إيران تحت القصف.. غضب شعبي وتخوّف من مستقبل مجهول

بقلم:&nbspيورو نيوز

نشرت في

اعلان

وتحدث سكان في طهران ومدن أخرى عن ليلة مرعبة هزّتها الانفجارات، في وقت لمّحت فيه إسرائيل إلى نيتها مواصلة العمليات “لأي عدد من الأيام يتطلبه الأمر”، في ما وصفته بمحاولة لمنع طهران من تطوير سلاح نووي، وهو ما تنفيه إيران باستمرار، مؤكدة سلمية برنامجها النووي.

 في مدينة نطنز، حيث يقع أحد أبرز المواقع النووية الإيرانية، قالت مرضية (39 عامًا) لوكالة رويترز: “استيقظت على دوي انفجار يصمّ الآذان. خرج الناس من بيوتهم في حالة من الهلع، الجميع كان خائفًا”. وأضافت، وهي أم لطفلين: “أفكر جديًا بمغادرة البلاد، لا أريد أن يعيش أطفالي في هذا الرعب”.

 وبينما تواترت أنباء عن استهداف منشآت نووية ومصانع صواريخ ومواقع عسكرية، سارع البعض إلى البنوك لسحب أموالهم، فيما شهدت مكاتب الصرافة ازدحامًا كبيرًا لشراء العملات الأجنبية، تحسبًا لتدهور إضافي في الأوضاع.

 يقول مسعود موسوي، موظف مصرفي متقاعد من شيراز: “أنتظر فتح الصرافة لشراء الليرة التركية ونقل عائلتي برًا إلى تركيا، بما أن الطيران متوقف. لا أؤيد أي حرب، وسأبقى هناك حتى تهدأ الأمور”.

بين الأمل والسخط

 ومنذ الثورة الإسلامية عام 1979، مرّ الإيرانيون بسلسلة من الأزمات الكبرى، من الحرب المدمرة مع العراق في الثمانينيات، إلى العقوبات الغربية والاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ويبدو أن الضربات الأخيرة أضافت عبئًا جديدًا إلى كاهل المجتمع المثقل أصلًا.

 بعض المعارضين للنظام الديني الإيراني رأوا في الهجوم الإسرائيلي فرصة قد تؤدي إلى إضعاف أو حتى إسقاط السلطة القائمة. بينما عبّر آخرون عن تأييد الرد، رغم انتقادهم للقيادة السياسية.

 وقال أحد سكان طهران لرويترز: “إما أن نرد، أو نستسلم وتُنتزع قدراتنا الدفاعية. لا خيار ثالثا”.

 في المقابل، تساءلت فريبا بشارتي، وهي معلمة متقاعدة من تبريز، تعيش مع أبنائها وأحفادها: “حتى لو كان الرد مبررًا… ماذا عن الشعب؟ ألم نعانِ بما يكفي؟”.

الواقع المعيشي يطفو على السطح

 تعاني إيران من أزمات اقتصادية متفاقمة، أبرزها انهيار العملة، ونقص المياه والطاقة، وارتفاع معدلات البطالة، فضلاً عن تراجع ثقة الشارع بالحكومة، خصوصًا بعد احتجاجات 2022 التي أشعلها مقتل الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق.

 وتقول مصادر محلية إن قوى الأمن والشرطة بالزي المدني انتشرت في شوارع عدة مدن منذ صباح الجمعة، في إجراء احترازي تحسبًا لأي احتجاجات شعبية.

 محمدرضا (29 عامًا)، وهو معلم من مدينة چالوس، يرى أن ثمن برنامج إيران النووي بات باهظًا: “دفعنا الكثير حتى الآن، والآن تُقصف البلاد؟ لا أريد مزيدًا من البؤس”.

“سأقاتل وأموت”

 رغم كل ذلك، لا تزال شريحة من المواطنين متمسكة بالدفاع عن النظام، ومن بينهم علي، الذي قال لرويترز في اتصال من مدينة قم: “أنا عضو في قوات البسيج، مستعد أن أقاتل وأموت من أجل حقنا في امتلاك برنامج نووي. لن تُجبرنا إسرائيل وأمريكا على التراجع”.

 ويعتمد النظام الإيراني على ولاء هذه المجموعات، خاصة في أوقات التوتر، لتثبيت قبضته الداخلية رغم الضغوط الهائلة التي يواجهها من الخارج.

 وبين انقسام المواقف الداخلية وتصاعد التوتر الإقليمي، تبقى إيران أمام مفترق طرق خطير، وسط تساؤلات داخلية متزايدة حول ما إذا كانت كلفة هذا الصراع تستحق الثمن المدفوع، أم أن البلاد تسير نحو موجة جديدة من الاضطراب، قد تكون الأعنف منذ سنوات.

عن شريف الشرايبي

Check Also

أدعية التوفيق والنجاح.. تُسهِّل المذاكرة والحل في الامتحان

على كل طالب وولي أمر خلال الفترة الحالية، ونحن في أيام امتحانات، أن يرددوا أدعية …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *