العد العكسي بدأ.. واشنطن تجدد اعترافها بمغربية الصحراء وترامب يدق آخر مسمار في نعش الانفصال

الخط :

في الوقت الذي لا تزال فيه بعض الأنظمة المتورطة في دعم الانفصال تراهن على إطالة أمد النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، جاءت واشنطن هذه المرة لتضع النقاط على الحروف، وتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد الواقعي والعادل والدائم لهذا الملف.

دونالد ترامب، الذي كان أول رئيس أمريكي يُصدر مرسوماً رئاسياً يعترف بسيادة المغرب على صحرائه، يعود اليوم ليُحيي ذلك الالتزام التاريخي، ويحث إدارة بلاده على تسريع وتيرة الحل النهائي للنزاع، على أساس المبادرة المغربية، في رسالة قوية لأعداء الوحدة الترابية، وفي مقدمتهم نظام العسكر الجزائري.

ففي لقاء رسمي جمع بين وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة وكاتب الدولة الأمريكي ماركو روبيو، جددت الولايات المتحدة تأكيد اعترافها بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية، مشددة على أن مقترح الحكم الذاتي يظل الإطار الوحيد المقبول للتفاوض، نقطة نهاية.

وهنا، لا بد من طرح السؤال الجوهري، من تبقى إذن يُشكّك في مغربية الصحراء؟ فبعد الدعم الأمريكي وبعد الدعم المتصاعد من عواصم أوروبية وإفريقية وآسيوية، وبعد أن فتحت أكثر من 30 دولة قنصليات لها في العيون والداخلة، هل لا يزال نظام تبون-شنقريحة يعتقد أن مشروعه الانفصالي يمكن أن يصمد في وجه التاريخ والجغرافيا والشرعية؟

قرار واشنطن المتجدد ليس مجرد موقف دبلوماسي، بل هو ضربة موجعة لمخططات الانفصال، وصفعة لكل من ما زال يراهن على البوليساريو كأداة ابتزاز سياسي، أما “الجمهورية الورقية” التي صنعتها مخيلة العسكر الجزائري، فقد بدأت تتفكك تباعاً، وتدخل مرحلة الاحتضار الدبلوماسي.

إن عودة ترامب إلى الواجهة ليست تفصيلاً بسيطاً، فالرجل أعلن صراحة أنه سيعيد الاعتبار لقراراته السيادية، وضمنها اعترافه التاريخي بمغربية الصحراء، وها هو الآن يدعو، دون مواربة، إلى طي هذا الملف الذي طال أكثر من اللازم، وإغلاقه على أساس الحكم الذاتي المغربي، باعتباره الحل الوحيد القابل للتطبيق والمقبول من المنتظم الدولي.

ومن المؤكد إذن أن المرحلة المقبلة ستشهد تحركات حاسمة على المستوى الأممي، خاصة مع تزايد الضغط الأمريكي على الأطراف لبدء مفاوضات جدية، بعيداً عن مناورات البوليساريو والجزائر، التي لم تنتج طوال 50 سنة سوى البؤس والتشرد والخراب لأبناء تندوف.

لقد بدأ العد العكسي فعلاً.. وواشنطن تقولها الآن بوضوح، “السيادة المغربية على الصحراء ليست قابلة للنقاش، والحل في الرباط لا في تندوف”.

عن أسيل الشهواني

Check Also

3.7 ملايين أجير مستقل استفادوا من التغطية الصحية وملفات التعويض بلغت 4 ملايين

كشف الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، أن عدد الأجراء المستقلين المستفيدين من التغطية الصحية، إلى …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *