صورة غير مشرفة للمعارضة وأهدرنا فرصة محاكمة الحكومة

تأسف الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله، لعدم توصل مكونات المعارضة داخل مجلس النواب إلى توافقات تُيَسِّر التقدم بملتمس الرقابة وإثارة المسؤولية السياسية للحكومة، مشددا على “أننا كنا سنعيش لحظة محاكمة حقيقة للحكومة وحصيلتها ومستقبلها”.

وأوضح زعيم “حزب الكتاب”، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، مباشرة بعد إعلان حزب الاتحاد الاشتراكي انسحابه من التنسيق مع المعارضة للتقدم بمتلمس الرقابة، أن “الفشل في تقديم ملتمس الرقابة لازمنا في المحاولة الأولى وأيضا في هذه المبادرة الثانية، وهو ما لا يمكن أن نجد له تفسيراً”، مبرزاً أن “المؤسف هو أن المعارضة عوض أن تركز على مضمون ملتمس الرقابة وعلى اللحظة السياسية الخاصة به انسحب النقاش إلى اختلافات هامشية لا ترقى إلى أهمية هذه اللحظة السياسية”.

وصباح اليوم، الجمعة، وجه الفريق الاشتراكي بمجلس النواب ضربة قاصمة لملتمس الرقابة، الذي كانت المعارضة تراهن عليه لسحب الثقة من الحكومة، بإعلان توقيفه لأي تنسيق بخصوص المبادرة، مبرزاً أن انسحابه حفزه ”استخفاف وانعدام الجدية مع الآليات الرقابية الدستورية وعدم احترام وتقدير الرأي العام المواكب”، زيادة على “انتفاء الغايات من ملتمس الرقابة كآلية رقابية من أجل تمرين ديمقراطي يشارك فيه الجميع، وحلول محلها رؤية حسابية ضيقة تبحث عن الربح السريع بدون تراكمات فعلية”.

وأضاف بنعبد الله أن “ملتمس الرقابة يشكل في الأصل مبادرة سياسية رفيعة المستوى لإثارة مسؤولية الحكومة السياسية أمام فشلها في الاستجابة لانتظارات المواطنين والوفاء بالتزاماتها”، مشددا على أن “ما وقع في خضم التأسيس لممارسة هذه الآلية الرقابية هو أمر مؤسف جداً والمؤسف أكثر هو أننا فشلنا في هذه المهمة”.

وسجل السياسي ذاته أن “حزب التقدم والاشتراكية دائما ما حاول التركيز على تقريب وجهات النظر”، مؤكداً أن “محاولة حزبنا خلق توافق من أجل المضي قدما في تقديم ملتمس الرقابة تمت في المبادرة الأولى وحتى المبادرة الثانية مع الترفع عن كل التفاصيل الثانوية المرتبطة بتقديم الملتمس”.

وأوضح السياسي ذاته أنه “منذ البداية شددنا على أن أهم تفصيل يجب أن نركز عليه هو تقديم الملتمس وجعل هذه اللحظة سياسية بارزة وفارقة”، مؤكدا “أننا تقدمنا بمقترحات عديدة لتفادي كل هذه التفاصيل الثانوية التي كنا ننتظر أنها ستؤدي إلى إفشال المبادرة وضمان إرضاء جميع المكونات”.

وتابع المصدر ذاته أن “كل مكونات المعارضة كانت لها ممارسات تسير في اتجاه تعقيد نجاح هذه المبادرة باستثناء حزب التقدم والاشتراكية، الذي سعى إلى إنهاء هذا الجدل والمرور إلى محاكمة الحكومة أمام المواطنين وإنجاح هذا التمرين الديمقراطي”.

وسجل السياسي اليساري أن “حزب التقدم والاشتراكية كان ينوي جعل هذا الملتمس لحظة محاسبة سياسية للحكومة”، مستدركا أن “الأهم من ملتمس الرقابة هو ممارسة المعارضة الحقيقية والديمقراطية والوطنية طيلة الأيام وليس في هذه الفترة فقط”.

وبالرجوع إلى بواعث الاختلاف بين مكونات المعارضة بخصوص ملتمس الرقابة والتي بدأت بالخلاف حول من سيقدم الملتمس تحت القبة التشريعية، خاصة في ظل قرب الاستحقاقات الانتخابية وتوجس الأحزاب المعارضة من استغلال هذه اللحظة من أجل أغراض انتخابية، اعتبر بنبعد الله أن “هذا الأمر ليس طبيعياً وقصر نظر من قبل مكونات المعارضة، وينم عن نظرة ضيقة لدور الحزب السياسي ويعطي صورة غير مشرقة على المعارضة”.

وشدد السياسي عينه على أنه “كان مطلوبا من الجميع أن يكون في مستوى هذه اللحظة السياسية وعدم إدخال هذه المبادرة القيمة في تفاصيل ونقاشات ضيقة لا ترقى إلى مستوى الأدوار الدستورية التي تقوم بها المعارضة البرلمانية سواء في ما تعلق بتقديم الملتمس أوقراءته.

وأورد بنعبد الله أن المؤسف أيضا هو أن لا تتمكن المعارضة من القيام بمبادرة مشتركة من هذا المستوى لأسباب ثانوية جدا، مشيراً إلى أن هناك في المقابل من يسعد اليوم بهذا الأمر ومن يفرح لذلك بحكم أننا كنا سنعيش لحظة محاكمة حقيقية للحكومة وحصيلتها وممارسة ديمقراطية هائلة.

عن أسيل الشهواني

Check Also

ألمانيا تؤكد استمرار دعمها لبعثة المينورسو وقوات حفظ السلام الأممية

أعلنت ألمانيا عن مواصلة مساهمتها المالية في بعثة المينورسو بالصحراء، إلى جانب بعثات الأمم المتحدة …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *