أكد الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء ، أن قراءة القرآن الكريم بسرعة جائزة شرعًا بشرط وضوح نطق حروف الكلمات التي تُقرأ، والتدبر في المعاني التي تحملها الآيات.
وأشار إلى أن القراءة السريعة التي يُطلق عليها في علم التجويد “الحدر” لا ينبغي أن تكون عابرة بل يجب أن تتم بتدبر وفهم لما يُتلى.
وأوضح الدكتور ممدوح، خلال فيديو بث مباشر نشرته دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على موقع “فيسبوك”، أن قراءة القرآن الكريم تتم وفق ثلاث مراتب معروفة في علم التجويد، وهي: “التحقيق”، التي تعتمد على القراءة المتأنية مع تدقيق الأحكام، و”التلاوة” التي تُقرأ بسرعة متوسطة، و”الحدر” التي تتم بسرعة مع مراعاة صحة الأحكام وعدم إسقاط الحروف.
وفي سياق آخر، أجاب الدكتور محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال حول حكم ترديد الأذان أثناء قراءة القرآن. وقال إن من الأفضل أن يتوقف القارئ عن التلاوة أثناء الأذان لترديد كلمات الأذان مع المؤذن.
وأوضح أن هذا السلوك ينبع من القاعدة الشرعية التي تفرق بين “الواجب الموسع” و”الواجب المضيق”، حيث يمكن قراءة القرآن في أي وقت، بينما الأذان عبادة وقتها محدود، لذا يُستحب تقديمها.
وأضاف عبدالسميع خلال مشاركته في بث مباشر عبر صفحة دار الإفتاء، أن متابعة الأذان وترديده عبادة مؤكدة، مستشهداً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا سمعتم النداء، فقولوا مثل ما يقول المؤذن»، وهو حديث متفق عليه.
كما أشار إلى أن جمهور الفقهاء من المذاهب الحنيفية والشافعية والحنابلة اتفقوا على أن الاستماع للأذان والانشغال بترديده أولى من الاستمرار في الأعمال الأخرى، بما فيها قراءة القرآن، لأن وقت الأذان محدود ولا يمكن تعويضه، بخلاف التلاوة التي يمكن استكمالها لاحقًا.
وأكّدت دار الإفتاء المصرية عبر هذه الإيضاحات أهمية مراعاة الأولويات الشرعية في أداء العبادات، وحثت المسلمين على التوازن بين مختلف العبادات لتحقيق الهدف الأسمى وهو التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بروح خاشعة.