بوتين يوجه رسالة للشرع: ندعم القيادة السورية ومستعدون لتعزيز التعاون معها

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “دعم بلاده للقيادة السورية في جهودها لتحقيق الاستقرار في البلاد”، مشددًا على استعداد موسكو لتطوير التعاون مع دمشق في مختلف المجالات. وجاء ذلك في رسالة بعث بها بوتين إلى الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، وفقًا لما أعلنه الكرملين يوم الخميس.

اعلان

ونقلت وكالة الأنباء الروسية الرسمية “تاس” عن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن بوتين أكد “استعداد روسيا المستمر لتعزيز التعاون العملي مع القيادة السورية في جميع القضايا الثنائية، بما يسهم في ترسيخ العلاقات الودية التقليدية بين البلدين”. 

وشدد الكرملين على أن روسيا ترغب في رؤية سوريا “موحدة وصديقة”، في إشارة إلى أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية تحت قيادة الشرع. 

ومنذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر وفراره إلى روسيا، تسعى موسكو إلى إعادة ترتيب وجودها العسكري في البلاد، حيث تحتفظ بقاعدتين استراتيجيتين في حميميم وطرطوس. وكانت روسيا قد دعمت الأسد طوال سنوات الحرب، إلا أن التغيرات الأخيرة دفعتها إلى تبني مقاربة أكثر براغماتية لضمان استمرار نفوذها في سوريا. 

ووفقًا لتقارير إعلامية، فإن روسيا بدأت بالفعل سحب بعض قواتها من الخطوط الأمامية في شمال سوريا والمواقع الجبلية التي تسيطر عليها الطائفة العلوية، لكنها لم تتخلَّ عن قواعدها الرئيسة على الساحل السوري، ما يعكس رغبتها في الحفاظ على حضورها العسكري في المنطقة. 

وقد تطورت المحادثات الروسية-السورية بشكل لافت منذ زيارة كل من نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، إلى دمشق في كانون الثاني/يناير الماضي. ففي البداية، ركزت المناقشات على مستقبل القاعدتين العسكريتين في حميميم وطرطوس، لكن سرعان ما توسعت لتشمل قضايا اقتصادية وسياسية أوسع.

صفقة مرتقبة وضمانات مقابل الدعم

كانت صحيفة “وول ستريت جورنال” قد أفادت سابقاً بأن دمشق على وشك توقيع اتفاق يضمن بقاء القاعدتين الروسيتين في سوريا، مشيرة إلى أن الكرملين أبدى مرونة واستعدادًا للتعاون مع السلطات الجديدة، في وقت تتريث بعض الدول الإقليمية بسبب الموقف الأمريكي الضبابي تجاه سوريا. 

وقامت موسكو خلال الشهر الماضي بتحويل ما يعادل 23 مليون دولار بالعملة السورية إلى البنك المركزي في دمشق، وسط امتناع قطر والسعودية عن تقديم مساعدات مالية بانتظار وضوح الموقف الأمريكي من العقوبات المفروضة على الفصائل المسلحة التي تتولى السلطة.

ولا تقدم روسيا دعمها للنظام السوري الجديد دون مقابل، إذ تسعى لضمان مصالحها الاستراتيجية، بما في ذلك استمرار وجودها العسكري، والحصول على استثمارات في قطاعات الغاز والموانئ. غير أن المفاوضات تشمل أيضاَ مطالب سورية باعتذار روسي عن القصف الذي استهدف المدنيين، بالإضافة إلى احتمال مطالبة السلطات السورية الجديدة بتسليم الأسد. 

غير أن مصادر مطلعة أكدت لـ”وول ستريت جورنال” أن بوتين رفض تسليم الأسد، ما يعكس استمرار التعقيدات في المشهد السياسي السوري، ويؤكد أن النفوذ الروسي في سوريا لا يزال محوريًا رغم تغير قيادتها.

عن شريف الشرايبي

Check Also

8 أندية حققتها سابقا.. هل ينجح ريال مدريد في تحقيق “الثلاثية التاريخية”؟ | رياضة

لم يسبق لريال مدريد الإسباني طوال تاريخه الممتد لـ123 عاما، التتويج بكافة الألقاب في موسم …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *