الخط :
اختتمت، أمس السبت، بالعاصمة الرباط، الدورة الثالثة عشر للحوارات الأطلسية، التي يسهر على تنظيمها مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، وهو الحدث الذي حضره حوالي 500 مشارك، من مختلف الجنسيات عبر العالم.
والحوارات الأطلسية وفقا لمركز السياسات، تعتبر حجرا أساس للمناقشة والحوار وتبادل الرؤى، ومعالجة الموضوعات ذات الاهتمام الإقليمي والعالمي وإعادة التوازن للنقاش بين الجنوب والشمال، كما أنه مع مرور السنين، أصبح المؤتمر نقطة التقاء بين القارات الأربع للمحيط الأطلسي.
ومن جهة أخرى، سعى المؤتمر إلى اقتراح فهم جديد لديناميكيات المحيط الأطلسي – المحيط الأطلسي الأوسع – مما يؤكد على الأهمية المتزايدة لجنوب المحيط الأطلسي في المناقشة الجيوسياسية العالمية، وبناء الجسور بين إفريقيا وأمريكا الجنوبية، في حوار مع أوروبا وأمريكا الشمالية.
وفي ختام هذا الحدث المرموق الذي حضرته شخصيات بارزة من مختلف التخصصات، سواء القانونية والاقتصادية والسياسية والفلسفية، أكد كريم العيناوي، وهو رئيس المركز، ضمن كلمة ختامية له، على أن “التفكير مجهد ومكلّف، ويجب توفير إمكانيات لذلك، وهذا ما نحاول فعله”.
وأضاف العيناوي، الذي بدوره أغنى النقاش خلال الحوارات الأطلسية، أنه “عندما بدأنا هذه الحوارات لم تكن بهذا المستوى، لكن كان هناك قبول للمغامرة”، مشيرا إلى أن هذه الحوارات أصبحت تكتسي طابعا فلسفيا ومثيرا للاهتمام.
وحول النجاح المستمر الذي تجنيه الحوارات الأطلسية كل عام، وخصوصا هذه السنة 2024، التي كان تحدثت بشكل مستفيض عن المبادرة الملكية لولوج المحيط الأطلسي، أكد العيناوي على أنه في مركز السياسات “وصلنا إلى مرحلة نرى فيها العمل برؤى مختلفة”.
وأشار العيناوي إلى أن كل من حضر المؤتمر كان متحمسا للغاية لفهم الدور الخاص الذي يلعبه المغرب، وخلال ثلاثة أيام، حضر مشاركون من أربع قارات مهتمون بهذا الموضوع المتعلق بالمحيط الأطلسي، الذي أصبح منصة لتقديم المقترحات.
ومن جهة أخرى، قال كريم العيناوي إن “الحوارات الأطلسية التي يشرف عليها مركز السياسات، وبفضل الشبكة الواسعة التي شاركت فيه، نجح في تعزيز هذه الدينامية”.
وقال “نحن نعمل على قضايا الأطلسي على مدار العام، وليس فقط خلال فعاليات حوار الأطلسي. ولدينا مبادرة أخرى تُسمى “الأطلسي ساتلايت” التي ستُنظم في بروكسل وتركز بشكل أساسي على الشأن الأوروبي، إضافة إلى مشاركة أمريكية وإيطالية في مواضيع ذات أهمية”.
وتابع “نحن نتحدث هنا عن دول الأطلسي، ولكننا نُشرك أيضا القطاع الخاص لدعم مشاريع كبرى، خاصة في مجالات الزراعة والطاقة، وهذه الأفكار لاقت استحسان الجميع، كما حاولت أن أوضح خلال المؤتمر، وشرحها زملائي أيضا. نحن نسعى لخلق مساحات ومنصات تهدف إلى نقل المعرفة إلى مختلف الفئات، مثل الصحفيين والطلاب الذين يُظهرون اهتماما كبيرا بهذا المجال”.
وأشار أيضا إلى أن “موضوع الطاقة والمناخ أخذ حيزا مهما في النقاشات، مع تزايد الطلب على حلول فعّالة، فهناك رغبة واضحة في اتخاذ إجراءات وإيصال الأصوات، ولهذا السبب أطلقنا برنامج “القادة الشباب” لدعم هذه الدينامية”، وأشار العيناوي إلى أن “بعض توصيات النقاش ذات طابع عملي”، مبرزًا أنه تم “إنشاء بنك أخضر مخصص لتمويل المناخ في منطقة الأطلسي”.
كما أشار ذات المتحدث إلى أن مركز السياسات يعمل حاليا على مبادرات متعددة، مثل المجموعة الاستراتيجية الأطلسية، إلى جانب مقترحات ملموسة تشمل إنشاء آلية مالية تجمع بين بنوك التنمية والقطاع الخاص لدعم المشاريع الكبرى.
ويشار إلى أن الدورة الحالية من “الحوارات الأطلسية” (12 – 14 دجنبر) تتناول مجموعة من القضايا الاقتصادية والجيو-سياسية التي تعكس التغيرات التي يشهدها الأطلسي الموسع والأكثر اندماجا، وذلك من خلال حلقات نقاش وموائد مستديرة وغيرها من الجلسات.