قالت اعتماد الزاهيدي، رئيسة مجلس عمالة الصخيرات، عن حزب التجمع الوطني للأحرار، أنها غير نادمة على الاستقالة من حزب “البيجيدي” وأنها لا تفكر في العودة إليه، مشددة على أن تغيير اختياراتها السياسية نابع من رفضها النضال الإيديولوجي وترديد الخطابات السياسية، مشيرة إلى احتفاظها بنفس أفكارها وإيمانها بالعمل الميداني وضرورة القرب من الناس وخدمتهم.
وأبرزت الزاهيدي، خلال مرورها ببرنامج “مع بلهيسي”، الذي يبث عبر منصات جريدة “مدار21″، في تبريرها لتغيير قناعتها، أن “أي حركة أو فكرة هي مبنية بالضرورة على مبدأ التطور والانتقال”، موضحة أن هذا الوضع ينطبق حتى على حزب العدالة والتنمية نفسه الذي التحقت به في وقت مبكر من عمرها، مشددة أن نضالها داخل “البيجيدي” كان نضالا سياسيا محضا، ولم يكن أبدا نضالا إيديولوجيا، حيث كان لها رفض تام للانتماء إلى حركة إيديولوجية.
وأوضحت الزاهيدي أنها لم تغير أيا من قيمها ومبادئها التي تربت عليها داخل أسرتها قبل الالتحاق بالبيجيدي، مضيفة أن هذه القيم هي التي جعلتها تبحث عن حزب للانتماء إليه وليس العكس، وذلك من أجل أن تطبق أفكارها وأحلامها عن المغرب الذي تطمح إليه، مشددة على أنها ما تزال تشتغل بنفس المبادئ إلى اليوم، بعد التحاقها بحزب التجمع الوطني للأحرار.
وتابعت اعتماد الزاهيدي أن السياسي يجب أن يعمل على أن يكون خدوما للناس، ما يعني ضرورة أن يكون على تواصل يومي، لأن المغاربة يريدون أن يعيشوا بأمان وكرامة وأن تقضى حوائجهم بدون عناء.
وأردفت أن اختيارها للبيجيدي كان وسنها لم يصل إلى 20 سنة بعد، مشددة أنه لا أحد يحتفظ بنفس الأفكار بعد 20 سنة، غير أن المبادئ تظل نفسها دون تغير، مشيرة إلى أنها لم تنتقل من النقيض إلى النقيض لأنها ما تزال في نفس البلد تحت إمارة المؤمنين وتخدم نفس المدينة والوطن.
وصرحت أن انتقالها نابع من تقديرها الذي لا تقول إنه الحقيقة المطلقة، مفيدة أنها “لاحظت وجود فجوة كبيرة بين الخطابات وتأثيرها في الواقع على الأرض”، وأنها كانت دائما مؤمنة بالميدان وضرورة رؤية التأثير في الواقع، مشيرة إلى أنه بعد توصلها إلى هذه القناعات لم يعد هناك داعي للاستمرار ضمن مشروع “البيجيدي”.
وأشارت إلى أن “البيجيدي” ليس هو الذي منحها فرصة البروز، لأنها لم تكن بعيدة عن المشهد السياسي حتى يأتي ليقترح عليها الالتحاق بلائحة النساء، مفيدة أن ترشيحها كان دائما نضاليا وأنها هي التي أنقذت لائحة الحزب النسائية بعد الغضب العارم الذي كان وسط أعضاء الحزب نتيجة فرض وكيل اللائحة.
وبالمقابل، أوضحت أن الحال مختلف داخل التجمع الوطني للأحرار الذي يرشح دائما أشخاصا مرتبطين بالدوائر التي ينتمون إليها، عكس “البيجيدي” الذي يفرض ترشح القيادة السياسية بمختلف الدوائر، رغم أنها لا تنتمي إليها ولا تربطها بها أي علاقة، مفيدا أن هذا الأمر كان من الأسباب الذي تخلق انقسامات قبل كل انتخابات.
وتابعت أن الاختيار داخل الأحرار قائم على مدى قدرة الأشخاص وقوتهم بالمجال الترابي وتواصلهم وشرعيتهم داخله، متسائلة “من هو الذي أكثر ديمقراطية؛ من يزكي الأشخاص ضمن مجالهم الترابي أم الذي يفرضهم ترشيحات من فوق ويكرس ظاهرة الترحال الدائري؟”.
ورفضت الزاهيدي توجيه اتهامات إلى المغاربة ببيع ذممهم في الانتخابات، مضيفة أنه لا يعقل أنه “عندما منح المغاربة ثقتهم للبيجيدي خلال ولايتين كانوا واعين، واليوم عندما غيروا اختياراتهم ومنحوا أصواتهم لطرف آخر أصبحوا عكس ذلك”.
وأكدت أنها لم تندم على مغادرة “البيجيدي” يوما وأنها لا تفكر في العودة إليه مطلقا، مفيدة أن سنة الحياة تقتضي التطور والتقدم وليس التراجع إلى الخلف، مفيدة أن الالتحاق بالأحرار كان عن قناعة.
وتابعت أن استقالتها من “البيجيدي” كانت عندما كان الحزب في أوج قوته ولم يكن خلال مرحلة ضعفه كما يروج، وذلك بالرغم من أنه كان عندها موقع انتخابي داخل الحزب، مشددة “قناعتي أن أنزل إلى الميدان، وغير مقتنعة بأن أبقى طيلة حياتي أردد الخطاب السياسي”.