الخط :
في عصر يعاني من تصاعد النزاعات والتوترات الاجتماعية والدولية، دعا وزير الدفاع السنغالي، اليوم السبت بالعاصمة الرباط، لإعادة أنسنة العلاقات الإنسانية كصرخة إنسانية تُبرز أهمية العودة إلى قيم الاحترام، والتسامح، والتواصل الفعّال.
جاء ذلك خلال مداخلته له ضمن جلسة بمؤتمر الحوارات الأطلسية تحت عنوان “نموذج الأمن الإقليمي: من البحر الأحمر إلى المحيط الأطلسي”، حيث سلط الوزير الضوء على التحديات التي تواجه المجتمعات الحديثة، ليس فقط على المستوى الدولي، ولكن أيضا داخل النسيج العائلي والاجتماعي.
وأشار الوزير إلى أن البشرية فقدت جزءا من حسها الإنساني على مدى العقود القليلة الماضية، مما أدى إلى صعوبة الحياة اليومية، حتى على المستوى العائلي، أصبحت التفاعلات بين الأفراد تفتقر إلى روح الإنسانية التي تسمح لهم ببناء علاقات متينة ومثمرة.
وبالانتقال إلى مستوى العلاقات بين الدول، أوضح الوزير أن الحكومات والأفراد باتوا ينظرون إلى بعضهم البعض بدونية، وهو ما يعمق من الانقسامات ويحول دون تحقيق الأمن والاستقرار، مؤكدا أن الأمن لا يمكن فرضه بالقوة، بل يجب أن ينبع من علاقات قائمة على الاحترام والتعاون.
ودعا الوزير إلى إعادة بناء العلاقات الإنسانية على أسس أكثر إنسانية، مشددا على أن الوقت قد لا يكون في صالحنا إذا لم تُتخذ خطوات جدية في هذا الاتجاه، فإعادة أنسنة العلاقات ليست مجرد خيار، بل هي ضرورة ملحة لتجنب الانحدار نحو مزيد من التدهور الاجتماعي والسياسي، مُؤكدا على أن الأمر يبدأ على المستوى الفردي والعائلي قبل أن يمتد إلى المستوى الدولي.
وفي سياق الحديث عن حل النزاعات، شدّد الوزير على أهمية فتح قنوات الحوار مع الجميع، بما في ذلك الجماعات المسلحة -مثلا الحوثيون- وأوضح أن التواصل مع هذه الجماعات يتطلب نهجا مختلفا يقوم على الصبر، المهارة، والتسامح، مشيرا إلى أن الحوار قد يتطلب الاستماع إلى وجهات نظر قد تكون مزعجة أو غير مرضية، لكنه يبقى السبيل الوحيد لتحقيق التفاهم وبناء جسور الثقة.