أكدت سفيرة المغرب بباريس، سميرة سيطايل، أن المملكة، تحت قيادة الملك محمد السادس، حققت تقدما استثنائيا، وذلك خلال حفل استقبال أقيم مساء الأربعاء في باريس بمناسبة الاحتفال بعيد العرش المجيد.
وأبرزت سيطايل، بهذه المناسبة، تفرد النموذج المغربي القائم على التسامح والانفتاح على الآخر، مؤكدة أهمية التعدد الثقافي والهوياتي الذي يميز المملكة، وكذا القيم التي تجمع المغاربة وتعكس روح الأمة، من انفتاح وتنوع وتعايش.
وفي السياق ذاته، سلطت السفيرة المغربية الضوء على عمق الروابط التي تجمع بين المغرب وفرنسا، وآفاق الشراكة الاستثنائية الوطيدة التي تربط بين البلدين.
وقالت إن “الاحتفال بعيد العرش هو مناسبة لاستحضار المسار الذي قطعه المغرب، ولا سيما ذلك الذي قررت فرنسا والمغرب سلكه وتحقيقه بشكل مشترك”.
وأمام حضور وازن ضم عددا من أعضاء الحكومة الفرنسية، ونوابا وأعضاء مجلس الشيوخ، ودبلوماسيين، وشخصيات مرموقة من عوالم السياسة والاقتصاد والثقافة والفن والرياضة، فضلا عن أفراد من الجالية المغربية المقيمة بفرنسا، ذكّرت سيطايل بأنه “منذ سنة، في مثل هذا اليوم، عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في رسالة تهنئة موجهة إلى الملك محمد السادس، عن دعم فرنسا لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية”.
وأضافت أن “يوم 30 يوليوز 2024 شكل خطوة جديدة في هذا التاريخ المشترك بين فرنسا والمغرب”.
من جهته، أكد السفير المندوب الدائم للمملكة لدى اليونسكو، سمير الدهر، أن هذا الحفل، الذي يخلد الذكرى المجيدة لعيد العرش، لا يجسد العهد التاريخي بين المؤسسة الملكية والشعب المغربي فحسب، بل أيضا قيم الاستمرارية والاستقرار والتقدم التي توجه مسار الأمة، تحت القيادة الملكية.
كما أبرز الدهر مساهمة المغرب في العمل متعدد الأطراف، تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية، مشيرا على وجه الخصوص إلى دور المملكة داخل منظمة اليونسكو، التي يدعو تفويضها الفريد إلى العمل المتواصل من أجل تعزيز السلام من خلال التربية والعلم والثقافة والإعلام.
من جانبه، أشاد الوزير الفرنسي المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية، لوران سانت مارتين، والذي مثل الحكومة الفرنسية في هذا الحفل، بمتانة وغنى العلاقات التاريخية التي تجمع بين المغرب وفرنسا، والتي تقوم على صداقة صادقة وعميقة.
وأشار إلى أن رئيس الجمهورية، إيمانويل ماكرون، والملك محمد السادس “يرعيان معا هذه العلاقة على أعلى مستوى، وقد قررا فتح صفحة جديدة في العلاقات الفرنسية-المغربية”.
وأضاف أن هذه العلاقة، المتجذرة بقوة في التاريخ، تتجه بثبات نحو المستقبل، من خلال أجندة تشمل مشاريع مبتكرة وأوراشا طويلة المدى.
وفي هذا السياق، أبرز سانت مارتين الدور المحوري للمغرب بصفته “أول مستثمر وشريك تجاري إفريقي لفرنسا”، ودور فرنسا باعتبارها “أول مستثمر أجنبي بالمملكة”.
وفي أجواء بهيجة، شهد الحفل لحظة مؤثرة أدت خلالها الفنانة المغربية “أوم” النشيدين الوطنيين للمغرب وفرنسا.
وحضر هذا الحفل أيضا كل من الوزير الفرنسي المنتدب المكلف بالأقاليم ما وراء البحار، مانويل فالس، ووزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، والوزيرة الفرنسية المنتدبة المكلفة بالمساواة بين النساء والرجال ومكافحة التمييز، أورور بيرجي، والمستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي، والمديرة العامة لمنظمة اليونسكو، أودري أزولاي.