سأحافظ على إرث جدي طوال حياتي

وسط أجواء رمضانية مميزة تجمع المسحراتي (بوطبيلة) والمطاعم وأكشاك التسوق لبضائع مختلفة، تبدأ من الطعام ومونة البيوت لتصل إلى الإكسسوارات والعباءات وغيرها، انطلقت فعاليات «رمضان آت ذا بارك»، أول من أمس، في حديقة زعبيل، التي تمتد من موعد الإفطار إلى السحور.

وتقدم الدورة الأولى من الفعالية – التي تنظمها مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة – فرصة الاستمتاع بتجارب من الأطعمة المتنوعة، والطهي الحي، والمأكولات الشعبية، والحلويات الرمضانية، فضلاً عن العروض الثقافية والترفيهية التي تقدم على المسرح المحاط بالجلسات العربية، لتقديم تجربة استثنائية لا تنسى في الشهر الفضيل.

موقظ النيام

وقدّم عبدالله فهيدي، الملقب بـ«عبدالله بوطبيلة»، عرضاً لطريقته في إيقاظ الناس على السحور، وقال لـ«الإمارات اليوم» عن هذه المهنة: «جدي كان يوقظ الناس للسحور، وورثت هذه المهنة عنه، إذ كان يعمل على إيقاظ الناس من فريج إلى آخر، وإلى اليوم أنا متمسك بهذه العادات، والدوائر الحكومية لم تقصر في دعمها للحفاظ على هذا التراث وهذا الجزء من العادات».

وأشار إلى أنه يتجول ليلاً في البرشاء وند الشبا وفي العديد من الفرجان بدبي، فيما كان جده يتجول في المناطق القديمة، ومنها هور العنز والشندغة والفهيدي.

وكشف عبدالله عن أن الجولة ليست قصيرة، إذ تصل مدتها إلى ساعات، وفي الأيام الأخيرة قبل العيد يقدم له البعض هدايا متنوعة. وحول الفرقة المصاحبة له، أوضح أن أفرادها يرتدون أزياء الحياة البحرية، ويحملون الفوانيس والمياه، مشدداً على أنه سيحافظ على هذا الإرث طوال حياته.

«عام المجتمع»

وعن تنظيم الفعالية، قالت نائب الرئيس في إدارة الفعاليات والمهرجانات في مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، سهيلة غباش، لـ«الإمارات اليوم»: «بمناسبة (عام المجتمع) أردنا تنظيم فعالية تجمع أفراد الأسرة، واخترنا حديقة زعبيل لإقامة هذا المهرجان الأول من نوعه للاستمتاع بالأجواء الرمضانية».

وأضافت: «الفعالية تنظم للمرة الأولى، والمشاركات كانت محدودة، والهدف من الفعالية اختبار وجودنا في حديقة زعبيل، وتم اختيار المطاعم مع مراعاة التنوع، فهناك الصحية، وكذلك الإماراتية، بهدف التوجه إلى مختلف شرائح المجتمع».

وأشارت سهيلة غباش إلى أن الهدف من هذه المهرجانات هو دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إذ تشكل منصة داعمة لأصحاب هذه المشاريع للوصول إلى كل الفئات.

مشروع عائلي

وشهدت فعاليات «رمضان آت ذا بارك» مشاركة العديد من العلامات المتنوعة. وقال صاحب «سانت دي لوسو» شانفاس شيه، عن شالات الكشمير التي يعرضها، إنها تصنع يدوياً في الهند، منوهاً بأن مشروعه يحافظ على إرث عائلي لأكثر من 50 عاماً، إذ يستخدمون أجود أنواع الكشمير، وتعاونوا مع العديد من العلامات الفاخرة في تقديم الأقمشة لهم.

وكشف عن أنه يخطط لافتتاح فرع في دبي، وهذه المشاركة هدفها التعرف إلى السوق الإماراتية، مؤكداً أن دبي تشجع أصحاب المشاريع التي تقدم بضائع بجودة مميزة، لذا يعتزم الوجود أيضاً ضمن هذه الفعاليات العام المقبل.

مخاوير

من ناحيتها، سلّطت هناء الزرعوني الضوء على مشروع والدتها «أكاليل»، الذي تقدم فيه المخاوير للمناسبات، مشيرة إلى أن التصاميم كلها مطرزة يدوياً، وبدأت الأم بهذا المشروع من المنزل، إذ كانت تصمم للعائلة، وبدأت تتوسع وتشارك في المعارض.

وأضافت أن والدتها أطلقت مشروعها منذ خمس سنوات، وتوزع من خلال بعض المتاجر الإلكترونية، وكذلك المعارض، إذ تتبعت شغفها في تصميم المخاوير، وتتعاون مع من يطرز لها التصاميم.

كما نوهت هناء الزرعوني بأنها تشارك أيضاً في الفعاليات من خلال «كارميلا»، وهو كشك يقدم الحلويات المميزة بمذاقات مختلفة وجديدة، ومنها الآيس كريم بالماتشا، معتبرة أن المشاركة تشكل فرصة للتعريف بما يقدمه مشروع أمها، وكذلك علامتها الخاصة أمام الجمهور.

عالم الإكسسوارات

من جهته، أوضح مؤسس «كي آند إف»، خالد زغرة، أنه يقدم مجموعة من الإكسسوارات، ويعرض تصاميم من الأحجار الكريمة والفضة، علاوة على أساور من الخيوط والفضة، تحمل الكثير من الدلالات والمعاني، إذ تم حفر العديد من العبارات وأسماء المدن عليها، مع التركيز على العبارات التي تجذب الناس.

وأشار إلى أن عالم الإكسسوارات في دبي يتمتع بالمنافسة العالية، وهذا يؤثر في الأعمال المصنوعة يدوياً، ولكن الجمهور يقدر قيمة الصناعة اليدوية، مشيداً بالفعالية الرمضانية وما يمكن أن تقدمه للعارضين، وكذلك للزوار.


أصغر مكدوس في العالم

تطل مؤسِّسة «من بيتي لبيتك»، لمى جهير، خلال «رمضان آت ذا بارك» بمجموعة المواد الغذائية والمونة التي تعرضها، لافتة إلى أن مشروعها يشتهر بتقديم أصغر مكدوس في العالم، إذ إن حجم حبة الباذنجان يقارب حجم حبة الزيتون، وأضافت أنها تقدم المونة التي تصنع في البيوت لكن بطريقة متميزة، موضحة أن مفهوم أصغر مكدوس، يقوم باعتمادها قطف الباذنجان وهو حبة صغيرة جداً في قلب الزهرة، وحين تقطف يجب أن تزرع نبتة جديدة.

وأضافت لمى أنها تحرص على تقديم أجواد الأنواع، لذا تختار موادها من مختلف الدول العربية، منوهة بأن السوق تشهد عودة إلى مونة البيوت وكل ما هو مصنوع بشكل صحي.

بينما تقدم صاحبة «عسل المشرق»، كريستي أبي حرب، أنواعاً متباينة من العسل، منها عسل زهر الليمون، وهو العسل الربيعي، والعسل الأسود الذي يتغذى النحل فيه على السنديان والزعتر، فضلاً عن المنتجات المصنوعة من العسل، وأكدت أنها تقدم نصائح للناس عندما يريدون شراء العسل، تبدأ بالبحث عن الأنواع التي تحمل شهادة بالمكونات، وتوضح جودته.

ورأت أن ما يميز العسل اللبناني أن النحل يتنقل على أكثر من زهرة، ما يوجد التباين في مذاق العسل من موسم إلى آخر.


سهيلة غباش:

. فعاليات «رمضان آت ذا بارك» تشجع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتشكل منصة داعمة لأصحابها.

عبدالله بوطبيلة:   

. جدي كان يوقظ الناس للسحور متنقلاً من فريج إلى آخر في دبي، وورثت هذه المهنة عنه.

هناء الزرعوني:

. كل تصاميم «أكاليل» مطرزة يدوياً، وبدأت أمي هذا المشروع من المنزل منذ سنوات.

خالد زغرة:

. عالم الإكسسوارات في مدينة دبي يتمتع بالمنافسة العالية، والجمهور يقدر قيمة الصناعة اليدوية.

عن ثراء زعموم

Check Also

طوكيو.. رجل يقتل مؤثرة يابانية أثناء بث مباشر

طعن رجل مؤثرة يابانية /22 عاما/ أثناء بث حي في أحد الشوارع العامة في طوكيو …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *