اتفق مسؤولو المؤسستين التشريعيتين في كل من الممكلة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية على ضرورة إحداث منصة للحوار والتعاون بين البرلمانيين والحكومات والفاعلين الاقتصاديين من المغرب وموريتانيا، بهدف دعم التنمية المستدامة وتعزيز الاندماج الإقليمي، وذلك ضمن أشغال المنتدى البرلماني الاقتصادي الموريتاني ـ المغربي.
وكشفت معطيات خاصة، حصلت عيلها جريدة “مدار21” الإلكترونية، أن الوفد المغربي من البرلمانيين الذي ترأسه رئيس مجلس النواب، راشد الطالبي العلمي، أجمع مع مسؤولين بالمؤسسة التشريعية الموريتانية على تقوية العلاقات البرلمانية بما يضمن مواكبة تشريعية فعالة للمشاريع الثنائية، مُلحِّين على تشجيع الاستثمار والتبادل الاقتصادي، خاصة في القطاعات الاستراتيجية مثل الصيد البحري الفلاحة، البنية التحتية، والتكوين المهني.
وشدد المشاركون في هذا المنتدى على دعم تبادل الخبرات والتجارب الناجحة بين البلدين وتعزيز التعاون الثلاثي عبر إشراك فاعلين أفارقة ودوليين بهدف توسيع فرص التنمية وإرساء آلية للمتابعة والتقييم لضمان تنفيذ التوصيات والاتفاقات الصادرة عن المنتدى.
وعن المحاور الرئيسية التي ارتكز عليها المنتدى البرلماني المذكور، أضافت المعطيات ذاتها أن نقاشات مهمة دارت بين المسؤولين عن البرلمانيين المغربي والموريتاني معطين الأولوية لتعزيز التعاون الثنائي، مؤكدة تداولهما حول الأمن الغذائي والتعاون الزراعي والصيد البحري والتدبير المستدام للموارد البحرية وسوق الشغل والتكوين المهني ومواءمة المهارات مع حاجيات في إطار تنمية البنيات الإنتاجية.
وعلاقة بآليات المتابعة، أوضحت المعطيات ذاتها أنه تم العمل على تنفيذ توصيات المنتدى ميدانيا مع اتفاق الطرفين على تشکیل مجموعات عمل ثنائية لمتابعة القضايا ذات الأولوية وتنظیم اجتماعات تقييم دورية لقياس التقدم وتحديد الآفاق المستقبلية للتعاون.
ووقفت المعطيات الرسمية ذاتها على تطور العلاقات المغربية الموريتانية، مشيرةً إلى أنها تشهد خلال السنوات الأخيرة دينامية غير مسبوقة ورغبة في تعزيز التعاون بين الجانبين على أكثر من صعيد وتتوالى الزيارات بشكل متواتر بين المسؤولين من البلدين في عدة قطاعات على المستوى السياسي.
وأحال المصدر ذاته على الزيارة الخاصة للرئيس الموريتاني إلى المملكة المغربية بتاريخ 2024/12/18 حين التقى خلالها الملك بتاريخ 2024/12/20 ثمن قائدا البلدين التطور الإيجابي الذي تعرفه الشراكة المغربية الموريتانية في جميع المجالات.
وأضافت الوثائق ذاتها أن البلدين تجمعهما علاقات ترتكز على أسس راسخة من الاحترام المتبادل والرغبة الصادقة في التعاون المثمر والبناء. ويتقاسمان القناعة بأن الوضعية الراهنة للتعاون الثنائي لا ترقى إلى المستوى المطلوب ولا تعكس حقيقة ما يتوفران عليه من فرص وإمكانيات.
وبلغة الأرقام، سجلت المصادر ذاته أن العلاقات المغربية الموريتانية تنتظم في إطار قانوني غني وشامل يضم ما يناهز 130 نصا ما بين اتفاقية وبرتوكول ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي تهم مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتقنية تنبثق عنها العشرات من اللجان القطاعية وفرق العمل الخاصة المشتركة ذات الصلة بتلك المجالات.
ولفت المرجع ذاته إلى اللجنة العليا المشتركة المغربية الموريتانية التي أحدثت سنة 2000، مؤكداً أنها عقدت دورتها الثامنة في الفترة من 9 إلى 11 مارس 2022 بالرباط برئاسة عزيز أخنوش، رئيس حكومة المملكة المغربية، ومحمد ولد بلال مسعود الوزير الأول بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، وتوجت الأشغال بالتوقيع على 13 نص قانوني.
وعن العلاقات الاقتصادية المغربية – الموريتانية، أوضحت مصادرنا أن في موريتانيا على حاضرة على صعيد القارة الإفريقية عبر المملكة المغربية كأول مورد للسوق الموريتانية على المستوى الإفريقي، وأول مستثمر قطاعات مهمة كالاتصالات والأبناك، وكذا تحويل وتثمين منتجات الصيد البحري.
وبخصوص تبادل الزيارات البرلمانية، أوردت المعطيات ذاتها أنه في يناير 2024 تم تشكيل مجموعة صداقة مغربية موريتانية. هي خطوة من شأنها الاسهام في مواكبة الديناميكية الإيجابية بين البلدين وفي فبراير 2024، قام راشيد الطالب العلمي، بزيارة إلى موريتانيا بدعوة من رئيس الجمعية الوطنية، تم خلالها الإعلان عن إطلاق منتدى برلماني مغربي موريتاني، في حين قام، 6 دجنبر 2024، النائب محمد بمب ولد مكت، رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية بزيارة رسمية إلى بلادنا رفقة وقد من الجمعية، التقى خلالها السيد وزير الشؤون الخارجية.
وعلى المستوى الروحي والثقافي، تأتي موريتانيا في مقدمة الدول الإفريقية التي يستفيد طلبتها من المنح الدراسية والمقاعد البيداغوجية في مختلف جامعات المغرب ومعاهده العليا المغرب بحوالي 400 منحة ومقعد بيداغوجي سنويا كما أن معظم مكونات النخبة الموريتانية تلقت تعليمها العالي في المغرب.
وحسب ذات المعطيات، فإن الجالية المغربية في موريتانيا بلغت حوالي 9 آلاف مغربي، يشتغل أغلبيتهم في التجارة والحرف اليدوية.