المتحدث: زيد سيدات، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة GetProp
لقد تطور سوق العقارات في دولة الإمارات العربية في السنوات الماضية ليشمل تقنية المنازل الذكية مما أدى التطور في السوق وخاصةً في إمارات دبي.
إن المنازل الذكية هي منازل مُجهزة بأجهزة مترابطة يُمكن التحكم فيها عن بُعد ، مما يوفر الراحة وكفاءة الطاقة والأمان. ومن المؤكد أنه لم يعد دمج الأنظمة والأجهزة المتطورة في العقارات السكنية مجرد اتجاهٍ عابر؛ بتشكيل طريقة عيشنا و استثمارنا وإدارة منازلنا.
وتبدو أن دولة الإمارات العربية المتحدة، ودبي تحديدًا، تحتضن هذه الموجة التكنولوجية بسرعة كبيرة، وتبدو الدولة في طريقها لتصبح رائدة عالميًا في تبني التقنيات المنزلية.
دعونا نلقي نظرة على الأرقام.
تشير التقارير الأخيرة من موقع Statista بأن من المتوقع أن يصل قطاع المنازل الذكية في الإمارات العربية المتحدة إلى 113.8 مليون أمريكي في عام 2028- مدفوعًا بمعدل نمو سنوي قدره 10.49%.
كما كشفت أحدث البيانات الصادرة عن سامسونج عن نمو خدمات المنازل الذكية في الإمارات، بأن يوجد أكثر من 2.85 مليون مستخدم مسجل على تطبيق SmartThings في المنطقة، وارتفاع معدلات امتلاك الأجهزة.
إذا سألتني عن الجانب الأكثر جاذبية في المنازل الذكية، فإن أول ما يتبادر إلى ذهني هو قيم العقارات. من الممكن أن ترتفع بشكل كبير للعقارات المزودة بتقنيات ذكية متكاملة.
و يُترجم هذا إلى عوائد استثمار أعلى، وربما مبيعات عقارية أسرع – خبر سار لمن يتطلعون إلى الشراء أو البيع في سوق اليوم المزدهر. تُضفي القدرة على التحكم في جوانب مثل الإضاءة والتدفئة والأمن عبر الهاتف أو المساعد الصوتي قيمة هائلة على المنازل العصرية.
ويُعدّ الأمان من أهم أولويات أصحاب المنازل، ويمكن تعزيزه من خلال أنظمة أتمتة المنازل الذكية. تُوفر الأقفال الذكية، وأجراس الأبواب بالفيديو، وأجهزة استشعار الحركة تنبيهات آنية وإمكانية الوصول عن بُعد إلى نظام أمان المنزل.
ووفقًا لخبراء شركة “داكي” لأتمتة المنازل مقرها بدبي، تُعدّ هذه الميزات نقطة بيع رئيسية لسكان المنطقة بفضل راحة البال التي توفرها – ويتوقعون استمرار الطلب عليها حتى عام ٢٠٢٥ وما بعده.
دعونا لا ننسى إن كفاءة الطاقة جانبٌ رئيسيٌّ آخر جديرٌ بالذكر. فرغم أنه قد يبدو أن استهلاك الكهرباء في هذه المنازل أعلى، إلا أن العكس هو الصحيح.
يمكن للأنظمة الآلية، مثل منظمات الحرارة الذكية وأجهزة مراقبة الطاقة، أن تُساعد على تقليل استهلاك الطاقة من خلال تحسين الاستخدام بناءً على معدل الإشغال وأنماط الطقس. كما يُمكن للمنازل الذكية الآلية بالكامل أن تُخفّض تكاليف الطاقة بشكلٍ كبير، وفقًا لدراسةٍ أجرتها أكاديمية أكسفورد.
هذا لا يعني خفّض فواتير الخدمات فحسب، بل يُساهم أيضًا في بيئة معيشية أكثر استدامة، وهو أمرٌ يزداد أهميةً لأصحاب المنازل المهتمين بالبيئة.
فماذا يعني كل هذا إذن لأصحاب المنازل والمستثمرين؟
بالنسبة لأصحاب المنازل، توفر تقنية المنازل الذكية تجربة معيشة أكثر راحة وكفاءة وأمانًا. كما أنها توفر الطاقة وتزيد من قيمة العقارات، مما يجعل المنازل الذكية استثمارًا ماليًا مجزيًا.
تتميز العقارات المجهزة بالتقنية الذكية بعوائد إيجارية أعلى وقيم إعادة بيع أعلى. ويتزايد الطلب على المنازل المتكاملة تقنيًا، ومن المرجح أن يحقق المستثمرون الذين يتبنون هذا التوجه عوائد مجزية
إنه ليس سراً أن سوق العقارات في الإمارات العربية المتحدة معروفٌ بالابتكار والفخامة، مما يجعله وجهةً جذابةً للمشترين الدوليين الباحثين عن منازل عصرية عالية التقنية.
أؤمن إيماناً راسخاً بأن مستقبل المنازل الذكية في الإمارات مشرق. إن التزام الحكومة بالابتكار وتطوير البنية التحتية يدعم نمو تكنولوجيا المنازل الذكية، بينما تهدف مبادراتٌ مثل مشروع مدينة دبي الذكية إلى خلق بيئة حضرية متصلة ومستدامة.
نشهد بلا شك حقبةً جديدةً في مجال تكنولوجيا المنازل الذكية، وأعتقد أننا سنشهد المزيد منها في السنوات القادمة. سواء من ارتفاع أسعار العقارات وكفاءة الطاقة إلى الراحة والأمان، نتطلع إلى حلٍّ شاملٍ يحقق قيمةً استثماريةً طويلة الأجل.