أبو ظبي – حسن عبد الرحمن
يشغل علي المنصوري منصب الرئيس التنفيذي للموارد البشرية في مجموعة “إي آند“، انضم المنصوري إلى الفريق في العام 2022 بعد شغله عدد من المناصب العليا لمدة تقارب 25 عام في مختلف القطاعات الحكومية وشركات الاتصالات والطيران.
يتمتع المنصوري بخبرة واسعة في الموارد البشرية جعلت منه قائداً متمرساً وبارعاً في تنفيذ رؤى الشركة عبر مبادرات فاعلة تعزز من نمو المجموعة وربحيتها وتزيد من طاقتها في العمل. ويحظى أيضاً بثقة القيادات التنفيذية وفرق العمل في الشركة.
يتولى المنصوري في “إي آند” أعمال إدارة الموارد البشرية واستراتيجيات استقطاب المواهب، ما ساعد على تسريع نمو المجموعة وتعزيز كفاءتها التشغيلية. كما يعد أحد الشخصيات الرئيسية في المجموعة التي ساهمت في تحقيق أهداف التوطين التي حددها برنامج مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية “نافس“. وأصبح الإماراتيون، تحت إشرافه، يمثلون 53 بالمئة من القوى العامة في “إي آند” في دولة الإمارات.
كان للمنصوري، في مناصبه التي شغلها سابقاً، دورٌ فاعلٌ في قيادة المشاريع التحويلية التي أعادت تعريف الهيكلية التنظيمية للشركة. وأنشأ نموذج “دو-14″ التشغيلي الشامل الذي يعتبر بمثابة مبادرة لتأهيل الأفراد، وكان له دور محوري في إنشاء أول مركز اتصال لدولة الإمارات في الفجيرة بموظفين إماراتيين بالكامل.
تشمل خبرة المنصوري في الموارد البشرية مجالات متنوعة مثل استقطاب المواهب وعلاقات الموظفين وإدارة الأداء والتعلم والتطوير، فضلاً عن التطوير التنظيمي. ويملك فهماً عميقاً بقوانين الموارد البشرية الدولية وأفضل الممارسات المتبعة في هذا الشأن، حول كل ذلك تحدثنا مع علي المنصوري عن تجربة ورؤية “إي آند” المستقبلية وكان هذا الحوار:
تتمتع بخبرة واسعة في الموارد البشرية جعلت منك قائداً متمرساً وبارعاً في تنفيذ رؤى الشركة. ماهي رؤية مجموعة “إي آند“، التي توجه عملك وأنت تقود أهم قسم يؤسس لنجاح أي شركة؟
تتمحور رؤية مجموعة “إي آند” حول تقديم حلول تكنولوجية مبتكرة تعزز من حياة الأفراد وتدعم الشركات في تحقيق أهدافها الرقمية، مع التركيز على التحول الرقمي والتنمية المستدامة. وتُعتبر المجموعة شريكاً رئيسياً في تمكين الاقتصاد المعرفي من خلال الاستثمار في التكنولوجيا والمواهب. وتتمثل هذه الرؤية في السعي لتعزيز التميز والريادة في القطاعات التي تعمل بها المجموعة، بما يتماشى مع تطلعات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات لبناء اقتصاد رقمي مستدام قادر على مواجهة تحديات المستقبل.
ومن خلال مهامي كرئيس لإدارة الموارد البشرية في مجموعة تكنولوجية عالمية مثل “إي آند“، أعمل على ترجمة هذه الرؤية إلى سياسات وبرامج عملية تدعم تحقيق هذه الأهداف الاستراتيجية، وذلك يشمل اجتذاب المواهب وتطويرها وتعزيز سبل الابتكار، فضلاً عن ضمان أن تكون بيئة العمل لدينا محفزة وداعمة للتميز.
ماهي استراتيجية “إي آند” في استقطاب المواهب، خاصة وأن المجموعة تضم أقساماً متنوعة المهام تتطلب خبرات مختلفة ومؤهلات متعددة المستوى؟ ما الذي تضعه في الأولوية؟
تتبنى “إي آند” استراتيجية متكاملة لاستقطاب أفضل المواهب، تقوم على أسس رئيسية مثل التميز والشمولية والتنوع، مع التركيز بشكل أساسي على الكوادر الإماراتية. وأحد ركائز تلك الاستراتيجية هي استقطاب الكفاءات المميزة من خلال معارض التوظيف مثل “توظيف × زاهب” و“رؤية الإمارات للوظائف” و“معرض الخدمة الوطنية للتوظيف“، وغيرها حيث تستهدف المجموعة من خلال مشاركتها في هذه الفعاليات تعريف الكفاءات والمواهب الإماراتية الشابة بأهمية قطاع التكنولوجيا وتعزيز فرص حضور المواطنين في هذا القطاع الحيوي.
ويبرز حرص “إي آند” على الالتزام بتوفير بيئة عمل جاذبة لمواطني الدولة بشكل مستمر عبر إطلاق مجموعة من المبادرات وبرامج التدريب المتخصصة مثل “برنامج خريجي الذكاء الاصطناعي“، الذي يعد بمثابة منصة لرعاية الجيل القادم من الرواد الإماراتيين وتزويدهم بالأدوات والمنصات اللازمة للقيادة، وتمكينهم من ابتكار الحلول الرائدة وإعادة تشكيل مستقبلنا الرقمي. كما التزمت “إي آند” بتسريع النمو المهني لموظفيها من خلال مبادرات تطوير القادة وبرنامج القيادات النسائية وبرنامج التأهيل للقيادة.
كيف توجه نشاطات الموارد البشرية المتنوعة المعرفة في المجموعة لتصب جهودها في خدمة الرؤية النهائية وتحقيق الأهداف؟
تدرك “إي آند” تماماً أن تنوع المعرفة والمهارات داخل فريق الموارد البشرية يشكل قوة كبيرة يمكن تسخيرها لخدمة أهداف المجموعة. لذا، فنحن نلتزم بتوجيه أنشطة الموارد البشرية بشكل يضمن التكامل بين رؤية المجموعة وعملياتها التشغيلية. كما نركز على تقديم برامج تدريبية متطورة مثل برنامج تطوير القيادة التنظيمية للمجموعة (GOLD)، والذي نهدف من خلاله إلى تطوير القيادات المستقبلية للمجموعة وإعداد موظفين قادرين على تحمل المسؤولية وقيادة المستقبل.
ونعمل أيضاً على تعزيز بيئة العمل من خلال تحسين التواصل الداخلي وبناء علاقات قوية مع الموظفين، لضمان شعورهم بالتقدير والانتماء. وتُعتبر مبادرة “بدايتي” مثالاً على جهودنا في تطوير الكوادر الشابة، حيث تعمل على تزويد قادة المستقبل بالخبرات اللازمة للنجاح في مسيرتهم المهنية، وذلك من خلال تمكين الشباب من اكتساب المعارف بما يسهم في تعزيز الابتكار، فنحن في “إي آند” ملتزمون برعاية كوادرنا لنتمكن من تنشئة أجيالٍ من الموظفين المؤهلين في المجالات الرقمية.
كنت أحد الشخصيات الرئيسية في المجموعة التي ساهمت في تحقيق أهداف التوطين في “إي آند” التي حددها برنامج مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية “نافس“. كيف تقيم مستوى الموارد البشرية في دولة الإمارات وقدرتها على المنافسة؟
تعتبر الموارد البشرية في دولة الإمارات نموذجاً يحتذى به في المنطقة، فالكفاءات الإماراتية تتمتع بإمكانات كبيرة تؤهلها للمنافسة على المستوى المحلي والعالمي، خاصة مع الدعم الكبير الذي تقدمه القيادة الرشيدة للدولة من خلال برنامج مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية “نافس“، الذي أسهم في إعداد مواطنين مؤهلين لشغل أدوار قيادية في القطاعات التكنولوجية والرقمية. لقد أثبتت التجارب أن الكوادر الإماراتية قادرة على التفوق بفضل ما تمتلكه من مرونة واستعداد للتعلم، إلى جانب الدعم الكبير الذي تحظى به من المجتمع والمؤسسات.
ونعتز بأننا نجحنا في تجاوز النسبة السنوية المستهدفة للتوطين ضمن شراكتنا مع “نافس” عبر استقطاب المئات من المواطنين وتعزيز مشاركتهم في صياغة مستقبل التكنولوجيا في دولة الإمارات.
رفعت نسبة الموارد البشرية الإماراتية في المجموعة إلى رقم قياسي، ونلت العديد من الجوائز تقديراً لتميزك ومساهماتك البارزة الدؤوبة في التوطين، ما أدى إلى حصولك على جوائز قطاع التوطين لعدة أعوام؟ ما هو شعورك أمام هذا الإنجاز؟
يعكس ارتفاع نسبة الموظفين الإماراتيين في “إي آند” التزامنا الراسخ بتنمية المواهب الإماراتية وخلق الفرص التي تمكنهم من الازدهار والريادة. الأمر لا يقتصر فقط على الأرقام أو النسب، بل يتعلق ببناء ثقافة في مكان العمل تجعل الكوادر الوطنية تشعر بالتقدير والدعم والإلهام لتقديم مساهمات ذات قيمة تحقق رؤيتنا المشتركة.
وهنالك جهود جماعية تقف وراء هذه الإنجازات بما في ذلك تفاني فرق العمل والإدارة. وأنا فخور جداً بأن أساهم في ترجمة رؤية دولة الإمارات لشعبها إلى واقع. هذا الإنجاز يشكل حافزاً لتحقيق طموحات أكبر مع استمرارنا في الاستثمار في المواهب الوطنية وتعزيز الابتكار، لبناء مستقبلٍ مشرقٍ معاً.
تحت قيادتك، عززت “إي آند” مكانتها كجهة عمل رائدة في المنطقة. وأسهمت في حصول إي آند جائزة أفضل جهة عمل في دول مجلس التعاون الخليجي؟ كيف تنظر إلى قسم الموارد لبشرية في الشركات كناظم ومؤشر على نجاح أي شركة؟
يجسد فوز المجموعة بهذه الجائزة التزامها الراسخ بإرساء بيئة عمل إيجابية ومستدامة، تعزز من قدرات الكوادر البشرية وتدعم تحقيق التفوق في الأداء والنمو المستدام للأعمال. هذا التكريم يعكس نجاحنا في بناء منظومة عمل متكاملة تضع العنصر البشري في صميم استراتيجيتها، من خلال استقطاب المواهب المتميزة وتوفير برامج تدريب وتطوير شاملة تهدف إلى تنمية المهارات وتعزيز الكفاءات. كما يؤكد هذا الإنجاز حرصنا على ترسيخ قيم التنوع والشمولية، وضمان فرص متكافئة للنمو المهني عبر جميع القطاعات.
لقد استثمرنا في وضع خطط استراتيجية لتطوير المسارات الوظيفية، بما يمكّن موظفينا من تحقيق إمكاناتهم الكاملة والمساهمة الفعالة في دفع عجلة الابتكار والتميز. وإن التزامنا بتحقيق التكامل بين العمليات التشغيلية وتنمية الموارد البشرية يضمن تعزيز الكفاءة التشغيلية ويضع الشركة في موقع الريادة ضمن السوق، وهذا النجاح يعكس رؤية “إي آند” في بناء بيئة عمل مثالية تدعم طموحات موظفينا وتلهمهم لتحقيق أعلى معايير الأداء والابتكار.
بالإضافة إلى ذلك، وتقديراً لتفانيها في توفير بيئة عمل إيجابية وداعمة للموظفين، حصلت “إي آند” على شهادة “أفضل بيئة للعمل” في دولة الإمارات العربية المتحدة من مؤسسة ®Great Place to Work وذلك إلى جانب ثلاث ألقاب مرموقة خلال قمة HRSE 2024 للموارد البشرية حيث توجت “إي آند” بلقب “أفضل جهة عمل لعام 2024″، و“أفضل تطبيق لتقنيات الموارد البشرية“، كما فازت “إي آند مصر” بلقب “أفضل استراتيجية للتنوع والشمول في الموارد البشرية“، لتعكس “إي آند” بذلك ريادتَها في مجال دعم الموارد البشرية، والتزامَها بتوفير بيئة عمل مثالية لموظفيها.
في رأيك ماهي أهمية ثورة التكنولوجيا الجديدة وأهمية الذكاء الاصطناعي في تطوير الكوادر والمواهب من الجيل الجديد الذي يشكل ربما العمود الفقري لتنفيذ الخطط وإنجاح الخطط التشغيلية لأي شركة خاصة لشركات الاتصالات؟
تمثل الثورة التكنولوجيا، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، تحولاً جذرياً في كيفية تطوير الكوادر البشرية واستثمار المواهب، خاصة من الجيل الجديد الذي يعد العمود الفقري لتحقيق النمو وتنفيذ الخطط الاستراتيجية لأي شركة، وتحديداً في قطاع الاتصالات. ومن أهم نقاط هذا التحول أنه يساعدنا في تمكين المواهب من التعلم المستمر عبر تمكين الموظفين من الوصول إلى منصات تعليمية مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقديم مسارات تعليمية مخصصة وفقاً لاحتياجاتهم وقدراتهم، ما يؤدي إلى تحسين أدائهم الوظيفي.
كما يسهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز الإبداع والابتكار وتوفير أدوات تساعد المواهب الشابة على استكشاف أفكار جديدة وحلول مبتكرة، وتحليل البيانات لتعزيز القدرات، وتهيئة الكوادر لمواكبة التحولات الرقمية ودمج الأدوات الذكية في مهامهم اليومية. الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تقنية، بل هو شريك استراتيجي في تطوير المواهب ودعم الكوادر من الجيل الجديد. من خلال تبني هذه التكنولوجيا، يمكن لشركات الاتصالات أن تخلق بيئة عمل متميزة ومرنة، تمكّنها من تحقيق أهدافها التشغيلية واستدامة نجاحها في المستقبل.
كيف تنظر إلى عملية التحول الرقمي في دولة الإمارات، وكيف يؤثر ذلك على بيئات العمل والارتقاء بمستوى الاعمال ومواكبة اتجاهات وتطبيقات التكنولوجيا في بيئات العمل؟
يعكس التحول الرقمي في دولة الإمارات الرؤية الطموحة قيادتنا الرشيدة، التي تسعى لتكون في طليعة الدول المبتكرة عالمياً. هذا التحول أدى إلى خلق بيئات عمل أكثر كفاءة ومرونة، مما يتيح للشركات تبني نماذج عمل مبتكرة تركز على الإنتاجية والإبداع. في “إي آند“، استجبنا لهذه التحولات عبر تبني سياسات مثل العمل عن بُعد والعمل لمدة أربعة أيام في الأسبوع في بعض الإدارات، ما عزز من رضا الموظفين ورفع مستوى أدائهم. هذه التغييرات تسهم في مواكبة اتجاهات التكنولوجيا وتحقيق تطلعات المستقبل الرقمي.
لقد أثبتت الدولة ريادتها في تبني التقنيات الحديثة وتطبيقاتها على مختلف القطاعات، وهو ما يُنظر إليه كعنصر حيوي لدفع عجلة النمو الاقتصادي وتعزيز تنافسية الأعمال وتهيئة بيئات عمل مبتكرة تتماشى مع التطورات التكنولوجية المتسارعة. كما ينعكس التحول الرقمي على بيئات العمل وليرتقي بمستوى إداء الأعمال ويعزز الكفاءة والإنتاجية في كيفية إنجاز المهام، ويساهم أيضاً في تحسين تجربة الموظفين، وفي تمكين الكوادر البشرية وتأهيلها، فضلاً عن تعزيز الاستدامة.
هذه العوامل مجتمعة تساهم في تعزيز التنافسية العالمية للمجموعة وزيادة مرونتها في مواجهة التقلبات، والأهم من ذلك تشجيع الابتكار بين موظفيها من خلال ضخ استثمارات كبيرة في البنية التحتية الرقمية والمشاركة في مبادرات مثل “دبي الذكية” و“استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031″.