أكد عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، نجاح الزيارة التي قام بها وفد من مجلس النواب ترأسه رئيس المجلس راشيد الطالبي العلمي، إلى دولة المكسيك، في الفترة مابين 23 فبراير 2025 و26 من الشهر نفسه، معتبرا أنه “حدث دبلوماسي اعتبره على قدر كبير من الأهمية”، شارك به إلى جانب رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار ورئيس فريق الأصالة والمعاصرة ورئيس فريق التقدم والاشتراكية.
وقال بووانو، في تدوينة على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، “في مثل هذه المناسبات، نترك انتماءاتنا واصطفافاتنا السياسية جانبا، ونقف صفا واحدا للدفاع عن بلادنا، والترافع عن قضاياها الحيوية إسنادا للجهود الدبلوماسية الرسمية وقياما بالواجب في مجال يعتبر من الوظائف البرلمانية”، مشددا “لقد كانت هذه الزيارة ناجحة بكل المقاييس، وحقق من خلالها الوفد البرلماني المغربي مكاسب جديدة لصالح المغرب، لاشك ستكون لها تداعيات ايجابية على مستقبل العلاقات المغربية المكسيكية”.
واستحضر رئيس المجموعة النيابية لـ”بيجدي” كون العلاقات المغربية المكسيكية ضاربة في القدم، وتبلورت بشكل رسمي منذ 1962، وتجمعنا مع المكسيك عشرات الاتفاقيات في مجالات مختلفة، وقد تعززت هذه العلاقات على إثر الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس لهذه الدولة سنة 2004، مضيفا أن وزارة الخارجية بمختلف أطرها وعلى رأسهم سفير المملكة المغربية يقومون بعمل كبير في هذا الشأن، كما أن مسؤولين حكوميين وبرلمانيين مغاربة قاموا بزيارات عمل كثيرة خلال السنوات الأخيرة للمكسيك.
واستدرك بووانو “لكن حقيقة زيارة فبراير 2025، سيكون لها ما بعدها بإذن الله، في اتجاه تعميق العلاقات المغربية المكسيكية، على أرضية التعاون المشترك والاحترام المتبادل، استثمارا للتحولات الجيوسياسية الجارية وكذا للدينامية المتصاعدة التي تعرفها قضية الصحراء المغربية، والاقتناع المتزايد بالحل المغربي المتعلق بالحكم الذاتي”.
واستعرض بووانو عناصر مهمة تكشف حجم النجاح الذي حققته زيارة وفد مجلس النواب المكسيك، أولها “إلقاء رئيس مجلس النواب المغربي راشيد الطالبي العلمي كلمة باسم مجلسنا أمام مجلس النواب المكسيكي، رغم بعض التشويش الذي قام به فريق برلماني وحيد، أو دعوني أقول بعض الأفراد لأنه تبين فيما بعد أن من اعترضوا معه لم يكونوا جميعا نوابا، وهذا عنصر النجاح الأول، لأنه ليس متاحا لأي كان من الأجانب إلقاء كلمة أمام مجلس النواب في المكسيك”.

العنصر الثاني، يتابع بووانو، “هو إلقاء ممثلين عن الفرق البرلمانية المكسيكية من الأغلبية والمعارضة، لمداخلات بعد كلمة رئيس مجلسنا، وقد أشادت جميعها بالتطور الذي تعرفه العلاقات المغربية المكسيكية، ودعت كذلك إلى ترسيخها والانتقال بها إلى مستوى أكثر تقدما يراعي التحولات التي يعرفها المغرب، والآفاق التي يفتحها للتنمية والشراكة المربحة بفضل موقعه الجغرافي”.
وأورد المتحدث “سجلنا في المقابل مداخلة وحيدة، حاولت صاحبتها أن تعكر صفو الجلسة التي يمكن وصفها بالتاريخية، حيث انهالت بالتهم على زملائها فقط لأنهم كانوا منصفين في حديثهم عن المغرب، وعن وحدته الترابية وسيادته على صحرائه، وعن مصلحة بلادهم في دعم الجهود الأممية في قضية الصحراء وأهمية التزام الحياد على الأقل”، مؤكدا “علمنا فيما بعد أن هذه الاتهامات فتحت بشأنها مناقشات جدية لتحديد المسؤوليات وترتيب الآثار القانونية بشأنها”.
وأبرز رئيس مجموعة “المصباح”، أنه “دون التدخل في هذا الشأن الداخلي لزملائنا أعضاء مجلس النواب في المكسيك، فإنه من زاوية التحليل السياسي، هو نوع من التوجه نحو عزل دعم أطروحة الانفصال داخل النخبة البرلمانية المكسيكية، والدفع بتعزيز العلاقات مع المغرب مع مراعاة مصالحه الوطنية وفي مقدمتها ما يتعلق بقضية الصحراء، وهذا عنصر نجاح ثالث لا شك في ذلك”.
واعتبر بووانو أن “هذه العناصر الثلاثة، بالإضافة إلى الكلمات الصريحة لرئيس مجلس النواب المكسيكي، ومختلف المسؤولين المكسيكيين الذي تشرفنا باللقاء بهم، والتي عبرت عن رغبة صادقة في الارتقاء بالعلاقات مع المغرب في إطار احترام شؤونه الداخلية وسيادته على كافة أراضيه، تشكل مؤشرات نجاح الزيارة التي قام بها وفد مجلس النواب المغربي، وتحمل في الوقت نفسه الدبلوماسية البرلمانية مسؤولية الاستمرار في القيام بدورها وواجبها دفاعا عن مصالح البلاد وقضاياه التي لا رجعة فيها”.
ظهرت المقالة بووانو يستعرض نجاح الزيارة البرلمانية إلى المكسيك وعزل دعم الانفصال أولاً على مدار21.