30 مشروعاً إماراتياً بلمسة الأصالة في «شتا حتا»

في قلب بحيرة ليم الساحرة، حيث يلتقي الجمال الطبيعي بالإبداع البشري، يبرز مهرجان «شتا حتا» منصةً مثاليةً لعرض منتجات المشروعات الإماراتية الصغيرة والناشئة، وذلك بإشراف اللجنة العليا لتطوير منطقة حتا، ودعم «براند دبي» الذراع الإبداعية للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، حيث يشهد المهرجان إقبالاً لافتاً من المواطنين والمقيمين والسياح من مختلف الجنسيات، ليمنح أصحاب المشروعات الفرصة لتسويق وتوسيع نطاق أعمالهم.

وفي إطار حرص «براند دبي» على دعم هذه المشروعات، خُصصت مساحة مميّزة تحت مظلة مبادرة «بكل فخر من دبي» لعرض منتجات نخبة من أصحاب المشروعات الصغيرة، وتأتي هذه المشاركة ضمن خمسة مهرجانات متنوعة يُقيمها «شتا حتا»، ما يتيح لهذه المشروعات الفرصة للتوسع والنمو، وتعزيز حضورها في الأسواق المحلية والإقليمية.

وتزيّنت أروقة المهرجان بإبداعات 30 مشروعاً إماراتياً متميّزاً، أضفى أصحابها لمسات من الأصالة والابتكار على منتجات متنوعة، راوحت بين العطور الآسرة والحِرف اليدوية الأصيلة، وصولاً إلى مستحضرات التجميل المبتكرة والمنتجات الإبداعية الفريدة.

وعلى ضفاف بحيرة ليم، تألقت مشروعات إماراتية حملت في طياتها قصصاً ملهمة، ومن أبرز هذه المشروعات التي خطفت الأنظار في مهرجان «شتا حتا» كان مشروع «يازرا» لصاحبه الشاب الإماراتي محمد خليفة الكعبي.

روح حتا وهويتها

بإصرار وعزيمة، استحضر الكعبي روح حتا وهويتها العريقة من خلال تصاميمه المبتكرة، التي استلهمها من البيئة المحيطة، فلم يتردد في تحدي صعوبة صناعة جلود الجمال يدوياً، ليحوّلها إلى قطع فنية نادرة، تعكس شغفه العميق بمدينة حتا، وبمهارة وحرفية، صقل الكعبي موهبته حتى أصبحت علامته التجارية مرادفاً للإبداع والتميّز، حيث تمكّن من مزج التراث بالإبداع المعاصر، ليحكي من خلال منتجاته قصة التميّز والتفرد.

وفي حديثه لـ«الإمارات اليوم» أوضح محمد خليفة الكعبي أن رحلته في المشاركة بمهرجان حتا بدأت العام الماضي من خلال مشروع مقهى، فيما شهدت مشاركته الحالية تحولاً نوعياً بتقديم منتجات صممها ونفذها بنفسه، تتنوع بين قبعات وحقائب ومنتجات مصنوعة من جلود الجمال، وهو ما أصبح تخصص فريقه الذي يركز حالياً على تزويد الجهات الحكومية بمنتجات تحمل هويته المميّزة.

وأشار الكعبي إلى أن منتجاته تستند إلى ثلاث ركائز أساسية، الأولى تتمثّل بالطابع الثقافي الذي يتجسّد باستخدام مواد مثل جلود الجمال والسدو، والثانية هي الالتزام بالاستدامة من خلال استخدام مواد معاد تدويرها وصديقة للبيئة، بينما تأتي الركيزة الثالثة في الابتكار، حيث يمزج بين هذه المواد ويضيف لمسات فنية ورسومات تعزز جاذبية المنتجات.

وأعرب الكعبي عن امتنانه لمؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة وجميع الجهات القائمة على المهرجان، قائلاً: «وجودنا في هذا الحدث يعكس الاهتمام الكبير بدعم المشروعات الصغيرة والناشئة، ويمنحنا الفرصة للتوسع والتميّز، وهو ما يعزز رؤيتنا نحو تقديم منتجات تعكس هويتنا وثقافتنا بأسلوب مبتكر ومستدام».

«البنفسج»

وفي مشاركتها الأولى في مهرجان «شتا حتا»، تألقت آمنة علي العور بمشروعها «البنفسج لمستحضرات التجميل»، الذي لاقى إعجاب الزوّار بتنوع وجودة منتجاته التي تستهدف العناية بالبشرة الحساسة والجافة، وكذلك البشرة المصابة بأمراض جلدية مثل الإكزيما والصدفية.

وأكدت العور أن الإقبال على منتجاتها كان ممتازاً، لاسيما في عطلات نهاية الأسبوع، مشيرة إلى أن ما يميّز المهرجان هو استقطابه السياح من مختلف أنحاء العالم، مثل فرنسا وإيطاليا، الذين أبدوا إعجابهم بمنتجاتها وحرصوا على شرائها، معربة عن امتنانها للقائمين على المهرجان، الذين كان لهم الفضل في جذب هذا التنوع من الزوّار، ما أتاح لها فرصة رائعة للتفاعل مع جمهور واسع.

فن أصيل وابتكار

وفي قلب المهرجان يبرز مشروع «كريتيف آرت» لأمل الوشاحي وهو بمثابة جسر يجمع بين الفن الأصيل والابتكار المعاصر، ليعرض قطعاً فنية استثنائية تنبض بالحياة.

وقالت أمل الوشاحي، التي بدأ مشروعها منذ أربع سنوات «هذه هي أول مشاركة لي في مهرجان حتا، وعلى الرغم من سنوات العمل، فإن تجربة المهرجان كانت مملوءة بالمفاجآت والإيجابيات وأشكر القائمين على هذا الحدث الرائع على إتاحة الفرصة لنا للتعبير عن إبداعنا».

وأضافت: «فوجئت بحجم الإقبال الذي شهدته المنطقة، لم أتوقع أن تصل مبيعاتي إلى هذا الحد، خصوصاً في الأيام التي تشهد كثافة سياحية، إذ لفتت الرسومات المطبوعة على الأقمشة انتباه الزوّار، حيث إنها تجسّد التراث الإماراتي الأصيل وتسلّط الضوء على جمال وروح منطقة حتا».

عبق تراث الإمارات

وتقدم أم سعيد، صاحبة مشروع «روح الغلا للعطور»، للمهرجان روائح تنبض بعبق التراث الإماراتي، لكنها تنسجم في الوقت ذاته مع روح العصر وذكرت أن هذه هي المشاركة الأولى لها في مهرجان حتا، وأنها تشعر بفرح كبير نتيجة الإقبال الكبير على العطور التي تعرضها، مؤكدة أن الزوّار متحمسون لتجربة هذه الروائح التي تحمل في طياتها ذكريات الماضي وتفاصيل الحاضر سواء من المواطنين أو المقيمين إضافة إلى السياح.

وتوجهت أم سعيد بدعوة الجميع لزيارة حتا، قائلة: «هو بالفعل أجمل شتاء في العالم والمكان هنا مملوء بالأجواء السحرية التي تضفي على تجربة التسوق لمسة خاصة»، مشيرة إلى أنها لم تكن تتوقع هذا النجاح الكبير في أول مشاركة لها، وأنها ممتنة للفرصة التي أتاحها لها المهرجان لإبراز منتجاتها.

مواليد جدد

إلى ذلك تحدثت شمة خلفان البدواوي، صاحبة مشروع «باي إس إي»، المتخصص في هدايا المواليد الجدد، بحماسة عن تجربتها الأولى في مهرجان حتا، قائلة: «فتحت مشروعي مع شريكتي في شهر أغسطس الماضي، ولم يمضِ على تأسيسه سوى أربعة أشهر، لكننا قررنا أن نوسع شريحة زبائننا ونجعل مشاركتنا في مهرجان حتا هي نقطة الانطلاق نحو نقلة نوعية». وتابعت البدواوي: «كانت خطوة كبيرة بالنسبة لنا أن نشارك في المهرجان، لكن الأثر كان أكثر مما تصورت، وأنا أعيش حالياً في المهرجان تجربة فريدة من نوعها، حيث تمكنا من عرض منتجاتنا في بيئة مميّزة على ضفاف بحيرة ليم، ما منحنا فرصة للقاء الزوّار من مختلف الجنسيات وتقديم الهدايا الفريدة التي تعكس العناية والاهتمام بالمولود الجديد».


تصاميم إبداعية

وفاء البستكي أعربت عن فخرها بتجربة المشاركة في المهرجان. تصوير: نجيب محمد

عبّرت صاحبة مشروع «دبليو أي دبليو»، وفاء البستكي، عن فخرها بتجربة المشاركة في مهرجان «شتا حتا» الذي جلبت فيه تصاميمها الإبداعية إلى الأضواء، قائلة: «مشروعنا يركز على تصميم الغرافيك، حيث نقوم بابتكار شعارات مخصصة للمناسبات، وتصميم قرطاسية وإكسسوارات للمكاتب، وهو مشروع يهدف إلى إضافة لمسات إبداعية لحياة الأشخاص اليومية وفي مناسباتهم الشخصية».

وذكرت أن المكان في مهرجان حتا كان مميّزاً للغاية، حيث تجمع الزوّار من مختلف الإمارات وفئات المجتمع، من الشباب إلى الكبار، ما جعل الأجواء أكثر حيوية، وتوجهت بالشكر إلى «براند دبي» على تنظيم هذا الحدث الرائع الذي أتاح لها الفرصة لعرض أعمالها، وتتمنى أن تكون قد تركت بصمة مميّزة في المهرجان.

لمشاهدة الفيديو، يرجى الضغط على هذا الرابط

Google Newsstand

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

Share


تويتر


عن ثراء زعموم

Check Also

فيل ضخم يهاجم حشداً من الناس أثناء مهرجان.. “فيديو”

أصيب ما لا يقل عن 17 شخصا، أحدهم في حالة خطيرة، عندما هاجم فيل ضخم …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *