هل تُمهِّد زيارة وزير الخارجية المصري للمغرب لتحوّل جديد بملف الصحراء؟

كما كان متوقعا، من المقرر أن يحل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بالعاصمة المغربية الرباط في 20 ماي الجاري، وذلك في سياق تطورات مهمة على الصعيد الاقتصادي بين البلدين، حيث شهدت الفترة الأخيرة توافقات واتفاقات بين المسؤولين المغاربة والمصريين، وذلك بعد تجاوز أزمة تجارية سابقة.

وتؤكد مصادر مطلعة لجريدة “مدار21” الإلكترونية أن الاستعدادات جارية على قدم وساق لاستقبال الوزير المصري من طرف نظيره المغربي ناصر بوريطة، ما يعكس أهمية هذه الزيارة في السياق الدبلوماسي بين البلدين، التي تأتي بعد سلسلة من الاجتماعات والاتفاقات التي توجت بتقارير إيجابية حول تعزيز التعاون الاقتصادي، مما يبرز توجها جديدا نحو شراكة استراتيجية قوية.

وتشير التقارير الاقتصادية الأخيرة إلى أن المغرب ومصر يسعيان لتوسيع أفق التعاون في مجالات عدة، بما في ذلك التجارة والاستثمار. ويعكس هذا التحرك رغبة واضحة في تجاوز العقبات التي اعترضت العلاقات الثنائية سابقا، لاسيما في ظل توجهات سياسية واقتصادية جديدة تعزز من مكانة البلدين على الساحة الإقليمية.

ويرى متتبعو مسار علاقات الرباط والقاهرة أن هذه الزيارة قد تفتح آفاقا جديدة للعلاقات الثنائية، خاصة في ظل التقارب الملحوظ على مستوى الرؤى الاقتصادية. خاصة في ظل تقارب وجهات النظر بين البلدين في الملفات الاقتصادية الذي قد يمهد الطريق لا محالة نحو تقارب سياسي أوسع، لا سيما فيما يتعلق بملف الصحراء المغربية.

عبد العالي سرحان، الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، يرى أن هذه الزيارة تحمل دلالات مهمة فيما يتعلق بموقف مصر من قضية الصحراء المغربية، معتبرا أنه في ظل التطورات الإقليمية والدولية الراهنة، يمكن اعتبار تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين مدخلاً مهماً لتحولات محتملة في المواقف السياسية، إذ إن الدعم الاقتصادي غالباً ما يكون مؤشراً على توافق سياسي ضمني.

واعتبر الباحث في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، بالنظر إلى العلاقات العربية-العربية في الآونة الأخيرة، لا يمكن إغفال أن مصر، كقوة إقليمية فاعلة، تسعى إلى تعزيز حضورها في شمال إفريقيا. ومن هذا المنطلق، فإن موقفاً مصرياً مؤيداً لمغربية الصحراء قد يكون خطوة استراتيجية لدعم العلاقات مع المغرب وتعزيز الدور المصري في المنطقة.

علاوة على ذلك، يسجل سرحان أنه من المتوقع أن تحمل هذه الزيارة رسائل سياسية غير مباشرة، خاصة في ظل التقارب المصري الخليجي، الذي يدعم مغربية الصحراء. “وقد تشكل الزيارة فرصة لمصر لإظهار موقف أكثر وضوحاً في هذا الملف، خاصة إذا ارتبط ذلك بمصالح اقتصادية ملموسة مع المغرب”.

وفي هذا السياق، أكد الباحث في العلاقات الدولية في حديثه للجريدة أنه يمكن القول إن القاهرة تدرك تماماً أن التقارب مع المغرب يعزز من موقعها الاستراتيجي في المنطقة، ويسهم في توسيع دائرة التحالفات الإقليمية التي قد تصب في صالحها في الملفات الإقليمية الأخرى.

وقال إنه إذا ما خرجت هذه الزيارة بموقف مصري أكثر وضوحاً بشأن الصحراء المغربية، فإن ذلك سيمثل تحولاً ملحوظاً في مسار العلاقات بين البلدين. ومع ذلك، فإن المراقبين لا يستبعدون أن تظل القاهرة حذرة في إعلان موقف رسمي صريح، حفاظاً على توازن علاقاتها مع الجزائر، الطرف الثاني في النزاع المفتعل.

عن أسيل الشهواني

Check Also

الملك يستقبل عددا من السفراء الأجانب

استقبل الملك محمد السادس، اليوم الأربعاء، بالقصر الملكي بالرباط، عددا من السفراء الأجانب، الذين قدموا …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *