اخبار عاجلة

مخطط الحكم الذاتي المغربي يكسب غانا ويُعمّق عزلة الجزائر

تواصل الدينامية الإفريقية الداعمة لمخطط الحكم الذاتي المغربي حصد مزيد من الزخم، في ظل تنامي اقتناع عدد من العواصم الإفريقية بأن هذا المقترح يشكل الإطار الوحيد الواقعي والجاد لتسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء.

إعلان جمهورية غانا تأييدها الصريح لهذا المخطط، واعتباره الحل الوحيد المقبول من الأطراف، لا يعكس فقط تحوّلاً نوعياً في تموضع الدول الإفريقية إزاء القضية، بل يُجسّد أيضاً تطوراً ملموساً في فعالية الدبلوماسية المغربية داخل القارة.

في المقابل، تزداد عزلة الجزائر على الصعيدين الإفريقي والدولي، مع اتساع رقعة الدول التي باتت ترى في الطرح المغربي حلاً عقلانياً بديلاً عن مناورات الانفصال والجمود.

ففي الوقت الذي تعتمد فيه الجزائر خطاباً تقليدياً قائماً على التأجيج والدعم المفتوح لجبهة البوليساريو، يراكم المغرب مكتسبات استراتيجية قائمة على الاعتراف، الشراكة، والتقارب السياسي مع شركائه الأفارقة، في إطار رؤية يقودها الملك محمد السادس، وتقوم على الحضور الميداني، والاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة.

عبد العالي سرحان، الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية اعتبر أن موقف غانا الرافض لأي حلول غير مخطط الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة يعكس بوضوح تحولاً ملموساً في الموقف الإفريقي لصالح المغرب.

وقال إن غانا، كدولة إفريقية كبرى ومحورية في القارة، باتت تصنف المخطط المغربي كأساس واقعي ودائم لحل النزاع، مما يشير إلى توسع قاعدة الدعم القاري للحل الذي يُعزز السيادة المغربية على الصحراء، ويقلص من مساحة المناورة التي كانت تحظى بها أطراف أخرى، وعلى رأسها الجزائر.

وسجل أن هذه الخطوة من غانا تتزامن مع دينامية دبلوماسية مغربية نشطة في إفريقيا، يقودها الملك محمد السادس، تسعى إلى إقناع دول القارة بأهمية الحل السياسي القائم على الحكم الذاتي، الأمر الذي يعزز مكانة المغرب كقوة فاعلة ومسؤولة في الشؤون الإفريقية.

وقال الباحث في العلاقات الدولية، في حديثه لجريدة “مدار21” الإلكترونية، إنه بهذا الشكل، ينخفض دور الجزائر تدريجياً في التحالفات الإفريقية المرتبطة بقضية الصحراء، ما يعمّق عزلة الجزائر ويقلص تأثيرها الإقليمي.

وفي نفس السياق، أشار سرحان إلى أن دعم غانا لمخطط الحكم الذاتي ضمن الإطار الحصري للأمم المتحدة يبرهن على اعتراف هذه الدول بالمرجعية الدولية التي تدعم موقف المغرب.

وأوضح أن هذا الدعم الدولي والإقليمي المتزايد يعكس حالة من الإحباط المتنامي لدى الجزائر التي تراهن على دعم تحركاتها من خلال منظمات دولية وإقليمية، لكنها تواجه الآن خسارة تدريجية لحلفائها الأفارقة الذين يتبنون مقاربة أكثر واقعية ومسؤولة.

كما أكد أن انعقاد اللقاء بين وزيري خارجية المغرب وغانا في الرباط، وتوقيع البيان المشترك، يؤكد أن الدبلوماسية المغربية تحقق نجاحات ملموسة في بناء تحالفات إفريقية جديدة، ما يشكل ضغطاً متزايداً على الجزائر التي تعاني من عزلة متنامية في القارة.

وأردف عبد العالي سرحان موضحا :”فالدعم القوي من دول مثل غانا يضع الجزائر في موقع الدفاع عن مواقفها في ظل تراجع التأييد الدولي والإقليمي لمواقفها التقليدية”.

وخلص الباحث إلى أن تزايد الدعم الإفريقي لمخطط الحكم الذاتي المغربي، وتجذر هذا الموقف في دول مهمة كغانا، يشكل تحوّلًا استراتيجياً في مسار قضية الصحراء، إذ يضعف الجزائريين سياسياً ودبلوماسياً، ويقرب المغرب من تحقيق حل سياسي مستدام وواقعي يعزز استقراره الإقليمي ويكسب له شرعية متزايدة على الساحة الدولية.

عن أسيل الشهواني

Check Also

شرعنا بوضع إطار وطني لإلتقائية السياسات العمومية بالمغرب

قال كريم زيدان، الوزير المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، إن وزارته “شرعت في وضع …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *