الخط :
اعتبرت جمهورية كينيا، المخطط المغربي للحكم الذاتي بمثابة المقاربة المستدامة الوحيدة لتسوية قضية الصحراء، مشيدة بالتوافق الدولي المتزايد والدينامية التي يقودها الملك محمد السادس الداعمة لهذا المخطط.
وعبرت جمهورية كينيا عن هذا الموقف، في بيان مشترك صدر عقب لقاء جرى، أمس الاثنين بالرباط، بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، والوزير الأول، وزير الشؤون الخارجية وشؤون المغتربين بجمهورية كينيا، موساليا مودافادي.
وارتباطا بالموضوع، قال محمد سالم عبد الفتاح، المحلل السياسي ورئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، في تصريح لموقع “برلمان.كوم”، إن الموقف الكيني، موقف بالغ الأهمية، بكونه صادر عن إحدى أهم دول القارة الإفريقية، والتي تتمتع بموقع استراتيجي مهم وبأدوار حيوية، خاصة في شرق القارة السمراء.
وأوضح الخبير، أن كينيا التحقت بركب الدول الداعمة للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، لا سيما أنها كانت في السابق إحدى أهم الدول المنضوية في المعسكر الداعم للانفصال.
وأضاف أن الموقف الكيني يشهد نوعا من المراجعة منذ اعتلاء الرئيس الحالي سدة الحكم، حيث بادر إلى إعلان سحب اعترافه بالكيان الانفصالي، واليوم يعزز موقفه، بإعلانه في صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “إكس”، ما يحيل على قناعة شخصية لدى الرئيس بضرورة دعم الوحدة الترابية للمملكة، والقطيعة مع المعسكر الداعم للانفصال.
وتابع الخبير، أن هذا الموقف الكيني ستكون له تبعات هامة على مواقف العديد من الدول الإفريقية، خصوصا وأن كينيا تنتمي إلى مجال حيوي مهم جدا، ودولة مؤتمرة في جوارها ومحيطها.
وأردف، أن هذا الموقف سينعكس إيجابا على الزخم الذي تحظى به المبادرة المغربية خاصة داخل القارة الإفريقية، ومن شأنه أيضا أن يعزز الزخم المتعلق بالمطالب الرامية إلى سحب عضوية الكيان الانفصالي في منظمة الاتحاد الإفريقي، على اعتبار دور كينيا المحوري والتاريخي داخل الإطار القاري الإفريقي.
واعتبر الخبير، أن دولة كينيا تتفاعل مع التطورات التي يشهدها ملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، خاصة مواقف القوى الدولية الوازنة، التي تدعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي، فضلا عن اعترافات أهم القوى الدولية بالسيادة المغربية على الصحراء، إلى جانب التطورات الميدانية التي يشهدها هذا الملف، المتسمة بحسم ميداني لصالح واقع السيادة المغربية على الصحراء.