الفن يسكن بيوت الشندغة.. «سكة» يطل بالنسخة الأكبر في تاريخه

أكدت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، أن مهرجان سكة للفنون والتصميم نجح عبر دوراته المتتالية في إحداث حراكٍ فني فاعل على الساحة المحلية، وتحوّل إلى محطة التقاء مهمة تجمع الفنانين من الإمارات والمنطقة، مضيفة سموها أن «سكة» حاضنة إبداعية تجمع كل مكونات المشهد الفني، وتحتفي بإبداعات رواد الفن على اختلاف تخصصاتهم.

جاء ذلك خلال افتتاح سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، بحضور الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، أمس، النسخة الـ13 من مهرجان سكة للفنون والتصميم، التي تنظمها «دبي للثقافة» في حي الشندغة التاريخي، بهدف توفير بيئة مبتكرة قادرة على دعم المبدعين والفنانين الرواد والناشئة من المواطنين والمقيمين على أرض الدولة ودول الخليج، وتمكينهم من عرض إنتاجاتهم، والإسهام في إثراء المشهد الفني في دبي.

ويشهد المهرجان – المبادرة التي تندرج ضمن استراتيجية «جودة الحياة في دبي» – والذي يستمر حتى التاسع من فبراير الجاري، عرض أكثر من 350 عملاً فنياً وتركيباً، إذ تعد نسخة هذا العام الكبرى في تاريخ المهرجان من حيث عدد الفعاليات والأنشطة وورش العمل والعروض الفنية، ما يعكس التزام دبي زيادة الفرص أمام المبدعين، وتعزيز المشهد البصري للإمارة.

مكانة مرموقة

وقامت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، بجولةٍ واسعة في مهرجان سكة، التقت خلالها عدداً من الفنانين الإماراتيين والخليجيين والمقيمين، وأشادت بتميز مشاريعهم وأفكارهم ورؤاهم، وتنوع أعمالهم التي تجسّد جوهر دبي الثقافي، وتعكس تفرّد هويتها الإبداعية. واطلعت سموّها على ما يقدمه المهرجان من مساحات تفاعلية لتطوير المهارات، وما يتضمنه من أعمال وتركيبات فنية مبتكرة ومنحوتات موزعة على 19 بيتاً في حي الشندغة التاريخي.

كما زارت مجموعة من بيوت المهرجان الفنية والإبداعية، ومن بينها «بيت تصميم المسرح العالمي» المتخصص بتقديم العروض المسرحية، و«البيت الخليجي» الذي يستضيف فنانين من جميع دول مجلس التعاون الخليجي، وغيرها.

وأكدت سموّها أن دبي نجحت في تحقيق مكانة مرموقة على الخريطة الثقافية العالمية بفضل الرؤى المُلهمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتي جعلت من الإمارة موطناً للطاقات الإبداعية ومركزاً للابتكار الفني، مشيرة إلى أن مهرجان سكة للفنون والتصميم تمكّن عبر دوراته من إحداث حراكٍ فني فاعل على الساحة المحلية، وتحوّل مع مرور الوقت إلى محطة التقاء مهمة تجمع الفنانين من الإمارات والمنطقة.

تحفيز روح الابتكار

وقالت سموها: «يُمثل المهرجان حاضنة إبداعية تجمع كل مكونات المشهد الفني، وتحتفي بإبداعات روّاد الفن في الإمارات والمنطقة على اختلاف تخصصاتهم، ما يبرز حجم تأثيره في إبراز تنوّع دبي الثقافي ودوره في إثراء مشهدها الفني، إذ أثبت قدرته على فتح الآفاق أمام أصحاب المواهب وتحفيزهم على عرض أفكارهم الإبداعية، ووجهات نظرهم أمام الجمهور، وتمكينهم من مد جسور التواصل مع أصحاب الكفاءات الفنية العربية والعالمية المتميزة، وتبادل الخبرات والرؤى معهم، ما أسهم في تعزيز قوة الحركة الفنية في الدولة».

ولفتت سموّها إلى أن أهمية مهرجان سكة تكمن في تنوع توجهاته الفنية، وغنى برامجه وفعالياته، ما مكّنه من تأسيس بيئة فنية مستدامة قادرة على تحفيز روح الابتكار لدى المبدعين وتشجيعهم على تطوير مهاراتهم، والإسهام في دعم الصناعات الثقافية والإبداعية، وتحقيق أهداف استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي.

منظومة مستدامة

من خلال «منصة سكة»، تلتزم «دبي للثقافة» توفير منظومة إبداعية مستدامة وداعمة لأصحاب المواهب على مدار العام، تهدف إلى تطوير مهاراتهم، وإتاحة الفرص أمامهم لتحقيق الازدهار. ويحتفي المهرجان بالمواهب التي تم دعمها خلال العام الماضي. كما يمهد الطريق لمزيد من النمو والتعاون والاستكشاف الفني في العام المقبل.

وتقدم نسخة المهرجان الـ13، التي تنظم تحت إشراف القيم الفني الشيخ مكتوم بن مروان آل مكتوم، برنامجاً غنياً بالمعارض والفعاليات الفنية والترفيهية المختلفة، وعروض الأداء والفن التشكيلي، إذ تعرض أكثر من 40 عملاً وتركيباً فنياً تدعم استراتيجية «الفن في الأماكن العامة» التي تقود «دبي للثقافة» حركة تفعيلها لتعزيز الثقافة البصرية في دبي. كما تتضمن 13 جدارية مبتكرة تحمل بصمات نخبة من الفنانين الرواد والناشئة، وتعكس جماليات الفن الحضري. ويخصص المهرجان ثلاثة بيوت وساحتين لتطوير مهارات أصحاب المواهب، ومساحة لأصحاب الهمم بهدف تحفيزهم على عرض إبداعاتهم. ويعرض أيضاً أول تركيب فني يعتمد على الماء، ومعرض «رياح القماش» بمشاركة ستة فنانين مواطنين ومقيمين.

برنامج ثري

ويشمل برنامج الحدث الذي يندرج تحت مظلة «موسم دبي الفني» أكثر من 30 مشاركة إقليمية ودولية، وأكثر من 450 ورشة عمل وجلسة حوارية ونقاشية، ونحو 100 عرض حي، و13 عرضاً مسرحياً ستقدم على ثلاثة مسارح خارجية، وستة عروض أوركسترا بزيادة 200% على العام الماضي، من بينها «أوركسترا الفردوس» التي يشرف عليها الموسيقار العالمي إي. آر. رحمان، و«أوركسترا الإمارات السيمفونية للشباب»، و«فرقة دبي سيتي ساوند»، إضافة إلى ليلة مخصصة للموسيقى الإماراتية، وتسعة عروض بيانو مقدمة من «هاوس أوف بيانوز»، إضافة إلى عرض لرواية القصص باستخدام دراجة هوائية، يُعد الأول من نوعه في المهرجان الذي يتضمن مجموعة من المبادرات النوعية، ومن بينها برنامج «هيكل الفن العام – مَرِنْ» الذي يُركز على أساليب العمارة وجمالياتها، وكذلك فعالية «مبدعون على عجَل» التي يقودها الحكواتي، وتتخللها عروض الظل على أنغام العود.


توسيع الفرص

يشهد مهرجان سكة في دورته الجديدة مجموعة من التجارب الفريدة التي يقدمها أكثر من 50 بائعاً للمأكولات، إلى جانب «بيت الزعفران» الذي يستضيف سلسلة من نوادي العشاء التي سيتولى الإشراف عليها ستة طهاة معروفين. وتتضمن نسخة هذا العام أكثر من 50 متجراً للبيع بالتجزئة، بزيادة 400% مقارنة بالنسخة السابقة، ما يسهم في توسيع الفرص أمام رواد الأعمال الإبداعية المحليين والإقليميين، وتعزيز الاقتصاد الإبداعي للإمارة.

يشار إلى أن «دبي للثقافة» كانت قد استقبلت أكثر من 1000 طلب للمشاركة في نسخة المهرجان الحالية، بزيادة 50% مقارنة بنسخة العام الماضي.


لطيفة بنت محمد:

. دبي نجحت في تحقيق مكانة مرموقة على الخريطة الثقافية العالمية.

. أهمية مهرجان سكة تكمن في تنوع توجهاته الفنية، وغنى برامجه وفعالياته.

. 450 ورشة وجلسة حوارية ونقاشية، ونحو 100 عرض حي.

. 40 عملاً وتركيباً فنياً تدعم استراتيجية «الفن في الأماكن العامة».

Google Newsstand

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

Share


تويتر


عن ثراء زعموم

Check Also

«كتّاب من الإمارات» تروّج لإبداعات أبناء الوطن حول العالم

بهدف بناء مزيد من الجسور الثقافية مع العالم لعكس الصورة الحضارية لدولة الإمارات، وتحويل إبداعات …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *