اغتنم نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، كلمته خلال افتتاح المؤتمر التاسع لحزب العدالة والتنمية، لمهاجمة الحكومة واسما إياها بالفشل، مشيرا من جهة أخرى إلى أنه لا تناقض بين دعم القضية الفلسطينية والدفاع عن مغربية الصحراء.
وشدد بنعبد الله، اليوم السبت ببوزنيقة، على أن المفروض أن تكون لنا حكومة تسير في اتجاه تمتين الجبهة الداخلية لتكون محتضنة لتطلعات وآمال المواطنين، “لكن للأسف نحن أمام حكومة ضعيفة سياسيا، وفشلت في بلورة نهج إصلاحي وما تقدمت به من التزامات أمام الشعب والبرلمان، وآخر هم هذه الحكومة هو تفعيل مضامين وروح الدستور”.
وأردف بنعبد الله أن الحكومة “لم تقم بأي إجراء في اتجاه إصلاح وتقوية الفضاء الديمقراطي والحقوقي”، مشددا “نحن أمام حكومة يغيب فيها الحس السياسي وخَفت في عهدها النقاش العمومي، وتراجع منسوب الثقة والمشاركة إلى أدنى المستويات”، مشيرا إلى أنه “طال صبرنا وبتنا ننتظر متى تغادر هذه الحكومة لأن ما نحن بصدده اليوم لا يبعث على الارتياح”.
وشدد الأمين العام لحزب “الكتاب” أنه “لا يوجد أي تناقض بين تبني موقف مساندة القضية الفلسطينية وبين الدفاع المستميت عن الوحدة الترابية، إنهما معا قضياتا تحرر وطني وعادلتين”، مبرزا أن الطي النهائي لقضية وحدتنا الترابية تقتضي تمتين الجبهة الداخلية.
واستحضر المتحدث ما تعيشه “فلسطين العزيزة رسميا وشعبيا من معاناة في أحلك الظروف والتقتيل والتجويع والتدمير ومحاولة التهجير وإقبار القضية، وهي تعيش اليوم على حافة المجاعة، في ظل صمت أو عجز أو تواطؤ للمجتمع الدولي”، معتبرا أنها مناسبة لإدانة الكيان الصهيوني المجرم وتضامننا مع الشعب الفلسطيني المكلوم.
ووجه الأمين العام نداء للتحرك العربي المشترك لإيقاف العدوان على غزة والضفة والقدس، وإيقاف كل علاقات التطبيع مع كيان مارق يعتبر نفسه فوق القانون الدولي والإنساني، داعيا الفلسطينين لوحدة الصف لتكسير مخططات تصفية القضية.
وأكد بنعبد الله الاعتزاز الجماعي بالمكتسبات الكبيرة والنجاحات التي يحققها المغرب على مستوى القضية الوطنية الأولى؛ قضية الصحراء المغربية، التي تعد قضية تحرر وطني، وذلك من خلال الاعترافات الوازنة لدول مؤثرة إما من خلال الاعتراف بمغربية الصحراء أو بوجاهة الحكم الذاتي.
وأكد بنعبد الله “نكن لحزب العدالة والتنمية كل التقدير والاحترام”، مفيدا “تجمعنا علاقات خاصة وقواسم مشتركة عديدة، أقول ذلك لمن يستمر في التساؤل، يجمعنا حبنا للوطن وحرصنا على المصلحة العامة ونضالنا من اجل حياة ديمقراطية وتعددية سليمة في إطار الدستور والثوابت الوطنية الجامعة”.
وشدد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية “يجمعنا المعقول وممارسة السياسة بنبل وأخلاق والتزام، ومكافحة الاسالبب الفاسدة في الفضاء السياسي والحزبي، وماضي مشترك تخلله الاختلاف حينا والائتلاف حينا، لكن في اطار الاحترام، وهذا هو العمق الذي يجب أن يسود في العلاقات بين القوى الوطنية الجادة”.
وتابع نبيل بنعبد الله “أعطينا في المغرب نموذج فاضل في طريقة تدبير منطلقات مختلفة والسعي إلى أن تصب في اتجاه خدمة المصالح العليا للشعب والوطن”.