الخط :
خلال مداخلة ألقاها اليوم الجمعة في مؤتمر الحوارات الأطلسية بالعاصمة الرباط، قدّم السفير عمر هلال السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، رؤية شاملة حول مفهوم “الجنوب الكبير”، مُسلطا الضوء على تحدياته وإمكاناته ودوره في النظام الدولي، مشيرا إلى أن مفهوم الجنوب ليس كتلة واحدة متجانسة، بل يتنوع بين جنوب ذي دخل متوسط، وجنوب نامٍ، وجنوب منغلق، ودول مهددة بالاندثار، وكذلك الجنوب الذي يشمل دولا مارقة تمول الجماعات الإرهابية.
وأكد السفير هلال أن الجنوب الذي نصبو إليه هو جنوب يدعو للحوار واحترام السيادة، مع ضرورة العمل على تحقيق المزيد من الإدماج في النظام الدولي، لكنه أشار إلى التحديات الكبيرة التي يواجهها الجنوب، من بينها عدم المساواة المستمرة بين الشمال والجنوب، وعدم الاستقرار في العديد من دول الجنوب، موضحا أن جدول أعمال مجلس الأمن غالبا ما يُخصص لمعالجة النزاعات والحروب التي تتركز في دول الجنوب.
ورغم التحديات، يرى السفير هلال أن الجنوب لا يزال يمثل قوة سياسية هامة، مشيرا إلى أنه إذا توحد الجنوب فإنه يمكن أن يمارس ثقلا سياسيا كبيرا في الأمم المتحدة، مُضيفا أن الجنوب يمثل دعوة للتضامن ورؤية أمل، خاصة أن معظم المعادن والثروات الطبيعية توجد في دول الجنوب، كما أكد أنه إذا تم دعم هذه الدول بشكل عادل، يمكن أن تصبح الجنوب سلة غذاء العالم.
وشدد السفير هلال على ضرورة وضع قواعد دولية عادلة لمعالجة قضايا الجنوب، بما يضمن المساواة في التعامل مع مشاكله، مؤكدا على أهمية تمكين الجنوب من المشاركة الفعالة في المنظمات الدولية مثل مجلس الأمن والمؤسسات المالية العالمية، مُشيرا إلى أن الجنوب يسعى إلى الإدماج والمساواة والمزيد من التمثيل العادل على المسرح العالمي.
وأشار السفير هلال إلى أن أحد العوائق الرئيسية التي تواجه دول الجنوب هو التدخلات الخارجية التي تعرقل قدرتها على حل مشاكلها، وأن هناك شعورا متزايدا بأن الجنوب يسعى للعب دور أكبر في حل مشكلات العالم، ويريد أن يكون له حضور متكافئ مع الشمال في المنظمات الدولية.
ودعا السفير عمر هلال في كلمته إلى تعزيز التضامن بين دول الجنوب والعمل على تحقيق نظام عالمي أكثر عدلا ومساواة، مشيرا أن الجنوب، رغم التحديات، يحمل إمكانات هائلة يمكن أن تسهم في تحقيق الأمن الغذائي والازدهار العالمي إذا توفرت الظروف الملائمة والدعم الدولي المنصف.