نساء مغربيات يحيين تقليد الحناء بعد اعتراف اليونسكو به كتراث ثقافي

حظي فن الحناء باعتراف منظمة اليونسكو كتراث ثقافي غير مادي لـ16 دولة عربية، من بينها المغرب، حيث تعد هذه الممارسة التقليدية جزءا لا يتجزأ من الاحتفالات العائلية والمناسبات الخاصة. ومن أبرز هذه المناسبات الاحتفال بالحمل.

اعلان

هاجر، التي وصلت إلى الشهر السابع من حملها، اختارت أن تحتفل بهذه المناسبة بطريقة تعكس تراثها المغربي والعربي.

فباستخدام الحناء، التي تعتبر رمزا للبهجة والسعادة، غطت يديها وقدميها بتصاميم تقليدية تعكس ارتباطها الوثيق بجذورها الثقافية.

تقول هاجر: “الحناء هي طريقتنا في التعبير عن الفرح. لقد ورثنا هذه العادة عن أمهاتنا وجداتنا، اللواتي كن يحتفلن بالحناء في كل مناسبة سعيدة”.

ماما يعقوبي، وهي فنانة حناء ذات خبرة تمتد إلى 30 عاما، وتعد واحدة من أشهر الفنانات في هذا المجال.

تعتمد يعقوبي على طرق تقليدية في تحضير عجينة الحناء، حيث تقوم بطحن أوراق الحناء يدويا باستخدام مطرقة نحاسية، ثم تضيف الماء والسكر لتكوين العجينة، وتصفيتها عبر جوارب نايلون للحصول على القوام المثالي.

وتوضح يعقوبي، أن هناك أنواعا مختلفة من الحناء في المغرب، مثل حناء مراكش وحناء فاسي، والتي تحظى بشعبية كبيرة بين النساء اليوم.

في ديسمبر من العام الماضي، أدرجت اليونسكو فن الحناء كتراث إنساني غير مادي، بهدف حماية هذا التقليد العريق من الاندثار. ومع ذلك، تشير يعقوبي إلى أن التقاليد المرتبطة بالحناء بدأت في التلاشي، حيث كانت النساء في الماضي يقمن بطقوس خاصة للحناء، بينما أصبحت اليوم تمارس بطرق أكثر حداثة وسرعة.

رغم التغيرات، لا تزال هاجر تقدر هذه التقاليد القديمة. فخلال الاحتفال، تستلقي مسترخية بينما ترسم يعقوبي النقوش على يديها وقدميها، في تناغم بين التقليد والحداثة. كما يقدم التمر والحليب كجزء من الضيافة المغربية التي تعبر عن الاحترام والتقدير للمرأة الحامل.

تعترف يعقوبي بأن الحناء بدأت تفقد بعضا من قيمتها التقليدية، خاصة مع انتشار خدمات الحناء السريعة في الشوارع. وتقول: “قيمة الحناء تكمن في ممارستها داخل المنازل، حيث تعتبر طقسا خاصا يجمع النساء. أما رسم الحناء في الشارع فلا يحمل نفس المعنى”.

ومع ذلك، لا تزال الحناء تجذب انتباه السياح الذين يزورون المغرب، حيث يقبلون على تجربتها كوسيلة للتعرف على الثقافة المحلية.

تقول يعقوبي: “الكثير من السياح يتركون المغرب وهم يحملون ذكريات الحناء على بشرتهم، مما يجعل هذه الممارسة وسيلة للتعريف بتراثنا”.

تنتهي المناسبة بزغاريد النساء وسكب الشاي المغربي التقليدي، في جو من الفرح والترابط الأسري. تقول إحدى الضيوف، جميلة رشدي: “نحن هنا لنشارك هاجر فرحتها، وقد قمنا بالحناء كتعبير عن دعمنا لها”.

وتضيف فاطمة الزهراء ماد: “هذا صحيح، لقد قمنا بالحناء للتعبير عن فرحتنا بها (هاجر) والتعبير عن الترابط الأسري ودعمها في هذه المناسبة”.

تستخدم الحناء في المغرب في العديد من المناسبات الثقافية والدينية والاجتماعية، مما يجعلها جزءا أساسيا من الهوية المغربية والعربية. ورغم التحديات التي تواجهها هذه الممارسة التقليدية، إلا أنها تظل رمزا للفرح والتراث الذي يستحق الحماية والتقدير.

عن شريف الشرايبي

Check Also

أهداف الحرب لم تتحقق طالما بقيت حماس في غزة

أعلن عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن جفير، اليوم الإثنين، أن أهداف إسرائيل من الحرب …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *