قال عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، اليوم الخميس، إنه كان من المفترض أن يشهد هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل تقديم ملتمس رقابة في المغرب، وإن كان لأحزاب المعارضة قناعة أنه “من شبه المستحيل أن يؤدي إلى إسقاط الحكومة كما هو هدفه المعلن سياسيا، ومع ذلك فإن مثل هذه الأمور لا يكون فيها اليقين، لكن وقعت خلافات”.
وتابع الأمين العام لـ”البيجيدي”، خلال ندوة نظمها الحزب عشية اليوم الخميس حول ملتمس الرقابة، “فوجئنا في آخر لحظة يوم الجمعة، بعدما كان هناك لقاء لرؤساء الفرق والمجموعة النيابية الأربعة، من طرف حزب الاتحاد الاشتراكي بالانسحاب من المبادرة، مما جعل من غير الممكن تقديم الملتمس”. واستدل ابن كيران لإبراء ذمة حزبه بمقولة محمد ابن عبد الكريم الخطابي: “ليس هنالك نجاح وليس هنالك فشل، هنالك واجب وأنا قمت به قدر الاستطاعة”.
وأفاد أن “حزب الاتحاد الاشتراكي هو الحزب الأول في المعارضة من حيث عدد النواب، لكن هل هذه الأولية في العدد هي أولية سياسية أم لا؟”، موردا أنه “يبدو أن ترتيب أحزاب المعارضة هو بالمقلوب”، في إشارة إلى أن حزبه الأول سياسيا في المعارضة.
وأوضح ابن كيران أن الرأي العام “يهتم بالسياسة في بعض الحالات لكن يجب أن يهتم بها دائما، وأن يعبر عن رأيه ويشارك في الانتخابات ويختار حسب الضمير والأخلاق والمبادئ والكفاءة، لأن السياسة هي التي تحدد كل شيء في حياة الناس، والسياسيون هم الذين يتخذون القرارات في إطار منطق الممكن والهامش المهم المتاح”.
وانتقد ابن كيران المغاربة قائلا: “لا تهتمون بالسياسة، والبعض يبيع صوته، وبعدها تأتون لتقديم الشكاوى، ويقولون إننا تركناهم لهؤلاء الناس يفعلون بهم ما يريدون، وعندما نقول لهم أنتم صوتم عليهم يردون بأنهم لم يصوتوا عليهم وأنهم لا يصوتون مطلقا، وتلك هي المصيبة”.
وتابع أن المغاربة “يجب أن يتابعوا السياسة ويعرفوا السبب الذي دفع أحزاب المعارضة إلى التفكير في تقديم ملتمس الرقابة، ولماذا حدث بعد ذلك التراجع وما تأُثير ذلك في بلادنا”، مضيفا أن “الحكومة يمكنها أن تقوم ببعض الألاعيب وتفشل ملتمس الرقابة وقبلها لجنة تقصي الحقائق، ولكن هل عندما تفشل ذلك هل نتقدم كشعب وكدولة؟”، مسترسلا “الحكومة عندما تقوم بذلك تكسر الأقدام التي تقف عليها وستأتي النتائج بعد ذلك من خلال ترتيبنا في التعليم والحريات والتنمية البشرية ومختلف المجالات”.
وأوضح أنه حينها ستلجأ الحكومة إلى تحريك المبررات و”الخرايف البايتة” وسترى إن كان الناس سيصدقونها حينها، مبرزا أنها “ستجد أن الواقع يخرج إليها بأسنان ومخالب بارزة وستجد صعوبة”، مذكرا بما عاشته البلاد التي كانت، على حد تعبيره، “على أبواب فوضى عارمة بسبب “20 فبراير”، ولا نعلم لماذا لم يهدِ الله هؤلاء ليفهموا أن من مصلحة الشعب التعاون وإيصال القيادات المحترمة ويدخل الناس السياسة ونطبق القرارات المعقولة ونطبق الديمقراطية، لكنهم عوض ذلك يلجأون إلى “البلوكاج الحكومي” وانتخابات 2021، والآن يسقطون ملتمس الرقابة”.