هل يقال وزير الدفاع الأميركي؟ البيت الأبيض يجيب

اعلان

أصدر البيت الأبيض يوم الاثنين نفيًا قاطعًا لتقارير أفادت بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب بدأ البحث عن وزير دفاعٍ جديد، بعد أن تصاعد الجدل حول الوزير الحالي بيتر هيغسيث بشأن طريقة تعامله مع معلومات عسكرية حساسة.

هيغسيث، الذي لا يزال في أول 100 يوم من ولاية ترامب الثانية، أصبح محط انتقادات واسعة بسبب إدارته للبنتاغون، خاصة بعد الكشف عن استخدامه مجموعات دردشة خارج القنوات الرسمية لتبادل معلومات ذات طابع عسكري وأمني. وعلى الرغم من الدعم العلني الذي يتلقاه من كبار المسؤولين في الإدارة، إلا أن الديمقراطيين يزيدون من ضغوطهم المطالبة باستقالته.

ووفقًا لتقرير نشرته شبكة NPR يوم الاثنين، نقلاً عن مسؤولٍ رفيع المستوى لم يُصرّح له بالحديث علنًا، فإن البيت الأبيض بدأ بالفعل استكشاف خيارات لتعيين بديلٍ محتمل لهيغسيث. لكن المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، وصفت هذه التقارير بأنها “أخبار مزيفة تمامًا”.

وفي تصريح لقناة فوكس نيوز، أكدت ليفيت أن الرئيس ترامب “يدعم بقوة” وزير الدفاع، مشيرة إلى أنه “يقوم بعملٍ رائعٍ في قيادة البنتاغون”. كما أعرب ترامب نفسه عن رفضه لهذه التقارير، واصفًا إياها بأنها “نفس الكلام القديم المتكرر من الإعلام”.

حالة من الفوضى داخل البنتاغون؟

تسربت أنباء من داخل وزارة الدفاع ترسم صورة عن حالة من الفوضى والصراعات الداخلية تحت قيادة هيغسيث، الذي كان اختياره كوزيرٍ للدفاع في نوفمبر الماضي محل جدلٍ كبير.

وتعرض هيغسيث لانتقادات شديدة من الديمقراطيين وبعض الجمهوريين، الذين اعتبروا أنه يفتقر إلى الخبرة والكفاءة اللازمة لإدارة البنتاغون. ومع ذلك، سانده عددٌ من كبار المسؤولين في إدارة ترامب، متهمين “المتسربين” بالتسبب في التغطية السلبية التي تطاله.

تفاصيل جديد في قضية “سيغنال”

وكشفت صحيفة نيويورك تايمز يوم الأحد 20 أبريل أن هيغسيث أنشأ مجموعة دردشة على تطبيق سيغنال تضم 13 عضوًا، بما في ذلك زوجته وأخيه، لتبادل معلومات حول الضربات الأمريكية التالية على الحوثيين في اليمن.

وجاء ذلك في الوقت نفسه الذي تمت فيه إضافة صحفي إلى مجموعة دردشة أخرى تضم كبار المسؤولين الأمنيين الأمريكيين في منتصف مارس.

من جهته، قال مستشار الأمن القومي مايك والتز الشهر الماضي إنه يتحمل “المسؤولية الكاملة” عن إنشاء مجموعة الدردشة المسماة “مجموعة الحوثيين الصغيرة”، والتي أضيف إليها الصحفي جيفري غولدبيرغ، رئيس تحرير مجلة ذي أتلانتيك، بطريق الخطأ. وأكد مسؤولو إدارة ترامب إنه لم تتم مشاركة أي معلوماتٍ سرية في المجموعة.

ووفقًا للتقرير، قام هيغسيث بتفصيل جداول رحلات الطائرات المقاتلة الأمريكية من طراز F/A-18 التي تستهدف الحوثيين في اليمن في مجموعة دردشة ثانية تُدعى “وزارة الدفاع | اجتماع الفريق”، بينما كانت المناقشات مستمرة في مجموعة “الحوثيين الصغيرة”.

تبادل اتهامات

وفي تصريح للصحفيين يوم الاثنين، قال هيغسيث إن “التشويهات المجهولة المصدر من الموظفين السابقين غير الراضين لا تعني شيئًا”، مضيفًا: “إنهم يعتمدون على مصادر مجهولة من موظفين سابقين غير راضين ثم يحاولون تشويه سمعة الناس وإلحاق الضرر بهم”.

وقال المتحدث السابق باسم البنتاغون، جون أوليوت، في مقال رأي نشرته صحيفة بوليتيكو يوم الأحد 20 أبريل، إنه يعتقد أن هيغسيث سيتم استبداله قريبًا، مضيفاً أن مبنى وزارة الدفاع تسيطر عليه “الفوضى” تحت قيادة الوزير الجديد.

ورفض البنتاغون التعليق عندما تم استفساره يوم الاثنين. وقال دونالد ترامب جونيور يوم الاثنين 21 أبريل إن أوليوت أصبح “مطرودًا رسميًا من حركتنا”.

واستقال أوليوت الأسبوع الماضي من منصبه كأعلى متحدث باسم وزارة الدفاع، حيث قال البنتاغون إنه طُلبت منه مغادرة منصبه، وفقًا لوكالة الأسوشيتد برس.

وأشار أوليوت إلى أن الرتب العليا في البنتاغون “على حافة الانهيار”، واتهّم مسؤولين في وزارة الدفاع مقربين من هيغسيث بشن حملات تشويه ضد ثلاثة من كبار الموظفين الذين تم فصلهم هذا الشهر.

اعلان

وكان المستشار الكبير في البنتاغون دان كالدويل، ونائب رئيس الأركان دارين سيلنيك، وكولين كارول -الرئيس السابق لأركان نائب وزير الدفاع ستيفن فينبرغ- يعملون كمستشارين كبار، قبل أن يتم فصلهم الأسبوع الماضي بتهمة تسريب معلومات من دون إذن.

تحقيق داخلي: اختبارات كشف الكذب

وفي 21 مارس، أصدر جو كاسبر، رئيس موظفي هيغسيث، مذكرة تطلب تحقيقًا فيما وصفه بـ”الإفصاحات غير المصرح بها عن المعلومات الأمنية الوطنية المتعلقة بالاتصالات الحساسة”.

وأشارت المذكرة إلى أن التحقيق قد يتضمن اختبارات كشف الكذب. وفي إشارة واضحة لذلك، قال أوليوت: “لم يتم إجراء اختبار كشف كذب لأي من الثلاثة”.

وأصدر الموظفون الثلاثة السابقون بيانًا مشتركًا غير معتاد يوم الجمعة، قائلين إنهم “شعروا بخيبة أمل كبيرة بسبب الطريقة التي انتهت بها خدمتهم في وزارة الدفاع”، واتهموا مسؤولي البنتاغون المجهولين بـ”تشويه سمعتهم بهجمات غير مبررة عند مغادرتهم”.

اعلان

وقال البيان المشترك: “لم يتم إبلاغنا حتى الآن بماذا كنا نُحقق، وهل لا يزال هناك تحقيق نشط، أو حتى إذا كان هناك تحقيق حقيقي بشأن ‘التسريبات’ من الأساس”.

ردود فعل سياسية

ودعا رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية كين مارتن يوم الاثنين إلى استقالة أو إقالة هيغسيث، واصفًا إياه بأنه “عارٌ وغير مؤهل تمامًا لقيادة وزارة الدفاع”.

كما دعا زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر من جانبه إلى إقالة هيغسيث بشكلٍ منفصل.

وسجلت منصات الرهان مثل “بوليماركت” ومقرها نيويورك ارتفاعًا كبيرًا في فرص مغادرة هيغسيث لمنصبه في الأشهر المقبلة.

اعلان

وقالت كارولين ليفيت يوم الاثنين: “هذا ما يحدث عندما تعمل كل البنتاغون ضدك وضد التغيير الهائل الذي تحاول تنفيذه”.

أما السيناتور الجمهوري توم كوتون، رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، فقال يوم الأحد: “يبدو أن تحقيق التسريبات في البنتاغون يحتاج إلى الاستمرار لاكتشاف هؤلاء المتسربين الجدد. وزير الدفاع هيغسيث مشغول بتنفيذ أجندة أمريكا أولاً للرئيس ترامب، بينما يحاول هؤلاء المتسربون إضعافهما معًا”.

عن شريف الشرايبي

Check Also

الرئيس السيسي يضع خريطة طريق لتجديد الخطاب الديني وبناء الإنسان

أشاد النائب عفت السادات، رئيس حزب السادات الديمقراطي ووكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، بكلمة …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *