دبي – خاص
تمكنت دبي منذ فترة طويلة أن تضع نفسها في مصاف المدن الرائدة ، حيث وضعت معيارًا عالميًا في الابتكار التكنولوجي وتطوير البنى التحتية على مدار العقود الأربعة الماضية وتأتي هذه النقلة المؤثرة تكنولوجيا في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حيث واصلت الإمارة دفع الحدود من خلال دعمه ورؤاه لا سيما في بناء مدينة ذكية مترابطة، ومن الأمور الأساسية في هذا التطور التزام دبي الثابت بدمج تدابير الأمن المادي والسيبراني، والذي بلغ ذروته في إطلاق سياسة أمن الذكاء الاصطناعي.
في هذا الحديث مع ريسول حاماد مؤسس زينيس تكنولوجي يوضح المستوى المتقدم لما وصلت إليه االلشركة في خدمة عملاءها .
يقول روسيل “أن السياسة، التي اصاغتها أنظمة وخدمات الأمن السيبراني داخل مركز دبي للأمن الإلكتروني إطارًا قويًا ومتطلعًا إلى الأمام و مصممًا لمعالجة التقدم السريع في التقنيات السيبرانية والتقنيات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي كما أنه يعكس البصيرة الاستراتيجية لدبي في حماية نظامها البيئي المتقارب رقمياً، مما يضمن بيئة آمنة ومرنة للتفاعلات الحكومية والتجارية والقطاع العام.
كما أن ما يميز هذه السياسة هو نهجها الوقائي في التعامل مع التحديات المتعددة الأوجه التي تفرضها التهديدات السيبرانية والذكاء الاصطناعي حيث لا يقتصر الأمر على أن هذه الأنظمة للحماية فقط بل صممت للعمل بشكل استباقي للتخفيف من المخاطر قبل أن وقوعها، وقد كان لسعادة عامر شرف وهو الرئيس التنفيذي لأنظمة وخدمات الأمن السيبراني دورًا محوريًا في تشكيل هذه السياسة وتنفيذها وذلك من خلال خبرته العميقة في تحديد التهديدات السيبرانية العالمية والمحلية وهو ما يضع دبي كرائدة في مجال الابتكار الأمني.
كما أن الطبيعة المرنة والقابلة للتكيف لهذه السياسة ستمكنها من التطور بمرور الوقت، مما يعزز دور دبي كرائد عالمي في أمن الذكاء الاصطناعي ولذلك من المرجح أن تكون بمثابة نموذج للمدن العالمية الأخرى التي تتنقل بين تعقيدات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني في عالم مترابط بشكل متزايد.
- كيف تساهم شركة Zenith Technologies في تحقيق التوازن بين الابتكار والأمن، خاصة في بيئة تعتمد على الذكاء الاصطناعي سريعة التطور كدبي؟
شركة Zenith Technologies رائدة في الابتكارات الثورية منذ 2008 حيث قامت بدمج التقنيات المتطورة لتلبية الاحتياجات المتطورة للأمن وإنفاذ القانون، لذلك فإن أساس مهمة Zenith هو بناء نهج استراتيجي لاستكشاف ونشر الحلول المتقدمة التي تعمل على توسيع قدرات الوكالات الأمنية، سواء في دبي أو على المستوى الدولي.
كما أن الحياة السريعة والمعتمدة على الذكاء الاصطناعي في دبي يدفع شركة Zenith على الموازنة بين الابتكار والأمن وذلك من خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وخوارزميات التعلم العميق حيث يتم تنفيذ هذه التقنيات باستخدام منهجيات كمية ودقيقة، مما يزيل التحيزات المحتملة ويضمن معلومات استخباراتية دقيقة للغاية، لذلك لا يعمل هذا النهج على تحسين الأداء فحسب بل يقلل أيضًا من التكاليف المالية المرتبطة بالتنفيذ والملكية للمستخدمين النهائيين وذلك من خلال دفع حدود التقدم التكنولوجي باستمرار وتعمل شركة Zenith على تمكين قوات الأمن من تحقيق رؤيتها لمدن آمنة وجاهزة للمستقبل مع الحفاظ على التزام قوي بالابتكار المسؤول.
- من واقع عملك مع شرطة دبي وغيرها من الوكالات الرئيسية التي ساهمت في تعزيز تدابير السلامة العامة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي في المنطقة هل لك أن تشاركنا أمثلة عن كيفية العمل؟
نعم، مثلا نستطيع أن نتكلم عن الشرطة التنبؤية التي تعتمد على استخدام بيانات الزمن الحقيقي فهي فعالة بشكل خاص في تحديد الأنماط والشذوذ المتعلق بالأنشطة الإجرامية المحتملة وانتهاكات المرور وهي من بين المنصات المختلفة التي طورتها ونشرتها شركة Zenith
وتتكامل المنصات التي اطلقتها شركة Zenith سوياً مثل شريط الإضاءة الذكي (Zenith Intelligent Lightbar ) والدورية الذكية EagleEye المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ونظام إدارة إنفاذ المرور (TEM) المعروف باسم “راصد” من شرطة دبي، جميعها تتكامل بسلاسة مع الذكاء المدفوع بالذكاء الاصطناعي وجمع البيانات في الزمن الحقيقي وتساعد هذه التقنيات قوات الأمن على تنفيذ عملياتهم اليومية والمهام الحرجة بكفاءة ورؤية أكبر.
- ما هي أكبر التحديات التي واجهتك أثناء تطبيق أنظمة أمان الذكاء الاصطناعي، وكيف تمكنت من التغلب عليها؟
أكبر التحديات تكمن في اعتماد المنصات الذكية على نماذج بيانات يتم تجميعها باستخدام مجموعات ضخمة من البيانات ويمكن تحقيق تحسينات إيجابية في مؤشرات الأداء الرئيسية فقط عندما يتم استخدام كميات كبيرة من البيانات في تدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى الاستفادة من البيانات التجريبية، لذلك قمنا أيضًا باستخدام محاكاة متنوعة لزيادة نقاط البيانات المطلوبة واحتوائها على التباينات المتعددة في محاولة لتقليد بيئة العالم الحقيقي.
- ما هي التدابير الرئيسية التي تعتقد أنه يجب على المدن اتخاذها لضمان ثقة الناس في الأنظمة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي، مثل الشرطة التنبؤية وإدارة المرور الذكية؟
أن يؤخذ بعين الإعتبار تقليد بيئات العالم الحقيقي وذلك من خلال بناء منصات ذكية بشكل أساسي باستخدام نماذج بيانات والتي تتطلب مجموعات بيانات واسعة حيث أن تحقيق النتائج المثلى لمؤشرات الأداء الرئيسية يعتمد على تدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي باستخدام كميات كبيرة من البيانات بالإضافة إلى الاستفادة من البيانات التجريبية الواقعية، نحن أيضًا نستخدم مجموعة من المحاكاة لتوسيع نقاط البيانات وإدخال تباينات متعددة، مما يعزز قدرة النموذج على تقليد بيئات العالم الحقيقي وتحسين دقة الأداء.
- كيف ترى تأثير أمان الذكاء الاصطناعي على مستقبل التنمية المدنية وإنفاذ القانون على مستوى العالم، وما هي المخاطر المحتملة إذا لم يتم تنفيذ هذه السياسات بشكل فعال؟
ستساهم اقتصاديات الحجم بشكل كبير في تقليص تكاليف التقنيات المختلفة المعتمدة على إنترنت الأشياء، مما سيسمح بتبنيها بشكل أوسع من قبل وكالات الأمن وسيمكن هذا الانخفاض في التكلفة من استخدام العديد من نقاط البيانات الأمنية المتخصصة، مما يعزز الرؤية الشاملة بزاوية 360 درجة والمراقبة الدقيقة في الوقت الفعلي كما ستتدفق جميع هذه البيانات إلى منصات مركزية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، مما يوفر للسلطات الحاكمة معلومات استخباراتية قابلة للتنفيذ تقريبًا على الفور.
ما نناقشه اليوم يدور حول مخاطر أمن الذكاء الاصطناعي الذي يعتبر ذاحدين مقلقان وهما التطور السريع وغير المنضبط للذكاء الاصطناعي وهو ما يجعله مهيمناً أو متطوراً بشكل لا يمكن السيطرة عليه؛ ومن ناحية أخرى، خطر الغياب المفاجئ للذكاء الاصطناعي، خاصة عندما تصبح المدن تعتمد عليه بشكل كبير، تمامًا مثل الاعتماد العالمي على الهواتف المحمولة في المهام اليومية.
إن الاعتماد المتسارع على أنظمة الأمن المدفوعة بالذكاء الاصطناعي لا يهدده فقط التبني السريع وغير المنظم للذكاء الاصطناعي بل أيضًا التوقعات بأن هذه الأنظمة يجب أن تكون سلسة، بدون توقف وبتوصيل عالي النطاق. بينما ستدفع التطورات مثل G5 وقريبًا 6G، بالإضافة إلى البنى التحتية الاحتياطية حدود الاتصال الفوري، فإن هذه الشبكة الواسعة والمتشابكة تصبح أيضًا أكثر عرضة للمهاجمين الخبيثين والتجسس الأجنبي لذلك تصبح هذه المخاطر أكثر وضوحًا في المشهد العالمي المعقد والسري الذي نعيشه، خاصة إذا تركت دون رقابة، فإن التطور غير المقيد للذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى عواقب غير مقصودة، بما في ذلك خطر فرض السيطرة بشكل خفي، بما يشبه الدولة الشمولية، إذا تأخرت الحوكمة عن مواكبة وتيرة التقدم التكنولوجي.
<p>The post Zenith Technologies تتعاون مع دبي لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي في عمليات الأمن الاستباقي first appeared on مجلة رواد الأعمال.</p>