أكد القيادي في حزب العدالة والتنمية، ورئيس المجموعة النيابية للحزب، عبد الله بووانو، أن حزب “المصباح” يتابع مستجدات ملف الصحراء باهتمام كبير، “لأنها قضيتنا الأولى”، مشددًا على أنها أولوية وطنية للمملكة.
وأوضح خلال حلوله ضيفا على برنامج “مع يوسف بلهيسي” الذي سيعرض مساء اليوم الجمعة، على منصات جريدة “مدار21” الإلكترونية، أن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب سنة 2020، بالسيادة المغربية على الصحراء، شكّل تحولًا كبيرًا في مسار هذا الملف، نظرًا لكونها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن، خاصة عقب ما تبع هذا الاعتراف من دعم الدول الأوروبية، من بينها إسبانيا، فرنسا، ألمانيا.
وأشار بووانو إلى أن احتمال عودة ترامب إلى الرئاسة الأمريكية، والذي جدد مواقفه السابقة الداعمة لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، يُعدّ منعطفًا إيجابيًا، خاصة بعد فترة من الغموض والشكوك التي سادت خلال ولاية الرئيس بايدن بشأن موقف واشنطن من القضية.
كما اعتبر أن تصريح السفير المغربي لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، مباشرة بعد إحاطة المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا، يحمل دلالات إيجابية، خاصة حين تحدث عن إمكانية حدوث تقدم في الملف خلال شهري أكتوبر أو نونبر المقبلين، وبشرى للمغاربة.
وأضاف بووانو أن الإحاطة التي قدّمها دي ميستورا يوم الاثنين الماضي تضمنت إشارات إيجابية، خاصة فيما يتعلق بمواقف الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، غير أنها كانت في المجمل “غير محايدة ومنحازة”.
وتوقف عند مطالبة دي ميستورا للمغرب بتقديم تفاصيل إضافية حول مقترح الحكم الذاتي، معتبراً أن هذه التفاصيل تُناقش ضمن إطار المفاوضات، لأنها تشكل أساس الحل. وقال: “اليوم يطلب منا دي ميستورا تفاصيل، إذن هو انحاز للطرف الآخر، وعندما يتحدث عن تقرير المصير فإنه بذلك ينحاز أيضا، وهذا أمر يخيفنا. لذلك نقول إن إحاطة دي ميستورا تخيفنا أكثر مما تطمئننا”.
وأكد بووانو أن الموقف الأمريكي مطمئن، لكن ما ورد في الإحاطة من جوانب سلبية يثير الخوف، مضيفًا: “الحكم الذاتي مطروح منذ 2007، واليوم يُطلب منا تقديم تفاصيل جديدة، كان على هذا المبعوث الأممي الرجوع لما سبق أن قدمه المغرب”.
وذكّر بووانو بأن دي ميستورا سبق وأن وُجهت له انتقادات سنة 2023 بسبب بعض تصرفاته، لاسيما خلال زيارته لجنوب إفريقيا، وتصريحاته عقب زيارته للجزائر، بالإضافة إلى اقتراحه فكرة التقسيم، رغم أن هذا الطرح حُسم عسكريًا سنة 1978.
واختتم بالتأكيد على أن المغرب منفتح على تقديم توضيحات إضافية ضمن إطار السيادة الوطنية، لكنه شدد في المقابل على ضرورة أن يتحلى دي ميستورا بمزيد من الحياد، قائلاً: “لا نطلب شيئًا سوى الحياد.. لا نفهم هذا الانحياز إلى الجزائر أو إلى جبهة البوليساريو… الحياد يقتضي عرض الأمور كما هي، خاصة في ظل هذه التطورات الأخيرة. ما يجب أن يهم دي ميستورا هو الحل وتسهيله وليس أي شيء آخر”.