توالي دعم الحكم الذاتي يُزكِّي الحل العملي للنزاع المفتعل بصحرائنا

قال رئيس مجلس المستشارين، محمد ولد الرشيد، إن الدعم الدولي المتنامي للمبادرة المغربية للحكم الذاتي بالأقاليم الصحراوية يعكس اقتناع المجتمع الدولي بمنطق الحل العملي والمسؤول بدل الجمود ويعزز دور المغرب في ضمان الأمن والسلم الدوليين.

وأضاف ولد الرشيد، في الكلمة الافتتاحية للندوة الوطنية حول الصحراء المغربية بعنوان “من شرعية التاريخ إلى رهانات المستقبل” المنظمة بالعيون، أنه “انطلاقا من الشرعية التمثيلية لمنتخبي الأقاليم الجنوبية، وبفضل الإجماع الوطني، تتوالى اليوم المكاسب الدبلوماسية التي تحققها بلادنا في ملف الوحدة الترابية، لا سيما على صعيد تنامي الدعم الدولي المتزايد لمغربية الصحراء ولمبادرة الحكم الذاتي، بوصفها الحل الواقعي والوحيد لإنهاء هذا النزاع المفتعل”.

وأورد المتحدث ذاته أنه هذه الانتصارات المتوالية تأتي امتداداً طبيعياً لمسار دبلوماسي ثابت منذ سنوات، اختار فيه المجتمع الدولي منطق الحل العملي والمسؤول بدل الجمود، مشددا على أن هذه الاغترافات تعزز بذلك مكانة المغرب كفاعل دولي موثوق وشريك استراتيجي في ضمان الأمن والسلم الدوليين.

وسجل ولد الرشيد أنه في سياق هذه الدينامية التي انخرطت فيها الدولة بكل مؤسساتها، من سلطات مركزية ومحلية، ومجالس منتخبة، وفعاليات المجتمع المدني، لا بد من التأكيد على أمرين أساسين: الأول يرتبط بالدور الوطني البارز الذي اضطلعت به قبائل الصحراء المغربية وشيوخها على امتداد الأجيال، في تَجْسيدٍ لِصدقِ الولاء والاِنتماء والتشبث الراسخ بالوحدة الوطنية والعرش العلوي المجيد.

الأمر الثاني، حسب المتحدث ذاته، يتعلق ب: ” الشرعية الشعبية والديمقراطية التي اكتسبها المنتخبون، الذين تم اختيارهم بكل حرية، والتي تجعل منهم الممثلين الحقيقيين لسكان الصحراء المغربية” كما جاء ذلك في الخطاب السامي للملك محمد السادس بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء.

ويأتي اختيار مدينة العيون لاحتضان هذه الندوة الوطنية، بما تحمله من رمزية  ليجسد المكانة المحورية التي تحتلها هذه الربوع الغالية في مسار تعزيز الوحدة الترابية، ويعبر، في الآن ذاته، عن حجم التحولات التنموية الكبرى التي شهدتها أقاليمنا الجنوبية، والتي تجعلها نموذجا وطنيا متميزا ومتفردا.

وأوضح المصدر ذاته أن هذا التحول الدبلوماسي الكبير هو ثمرة لرؤية ملكية استراتيجية استباقية ورؤية جعلت من التنمية الشاملة دعامة لترسيخ السيادة ومن تقوية الجبهة الداخلية والإجماع الوطني.. سندا متينا، للترافع المتواصل دفاعا عن وحدتنا الترابية.

وأثنى ولد الشريد على الدور المحوري الذي تضطلع به القوى الوطنية الممثلة داخل مجلس المستشارين، من أحزاب سياسية، وتنظيمات نقابية، وهيئات مهنية.. بما راكمته من مواقف صلبة، ومبادرات مؤثرة، ومرافعات مشرفة، في الداخل كما في المحافل الدولية.

وإن هذا الرصيد الترافعي المشترك، يمنح المؤسسة البرلمانية قدرة اقتراحية متقدمة، تعزز مكانتها، وترفع من صدقية صوت المغرب في الفضاءات الدولية.

وأكد ولد الرشيد أن مجلس المستشارين حرص على جعل الصحراء المغربية، أولوية جوهرية في رؤيته الاستراتيجية، من خلال مبادرات تشريعية واستشارية، ومساهمات فعالة في المحافل الوطنية والدولية، مشددا على أن إحداث مجموعة العمل الموضوعاتية المؤقتة حول القضية الوطنية الأولى، يأتي في هذا السياق، كتجسيد مؤسساتي واضح لهذا الالتزام، الهادف إلى تقديم الاستشارة، وتعزيز الحضور البرلماني الفاعل في منظومة الترافع الوطني، عبر إنتاج رؤى مشتركة واستشرافية، ترسخ دور المجلس في الدفاع عن ثوابت الأمة ومصالحها العليا.

وأوضح المصدر ذاته أن تنظيم هذه الندوة بأقاليمنا الجنوبية غايته تعميق النقاش المؤسساتي بشأن التحديات الراهنة والمستقبلية المرتبطة بقضيتنا الوطنية الأولى، فذلك نابع من قناعة راسخة بأن فعالية الترافع لا تكتمل إلا بالإنصات والانفتاح على حكمة شيوخها، وخبرة نخبها، وتطلعات ساكنتها، باعتبارهم شركاء في صون الوحدة الوطنية.

عن أسيل الشهواني

Check Also

“وباز” كيف تقول إننا لا نشتغل مع الجهات؟

ردّت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، بعبارات شديدة اللهجة على …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *