من دبي بدأتُ رحلة المغامرة والشغف

بين جنبات «أرض الفرص»، لم تضيّع لينا حصري، مُؤسِسة «ثينك سمارت لاب» (مختبر التفكير الذكي) الوقت، مستثمرة ما توفره دبي التي تصفها بحاضنة كل المبدعين، إذ أخذت قرارها مبكراً مع إطلاق منطقة القوز الإبداعية، لتكون لينا من أوائل المسجلين للانضمام إليها، وتبدأ رحلة من المغامرة والشغف مع صناعة المحتوى.

من العلاقات العامة، وبعد خبرة طويلة في الميدان، قررت لينا الانتقال إلى عالم جديد، مطلقة مشروعها «ثينك سمارت لاب»، الذي تتيح من خلاله تقديم فرصة لصنّاع المحتوى للتصوير وإنتاج أعمالهم وسط خلفيات وثيمات متنوعة.

وراهنت أثناء جائحة «كورونا» على مجال صناعة المحتوى، بكل ما يحمله من تحديات وما يتطلبه من تجديد وتميّز، ومجاراة لواقع وسائل التواصل الاجتماعي السريع التطور، وكسبت هذا الرهان بتحقيق مشروعها الناجح عبر الإصرار والاستمرارية.

الخطوة الأولى

وحول الخطوة الأولى في المشروع وتبلور فكرته، قالت لينا حصري، في مستهل حوارها مع «الإمارات اليوم»: «من خلال عملي في مجال العلاقات العامة كنت دائمة البحث عن الأفكار المميّزة التي أقدمها للعملاء، وفي عام 2020 توقف عملي بسبب جائحة (كورونا)، وفي تلك الفترة كنت أدير مشروع مؤثرة في مجال التواصل الاجتماعي، واقترحتُ عليها فكرة صناعة المحتوى»، مضيفة: «صورتُ معها العديد من الحلقات التي تبرز المحتوى المرتبط بأوضاع الفترة آنذاك، من أجل تقديم نوع من المتعة للجمهور المتابع لها، وتنوع المحتوى بين النصائح والطبخ وغيرهما، وكنت وقتذاك أصور الحلقات وأجري المونتاج على نحو شخصي، وبدأ المشروع يكبر».

وبعد سنة من العمل المتواصل، وجدت لينا أن المحتوى المميّز هو ما يجتذب الجمهور، لذا تعمدت البحث عن مكان خاص للتصوير بعد أن كانت تقوم بذلك في المنزل، وذلك بهدف إيجاد مركز لصناعة المحتوى الخاص بمنصات وسائل التواصل الاجتماعي، هذه الفترة تزامنت مع إطلاق هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، لمنطقة القوز الإبداعية التي تحتضن المبدعين، وتوفر لهم مزايا وتسهيلات كثيرة، لتنضم لينا سريعاً إلى «القوز» ومجتمعها الإبداعي الواعد في دبي.

لكل محتوى ما يناسبه

وتمتلك لينا اليوم مركزاً لتصوير المحتوى الخاص بمنصات التواصل الاجتماعي في منطقة القوز، ويضم غرفة ثابتة لا تخضع لأي نوع من التبديلات، فقط تعدّل ألوانها سنوياً بحسب لون العام عالمياً، فضلاً عن وجود زوايا ثابتة أخرى، ومنها غرفة الماكياج والمطبخ، موضحة أنها تغيّر بعض الخلفيات في المركز بالألوان والديكورات والثيمات.

وأكدت أنها تؤسس الخلفيات الخاصة لكل مؤثر، فتصوير «البودكاست»، على سبيل المثال، يتطلب خلفيات متباينة لكل محتوى، وهذا ما يقود إلى التغيير في المركز كل شهر ونصف الشهر تقريباً.

وتتعامل مع الكثير من المشاهير وصنّاع المحتوى على المنصات المختلفة، معتبرة أن عملها السابق في العلاقات العامة مع جويل ماردينيان، وكذلك العديد من الأسماء المهمة، أوجد نوعاً من الثقة في جذب شخصيات معروفة في المجال إلى مركزها للتصوير وصناعة المحتوى الخاص بهم.

وكشفت عن أنهم عملوا أخيراً على «ستار بودكاست» لنور ستارز، إذ تم تصوير الموسمين الأول والثاني مع فريق العمل الخاص بالمركز، وكانت تجربة مميّزة بالخلفيات والثيمات.

تغيير مستمر

الإجراءات الخاصة بما قبل التصوير، ليست كثيرة وتعتمد على طبيعة العمل، حسب لينا التي لفتت إلى أنه في حال كانت لديها حجوزات تصوير محتوى سيعرض بالصوت والصورة، لا تأخذ طلبات أخرى بالتوقيت نفسه، لأن أغلب المشاهير تفضل التواجد في المكان بشكل منفرد، من أجل الراحة في العمل.

ويتطلب هذا المجال التغيير المستمر في الثيمات وإيجاد ديكورات جديدة، وهو ما تراه لينا من التحديات الممتعة، مشيرة إلى أنها وجدت نفسها شغوفة بهذه الصناعة، التي تتطلب التجديد على نحو مستمر، فقد آمنت بالمحتوى، وهذا ما جعلها توجد منصة خاصة.

وتعمل لينا اليوم على التجديد في هذا المجال من خلال تسخير الذكاء الاصطناعي، إذ تتطلع إلى ما يمكن أن يقدمه لها من إضافات وتميّز، مشددة على أن المغامرة في العمل مهمة من أجل الابتكار، كما أنها من الأشخاص الذين يتبعون إحساسهم، وتبلورت لديها فكرة المشروع مع بدايات انتشار صناعة المحتوى، لكنها ترى أن هذا المجال لايزال إلى الآن في المحطات الأولى، وسيشهد تطورات كثيرة.

فروع أخرى

ولم تستبعد لينا أن تكون لمركزها فروع أخرى في الإمارات أو حتى في دول عربية، فثمة محتوى واستهلاك، وستكون جاهزة للانطلاق، واصفة دبي بأنها محورية في صناعة المحتوى لمنصات وسائل التواصل الاجتماعي.

وحول معايير نجاح المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، ومن خلال عملها في المجال، ذكرت أن الاستمرارية هي التي تقود إلى النجاح، وكذلك تقديم محتوى يتعلق بالشخص ويعبر عنه ويعني له الكثير، وعدم اتباع ما هو رائج.

وأشارت إلى أنها عملت مع العديد من صنّاع محتوى الذين لم يتمكنوا من المتابعة بعد أشهر، لأن المُقدم لم يكن يعنيهم للاستمرار به.

وتمتلك مؤسسة «مختبر التفكير الذكي» العديد من الأفكار التطويرية، إذ تطمح إلى أن تكون سبّاقة في تقديم كل ما هو جديد، فهي لا تسعى إلى التوسع عالمياً، وإنما من خلال المكان نفسه، بهدف تقديم تجربة أكثر إبداعاً.

وأعربت لينا عن إيمانها الكبير بمشروع منطقة القوز الإبداعية، وبأن المدينة ستحتضن كل المبتكرين، مشيرة إلى سعادتها لأنها حرصت على أن تكون من أوائل المنضمين للمشروع، لأنه حتماً سينعكس على تجربتها وما تقدمه، ويُمكنها من تقديم أفكارها لكل صنّاع المحتوى.

وأكدت أن تواجدها ضمن المشروع يُمكنها من دعم العديد من المواهب، لذا صورت مع العديد من صنّاع المحتوى من «جيل زد».


اهتمام بالتفاصيل

شددت صاحبة «مختبر التفكير الذكي»، لينا حصري، على أن اتباع الشغف، حتى النهاية، يحمل الكثير من التعب، لكن هذا ما يجعل المشروع الخاص ممتعاً، مشيرة إلى أن العمل الخاص يتطلب مجهوداً أكثر من الوظيفة.

واعتبرت أن غياب الشغف، والإيمان بفكرة العمل، قد يؤديان إلى انهيار المشروع وتركه مع أول التحديات، ناصحة رائد الأعمال بأن يكون مشرفاً على تفاصيل مشروعه بشكل تام، لأن الزبون أو حتى فريق العمل يتأثرون جميعهم بوجود صاحبه على رأس عمله.

لينا حصري:

. دبي محورية في صناعة المحتوى لوسائل التواصل.. ومدينة كل المبدعين.

. أطمح إلى أن أكون سبّاقة في تقديم كل ما هو جديد، وطرح تجارب أكثر إبداعاً.

عن ثراء زعموم

Check Also

«دبي للثقافة» تستعرض تجاربها الناجحة أمام وفد إثيوبي

زار وفد إثيوبي مقر هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، بهدف بحث سبل توطيد …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *