أكد حزب الحركة الشعبية أن الخطاب الملكي الذي وجهه الملك بمناسبة الذكرى الـ26 لتربعه على عرش أسلافه حمل رسالة عميقة تؤكد الخيط الناظم للسياسات العامة العابرة للولايات الانتخابية بمنظور قائم على مغرب الاستمرارية المتجددة، داعيا الحكومة إلى إلى استلهام الرؤية الملكية الحكيمة والرسالة التوجيهية النبيلة، عبر بلورة سياسات عمومية تؤمن الانتقال إلى جيل جديد في مسار التنمية الاجتماعية.
وأبدى حزب “السنبلة”، في بلاغ توصلت جريدة “مدار21” بنسخة منه، تفاعله الإيجابي مع دعوة الملك محمد السادس إلى كل الفاعلين، وفي صدارتهم الحكومة، لجعل نتائج وخلاصات الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2024 مرجعا لبناء سياسات عمومية ناجعة تجيب عن أعطاب التنمية المنتجة للفوارق المجالية والاجتماعية، بمنظور يؤسس للمفهوم الجديد للتنمية الاجتماعية والمجالية عبر تأطيرها بمفهوم التنمية الترابية التي تشمل الإنسان والمجال، وبالتوجيه الملكي السامي لتسريع وتيرة الجيل الثاني للجهوية المتقدمة بعد الولاية المؤسسة، وفي ظل التباطؤ الملموس في تنزيل هذا الورش الاستراتيجي.
وأكد الحركة الشعبية، انخراطه الفعال والموصول في المخطط العملي الذي حدد الملك معالمه الأساسية لإقرار العدالة المجالية والتنمية الترابية المندمجة باعتبارها ركيزة أساسية في النموذج التنموي الجديد المؤطر برهان الحد من مغرب يسير بوتيرتين مختلفتين، مشددا على أنه “ما يبرهن على التفاعل الإيجابي لجلالة الملك أيده الله مع مرافعات وصرخات ساكنة المناطق القروية والجبلية، ويجسد مرة أخرى رعايته السامية الموصولة لتعزيز مسار المغرب الواحد والموحد والمتضامن”.
ودعا الحكومة إلى “استلهام الرؤية الملكية الحكيمة والرسالة التوجيهية النبيلة لجلالة الملك، عبر بلورة سياسات عمومية تؤمن الانتقال إلى جيل جديد في مسار التنمية الاجتماعية وفي صلبها التشغيل عبر التوجه إلى برامج جهوية للتشغيل المستدام تستوعب الخصوصيات المحلية والمؤهلات المجالية، خاصة في ظل محدودية النتائج المحققة في هذا المجال الحيوي الذي خصصته الحكومة لبرامج عابرة وغير مؤثرة، وبخطة وطنية للتشغيل لا تستحضر البعد الجهوي في الإعداد والتنزيل”.
وجدد الحزب ذاته اعتزازه بـ”الانتصارات الدبلوماسية المتواصلة لبلادنا بفضل الحكمة الملكية، والتي مكنت من تحصين مغربية الصحراء وحشد الدعم الواسع، في مختلف المحافل الدولية والقارية والجهوية والإقليمية، للمقترح المغربي المتمثل في سقف الحكم الذاتي في إطار سيادة المملكة المغربية”.
وأشاد بـ”الرؤية الملكية السديدة لبناء صرح الاتحاد المغاربي الموحد والمتضامن وبروح الأخوة المتينة مع الشعب الجزائري الشقيق، التي جسدها جلالة الملك، نيابة عن كافة المغاربة، بنداء اليد الممدودة والإرادة الصادقة في الحوار الجاد والمنتج مع جار تجمعنا به أواصر التاريخ واللغة والعقيدة والمصير المشترك”.
ودعا “السنبلة” بهذا الصدد حكام الجزائر إلى “استيعاب عمق ونبل الرسالة الملكية والخروج من نفق مخلفات الحرب الباردة ومعانقة رهانات إفريقيا الوحدة والتنمية من بوابة خيار المغرب الأطلسي الذي أسس له جلالة الملك حفظه الله”.
وسجل المصدر ذاته “بكل فخر واعتزاز” ما تحقق لبلادنا على مدى ربع قرن، في ظل “الرؤية الاستراتيجية والحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، من المنجزات النوعية الكبرى في المجالات السياسية والحقوقية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، وما حققته المبادرات الملكية على مستوى التطور البنيوي لمحركات الاقتصاد الوطني وفي صدارتها على الخصوص قطاعات السيارات والطيران والطاقات المتجددة والبنيات التحتية الكبرى والسياسة المائية، وكذا ركائز التنمية البشرية والحماية الاجتماعية التي أسس لها جلالة الملك منذ أزيد من عقدين”.
وأشار البلاغ إلى انخراط حزب الحركة الشعبية في التوجيه الملكي السامي للشروع في مسلسل التحضير للاستحقاقات الانتخابية التشريعية المقبلة، في ضوء تأكيده الالتزام الدستوري بانتظام مواعيد الانتخابات وتعزيز الخيار الديمقراطي وتطوير الممارسة السياسية وتخليقها وبناء إطار مؤسساتي قادر على الفعل التنموي الناجع.
وأكد الحركة الشعبية استعداده للمشاركة الفعالة في الإعداد القانوني والسياسي لهذه الانتخابات التي سيتم بموجها تجديد مجلس النواب، وذلك وفق بديل حركي يراهن على تقوية الوساطة السياسية وبمقترحات قانونية مؤطرة برؤية سياسية تستهدف تعزيز أدوار وتركيبة ووظائف السلطة التشريعية وترجمة أبعادها الدستورية وتضمن توسيع المشاركة السياسية والانتخابية وتؤهل مفعول التأطير والتمثيل المخولين دستوريا للأحزاب السياسية.