أعلنت شركة OpenAI إطلاق نموذجها الجديد GPT-5 ليكون متاحًا لكافة مستخدمي ChatGPT ومطوري البرمجيات عبر واجهة API، وقد وصفه الرئيس التنفيذي سام ألتمان بأنه “قفزة كبيرة” مقارنةً بالنماذج السابقة.
وقال ألتمان خلال مؤتمر صحفي إن GPT-5 يشكّل نقلة نوعية يصعب الرجوع عنها، مشبّهًا إياه بأول هاتف آيفون مزوّد بشاشة “Retina”.
وأضاف ألتمان قائلًا: “إن GPT-3 كان يبدو وكأنك تتحدث إلى طالب في المدرسة الثانوية، و GPT-4 كطالب جامعي، أما GPT-5 فهو أول نموذج يبدو وكأنك تتحدث إلى خبير يحمل شهادة الدكتوراه”.
ويتميّز GPT-5 بكونه أسرع وأكثر ذكاءً وأقل عرضة لتقديم إجابات غير دقيقة. ويهدف إلى استعادة ريادة OpenAI في مجال النماذج المتقدمة، بعدما شهدت الشركة منافسة شديدة في الآونة الأخيرة.
وقال ألتمان: “إن هذا أفضل نموذج في العالم في مجال البرمجة، وأفضل نموذج في الكتابة والرعاية الصحية، إلى جانب العديد من المجالات الأخرى”.
نموذج واحد بلا خيارات معقدة
ويأتي GPT-5 مدمجًا في واجهة ChatGPT كنموذج واحد، بدلًا من الفصل بين النموذج الأساسي ونموذج الاستدلال وغيرها من النماذج، إذ يعتمد على أداة توجيه ذكية (router) تطوّرها OpenAI، وهي تعمل تلقائيًا على التبديل إلى إصدار أكثر تعقيدًا عند الحاجة أو عند كتابة “فكّر بعمق”.
وقال رئيس ChatGPT نيك تورلي إن “الطابع العام للنموذج إيجابي جدًا”، وأضاف: “أعتقد أن المستخدمين العاديين سيشعرون بذلك بوضوح، حتى لو لم يكونوا ملمين بتفاصيل النماذج”.
وسيكون نموذج GPT-5 متاحًا لأصحاب الحسابات المجانية، لكن OpenAI ستفرض حدًا معينًا غير معلن للاستفسارات المسموح بها لمستخدمي النسخة المجانية، وبعد تجاوزه، يتحوّل النظام إلى نسخة أقل كفاءة تُعرف بـ “GPT-5 mini”. وأما المطورون، فسوف يتمكنون من الوصول إلى ثلاث نسخ، وهي GPT-5، و GPT-5 mini، و GPT-5 nano، بأسعار متفاوتة.
وتشمل التحديثات أيضًا إضافة أربعة أنماط شخصية جديدة في ChatGPT يمكن تخصيص طريقة الرد من خلالها، وهي: “الساخر”، و”الروبوت”، و”المستمع”، و”المهووس بالتفاصيل”، إلى جانب إمكانية تغيير لون كل محادثة.
وفي عرض توضيحي، استعرض يان دوبوا، رئيس قسم ما بعد التدريب في OpenAI، قدرة GPT-5 على تطوير موقع إلكتروني تعليمي لتعلّم اللغة الفرنسية يتضمن لعبة تفاعلية، إذ كتب النموذج مئات الأسطر من الشفرة البرمجية في ثوانٍ، وعمل الموقع كما هو متوقع. وتؤكد OpenAI أن النموذج تفوّق في اختبارات البرمجة، مثل SWE-Bench و SWE-Lancer و Aider Polyglot.
مستوى أمان متقدم
لقد خضع نموذج GPT-5 لاختبارات استغرقت أكثر من 5,000 ساعة لتقييم مستوى الأمان، وفقًا لأليكس بويتِل، رئيس أبحاث الأمان في الشركة. وقد أوضح أن أحد التحديات الرئيسية تقليل ظاهرة “الهلوسة”، إذ يقدّم النموذج أحيانًا معلومات خطأ بثقة. ويقول بويتِل: “في السابق، كنا نواجه حالات يزعم فيها النموذج أنه يستطيع تنفيذ مهمة، لكنه لا ينجزها فعليًا”.
وتقدم الشركة مفهوم “الإجابات الآمنة” ضمن GPT-5، مما يتيح الرد على استفسارات حساسة بطريقة تحافظ على السلامة. فمثلًا، إذا سأل المستخدم عن كمية الطاقة اللازمة لإشعال مادة معينة، فإن النموذج سيحاول تقديم إجابة مفيدة ضمن حدود لا تسمح بإساءة الاستخدام.
نحو ذكاء عام اصطناعي
ومع ذلك الأداء اللافت، أشار ألتمان إلى أن النموذج لا يتعلّم تلقائيًا من تجاربه في أثناء الاستخدام، وهو ما عدّه عنصرًا أساسيًا ما زال مفقودًا في مسيرة تطوير “الذكاء العام الاصطناعي AGI”. وقال: “أكره مصطلح AGI لأنه بات يُستخدم بمعانٍ مختلفة، لكن GPT-5 يُعد خطوة كبيرة نحو نماذج فعالة بحق. إنه نموذج ذكي بوضوح، لكنه ما زال يفتقر إلى عنصر جوهري”.
يُذكر أن الشركة لم تكشف عن البيانات المستخدمة في تدريب GPT-5، وتراهن OpenAI على أن النموذج الجديد سيعزز ثقة المستخدمين من خلال قدرته على الاعتراف بعدم معرفة الإجابة حين يعجز عن تقديمها بدقة.