يعود المنتخب المغربي للاعبين المحليين (أسود الأطلس) إلى منافسات كأس أمم أفريقيا للمحليين (شان) في نسخة 2024، حاملا طموح مواصلة الهيمنة القارية وإضافة لقب ثالث إلى سجله الذهبي لينفرد بالرقم القياسي في عدد التتويجات، الذي يتقاسمه حاليا مع منتخب الكونغو الديمقراطية.
ويأتي هذا الحضور المنتظر عقب تتويجين متتاليين في نسختي 2018 و2020، جعلا من المغرب قوة قارية في هذه المسابقة الخاصة بالمواهب المحلية. أما نسخة 2024، فتمثل فرصة سانحة لتعزيز هذا المسار والارتقاء إلى مصاف الزعامة المطلقة.
في مشهد يعكس جدية الاستعداد، كان المنتخب المغربي أول من حل بالعاصمة الكينية نيروبي، قبل أيام من انطلاق البطولة، متقدما على باقي المنتخبات على أمل التحضير المبكر والتأقلم مع الظروف المناخية والجغرافية، لاسيما عامل الارتفاع الكبير عن سطح البحر، والذي يعد تحديا بدنيا حاسما في مثل هذه المنافسات.
ويخوض أسود الأطلس غمار البطولة ضمن مجموعة أولى قوية تضم إلى جانبهم البلد المضيف كينيا، وأنغولا، وزامبيا، والكونغو الديمقراطية. وسيبدأ المنتخب مسيرته بمواجهة صعبة أمام أنجولا، غدا الأحد، على ملعب نيايو الوطني في نيروبي.
وشملت التحضيرات الفنية معسكرين تدريبيين مكثفين، اختتما بمباريات ودية أبرزها الفوز الكبير على تشاد بسداسية نظيفة، في لقاء منح العناصر الوطنية دفعة معنوية قوية قبل بدء المنافسات.
لكن هذا المسار التحضيري لم يخل من تعقيدات، أبرزها ما يتعلق بتحديد اللائحة النهائية، في ظل انتقال عدد كبير من اللاعبين المحليين إلى الاحتراف الخارجي، ما أربك الحسابات الفنية للمدرب عبد الهادي السكتيوي.
وتعليقا على آخر التعقيدات التي واجهته يقول طارق السكيتيوي مدرب المنتخب :”كنا نراهن على جيل مواليد 2000 وما فوق، بهدف تجديد دماء المنتخب، لكننا فوجئنا باحتراف عشرة لاعبين دفعة واحدة، ما فرض علينا تجاوز معيار السن وإعادة بناء المجموعة بالكامل خلال وقت قياسي”.
وأضاف :”وجدنا أنفسنا أمام وضع معقد، تطلب منا إعادة تشكيل النواة الأساسية للفريق خلال 48 ساعة فقط، رغم أن إعداد منتخب لهذا المستوى يتطلب ستة أشهر على الأقل. ومع ذلك، عملنا بتركيز وفعالية لاختيار لاعبين جاهزين بدنيا وذهنيا، وقادرين على تشريف كرة القدم المغربية”.
وعن الحضور المبكر إلى كينيا، قال السكتيوي: “قررنا السفر باكرا للتأقلم مع الطقس وخصائص الملاعب والارتفاع عن سطح البحر. نريد دخول البطولة ونحن في أتم الجاهزية من جميع الجوانب”.
يواجه السكتيوي تحديا إضافيا يتمثل في تفاوت الجاهزية البدنية والفنية بين اللاعبين، بحكم أن المعسكر يأتي في مستهل الموسم الرياضي الجديد، حيث تختلف درجة التحضير من لاعب لآخر. هذا الوضع فرض على الطاقم التقني إخضاع اللاعبين لاختبارات مكثفة لضبط مستويات اللياقة قبل انطلاق المنافسات.
رغم كل هذه التحديات، يبدي السكتيوي تفاؤلا كبيرا بقدرة المنتخب على التألق، مشددا على أن الهدف لا يقتصر على المشاركة، بل يتجاوز ذلك نحو المنافسة على اللقب.
وقال :”كرة القدم المغربية بلغت مرحلة تتطلب منا اللعب من أجل الألقاب. التتويج لم يعد ترفا، بل التزاما بمستوى الطموحات التي نعيشها اليوم”.
وتضم المجموعة الحالية مزيجا من المواهب الشابة والعناصر ذات التجربة، ما يمنح الجهاز الفني مرونة في الخيارات، وتوازنا في الأداء. ويأمل الجهاز الفني في أن ينجح هذا الجيل في كتابة فصل جديد من نجاحات الكرة الوطنية، خصوصا في فئة اللاعبين المحليين التي باتت تمثل خزانا استراتيجيا هاما للمنتخبات الوطنية.
وفي حال تجاوز منتخب المغرب الدور الأول بنجاح، فإن الطريق سيكون مفتوحا نحو منصة التتويج، والعودة بالكأس القارية التي طالما كانت في متناول أسودالأطلس، والمرور بالتالي إلى مرحلة الانفراد الكامل بالزعامة القارية في “الشان”.
L’article "أسود الأطلس" يعودون إلى "الشان" بطموح الزعامة القارية والانفراد بالرقم القياسي est apparu en premier sur هسبورت.