«تيم لاب فينومينا».. رحلة إبداعية لفهم أعمق وأشمل للكون

بعيداً عن المفهوم الكلاسيكي للأعمال الفنية، يُؤسس «تيم لاب فينومينا أبوظبي» لنفسه مكاناً خاصاً ليس فقط على الخريطة الثقافية والسياحية للمنطقة، ولكن أيضاً في نفوس مرتاديه، فعند زيارة هذا المشروع الفريد يجد الزائر نفسه في تجربة ربما لا تشبه غيرها من التجارب التي مرّ بها من قبل، تجربة ترتبط بعلوم الحاضر وربما المستقبل، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة لرسم رحلة استكشافية يخوضها الزائر ليستكشف ذاته ومشاعره وبيئته بمنظور مختلف، وتفتح أمامه آفاقاً جديدة لفهم أعمق وأشمل للكون، كما تضعه في مواجهة يكتشف خلالها كيف يمكن لشعاع من ضوء أن يخدع حواسه، ويتحكم بها، وفي لحظة ما يتداخل الواقع مع الخيال.

تجربة «تيم لاب فينومينا» تبدأ قبل الدخول إليه، من المبنى الأبيض الضخم الذي يصعب تحديد ملامحه، وهو من تصميم الشركة المعمارية الرئيسة «إم زد للهندسة المعمارية»، بالتعاون مع «تيم لاب آركيتكتس»، ويمتد على مساحة 17 ألف متر مربع، وتم تصميمه من الداخل إلى الخارج ومن الخارج إلى الداخل، بما يوجد بنية تُحيط بالتجربة، ويجعل التصميم المعماري الفريد يؤدي دوراً مهماً في توفير بيئة تسمح للأعمال الفنية بالتطور بحرية وبشكل عضوي، كما لو كانت كائنات حية بحد ذاتها.

بين الواقع والخيال

يحتضن المتحف مجموعة من الأعمال الفنية التحويلية المبتكرة التي تمزج بسلاسة بين الفن والتكنولوجيا، وتُحفّز الفضول والخيال والإبداع، وتنقسم إلى منطقتين رئيستين: منطقة جافة وأخرى رطبة، بداية من عمل بعنوان «الضوء المتبلور الحي»، وهو عبارة عن تجربة تتجاوز حدود المادة التقليدية، ومع اللمس يدرك الزائر أنه ليس سوى ماء عادي تحول بفضل الضوء والألوان إلى عمل فني ليُظهر تأثير البيئة وكيف تتحول العناصر الطبيعية المحيطة بنا مثل الهواء والماء والضوء إلى ظواهر تتشكّل بفعل البيئة، وهذه الظواهر هي التي تُشكّل العمل الفني وتمنحه معناه، فيتغير شكل العمل الفني ولونه باستمرار مع حركة المشاهد، وتُعرَف هذه الأعمال الفنية باسم «المنحوتات الإدراكية»، وهي أعمال لا توجد إلا في عالم الإدراك، إن استطاع المُشاهد إدراكها فهي موجودة، وإن لم يُدركها، فإنها ستبقى كامنة في فضاء الاحتمالات.

بعد ذلك، ينتقل الزائر إلى «رفرفة الفراشات»، وهو عمل فني يتكون من فضاء مكاني متسع، تغطيه مشاهد ثلاثية الأبعاد ليتجاوز فكرة الوهم البصري، ويتكامل المكان مع حضور المشاهد فيه، ويتوحّد فضاء العمل الفني مع جسد المُشاهد في تجربة واحدة متكاملة، تتغيّر زاوية الرؤية بحرّية، ويظل الجسد حاضراً، وفي هذه المساحة يضفي تفاعل الزوّار خصوصاً الأطفال جمالاً إضافياً على المكان وهم يتسابقون لمطاردة سرب الفراشات الضوئية التي تحلق أو التدحرج بين الأعمدة التي تحولت إلى أشجار بألوان زاهية، ويعتمد العمل الفني «أمواج» المنظور نفسه، بينما يقدم العمل الفني «منحوتة ضوئية- التدفق» مفهوماً جديداً للتفاعل بين المشاهد والعمل، حيث يجلس الزوّار على وسائد مُعدة على أرضية المكان بينما تتشكل أمامهم ملامح منحوتة ضوئية تتغيّر ألوانها، كما تتغيّر أبعادها فتبدو للحظة معينة وكأنها ستسقط على الأرض أمام المشاهدين.

خداع الحواس

ويُمثّل العمل الفني «الكون الحيوي»، اختباراً حقيقياً لحواس الإنسان، عندما يجد الزائر نفسه يخطو فوق شبكة حديدية بينما يرسم الضوء ملامح كون يتفاعل في الأعلى والأسفل، وفي خضم هذا التفاعل يفقد الإنسان قدرته على معرفة إذا كان ثابتاً في كون متحرك أو هو جزء من الحراك المحيط به، فيشعر أنه يرتفع للسقف أو تميل به الأرض، في إشارة إلى مدى قدرة الوهم على خداع الحواس، في حين يخلق عمل «التحول المستمر» أجواء تفاعلية مبهجة، بينما تطارد الزوّار من الكبار والصغار بالونات فضية تتشكل في تكوينات بصرية متعددة، وتحمل المنطقة الرطبة مزيداً من المغامرات التي يقدمها المتحف لزواره، وهم يتنقلون من عمل فني لآخر في انبهار وتساؤلات حول المكان والزمان والخيال والإبداع والعديد من المفاهيم التي قد يحتاج الزائر إلى تكرار التجربة بحثاً عن إجابات لها.


تجربة متجددة

افتتحت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي مشروع «تيم لاب فينومينا أبوظبي»، في أبريل الماضي، بالتعاون مع ميرال ومجموعة «تيم لاب» الفنية، في المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات في أبوظبي، وتتولى «ميرال إكسبيرينسز»، التابعة لميرال، إدارة هذا المشروع الفني الذي يمتد على مساحة 17 ألف متر مربع، ويضمّ «تيم لاب فينومينا أبوظبي» أعمالاً فنية متجددة باستمرار وفريدة من نوعها في أبوظبي، طوّرتها مجموعة «تيم لاب» الفنية من طوكيو، وتستند إلى فكرة «الظواهر البيئية» التي طوّرتها «تيم لاب» بعد سلسلة طويلة من التجارب والإبداعات.


الفن انعكاس للبيئة

يتحرر العمل الفني في «تيم لاب فينومينا» من قيود الشكل المادي ليصبح انعكاساً للبيئة التي تحتضنه، وتتحول العناصر الطبيعية المحيطة بنا مثل الهواء والماء والضوء إلى ظواهر تتشكل بفعل البيئة، وهذه الظواهر هي التي تُشكّل العمل الفني وتمنحه معناه، مع إمكانية إعادة تشكيله إذا ما تعرّض لأي تدخّل خارجي.

. «الضوء المتبلور الحي» تجربة تتجاوز حدود المادة التقليدية، ومع اللمس يدرك الزائر أنه ليس سوى ماء عادي تحول بفضل الضوء والألوان إلى عمل فني.

. العمل الفني «الكون الحيوي» اختبار حقيقي لحواس الإنسان، حيث يجد الزائر نفسه يخطو فوق شبكة حديدية، بينما يرسم الضوء ملامح كونٍ يتفاعل.

. «رفرفة الفراشات» عمل فني يتكون من فضاء مكاني متسع تغطيه مشاهد ثلاثية الأبعاد، ليتجاوز فكرة الوهم البصري، ويتكامل المكان مع حضور المشاهد فيه.

Google Newsstand

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

Share


تويتر


عن ثراء زعموم

Check Also

رجل يقع ضحية «نصبة» غريبة.. اشترك في«الجيم» لـ 300 عام

تعرض رجل صيني ضحبة عملية نصب غريبة من قبل صالة ألعاب رياضية في هانغتشو لإنفاق …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *