نعيش مرحلةً أصبحت فيها مصالحة الشباب بالسياسة ضرورةً ملحة

اعتبر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعد الله، أن المغرب اليوم في مرحلة أصبح معها إيجاد صيغ كفيلة لمصالحة الشباب بالسياسة، مشدداً على أن عزوف الشباب عن السياسة أصبح مشكل حقيقي يهدد الممارسة السياسية والديموقراطية.

وسجل قائد حزب “الكتاب” ذي التوجه اليساري، في كلمة ألقاها عند حلوله ضيفاً على طلبة جامعة ابن زهر بأكادير، أن “الجامعة المغربية كان بها دورٌ مهم في المسلسل التنموي المغربي”، مشيراً إلى أن “الدليل على ما أقول هو احتضانها لكل المخاض الذي عرفته بلادنا منذ أول يوم بعد حصولنا على الاستقلال منتصف القرن الماضي”.

وأورد بنعبد الله أنه “في هذا الوقت كانت الجامعة تحتضن النقاشات والصراعات والكافاحات”، مسجلا أن “كل من كان ينخرط في هذه الدينامية كان ينطلق من حب لهذا الوطن ومن استعداد لخدمته ومن شعور كبير بالانتماء إليه”.

وأوضح السياسي اليساري أن “الجامعة كانت مساحة من أجل تمخض وإنتاج الأفكار والتصورات والصراع مع التصورات الأخرى”، مبرزاً أن “الذي يقوي ضروري إنتاج الفضاء الجامعي للأفكار هو  أن لكل عهد وقته وأفكاره”.

واعتبر بنعبد الله أن “القطيعة التامة بين الشباب والسياسة هي مشكل حقيقي يطرح في المغرب”، لافتاً إلى أنه “لابد من الرهان على إذكاء أهمية السياسة عبد الشباب منذ المرحلة الثانوية، أي عندما يكونوا تلاميذ، في المسار الثانوي وبعد ذلك في المسار الجامعي، انطلاقاً من السنة الأولى”.

وتساءل المتحدث ذاته “كيف نطلب من الشباب الانخراط في العمل السياسي والاهتمام بالتدبير الشأن العام في الوقت الذي لم نرب فيهم ذلك منذ مرحلة العشرينات وقبلها؟”، مؤكداً أنه “من الصعب أن تصل إلى مستوى تفهم وتتابع فيه الشأن السياسي في مرحلة متقدمة من العمر دون أن تكون تفعل ذلك منذ البداية”.

وتابع السياسي ذاته أن “المغرب اليوم في أمس الحاجة لإيجاد الصيغ الكفيلة بمصالحة الشباب مع السياسة”، مشيرا إلى أن “الصيغ مختلفة من أجل جلب اهتمام الشباب بما يجري في عالم السياسة، سواء في المغرب أو خارجه، والمهم هو إيجاد المناسبة منها”.

وشدد نبيل بنعبد الله على أنه “لا توجد اليوم صيغ فكرية أو إيديولوجية جاهزة لضمان انخراط الشباب في العمل السياسي”، مبرزاً أن “الطريق الوحيد لاستعادة ثقة الشباب في السياسة هو أن نعطي المعنى لما نقوم به ونجيب عن سؤال: لماذا نقوم بالعمل السياسي؟ ولماذا نهتم بالسياسة”.

ودعا المسؤول الحزبي الشباب المغربي إلى عدم اتباع ما يقال في مواقع التواصل الاجتماعي حول السياسة والسياسيين، مؤكدا أن الخطاب السطحي الذي يطغى على المواقع الافتراضية وغيرها من الوسائط يصعب مهمة استعادة ثقة الشباب في السياسة.

وانتقد بنعبد الله التوجه والخطاب الذي يحلو له أن يقدم جميع السياسيين والسياسييات، بدون تمييز على أنهم فئة تخدم مصالحها وتستغل إمكانيات الدولة من أجل تسخير ذلك وتخالف القانون، مستدركا أن هذا لا يعني أن السياسة طاهرة من المستغلين للأحزاب السياسية من أجل مصالح فردية وخاصة.

وسجل المتحدث ذاته أنه “كلما ابتعد الشباب عن السياسة كلما فقدت جزءاً كبيراً من ديناميتها”، مشددا على أن “الدليل على ما أقول هو أن المسجلين في اللوائح الانتخابية من الشباب هو عدد قليل جدا وحتى إن كان هناك مسجلون لا يصوتون يقاطعون الانتخابات”.

عن أسيل الشهواني

Check Also

الملك محمد السادس يهنئ البابا ليو الرابع عشر – برلمان.كوم

الخط : A- A+ بعث الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى البابا ليو الرابع عشر …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *