خلال أربعة أشهر فقط، ما يعد مؤشرا قويا على دينامية غير مسبوقة، والاستعداد لتحقيق موسم صيفي استثنائي، بفضل المتابعة الحكومية والتوجيهات الملكية.

من جهتها، انتقدت فاطمة التامني، نائبة برلمانية عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، ما وصفته بـ”نسب الفضل للحكومة” في ما تحققه مؤشرات قطاع السياحة من أرقام إيجابية، معتبرة أن هذا التوهج يعود إلى عوامل متعددة لا دخل للحكومة فيها، حسب تعبيرها.

وأشارت التامني في تصريح خصت به أيضا جريدة “مدار21” إلى ضعف السياحة الداخلية، موضحة أنه لا توجد جهود حقيقية من قبل الحكومة، لتشجيعها أو تطوير نقاط جذب، الأمر الذي يدفع بالكثير منهم إلى تفضيل السفر خارج البلاد بسبب انخفاض التكاليف مقارنة بالمدن السياحية المغربية.

واستحضرت برلمانية المعارضة موجة الغلاء التي يعرفها المغرب في ظل الحكومة الحالية، معتبرة أن الأخيرة لم تتخذ إجراءات فعالة للحد من تداعياتها على المواطنين.

وانتقدت في السياق ذاته ما وصفته بغياب أدوار مؤسسات الحكامة، وعلى رأسها مجلس المنافسة، الذي كان من المفترض أن يتدخل لتحديد هوامش الربح أو تسقيف الأسعار، وفق تعبيرها.

ولم تُخفِ التامني استياءها مما اعتبرته “صمتا حكوميا” تجاه ملفات اجتماعية حساسة، من بينها استمرار معاناة عدد من ضحايا زلزال الحوز، وتوالي عمليات هدم المنازل دون حلول بديلة، إضافة إلى الارتفاع المستمر في كلفة المعيشة.

عن أسيل الشهواني

Check Also

لشكر صامد رغم الضربات وعودة المهاجري لا تخيفنا

لم يخف محي الدين حجاح، المنسق الوطني لجبهة العمل الأمازيغي، وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *