“هدن مزيفة ومساعدات منهوبة”.. خداع إسرائيلي يفاقم معاناة المجوّعين بغزة | أخبار

في وقت تتفاقم فيه المأساة الإنسانية في قطاع غزة، ويصارع السكان الموت جوعا تحت وطأة الحصار والقصف، تُمعن سلطات الاحتلال الإسرائيلي في تصدير صورة زائفة للعالم عبر إعلانات متكررة عن “هدن إنسانية” و”مساعدات إغاثية”.

لكن على الأرض، يتكشف المشهد عن واقع أكثر قسوة، حيث تُستخدم هذه الهدن كغطاء للقتل والتهجير، وتتحول شاحنات الإغاثة إلى مادة دعائية تُعرض أمام الكاميرات، بينما يُنهب ما فيها أمام أعين الجنود.

وبينما يروج الاحتلال لمرور المساعدات، يستشهد الغزيون واحدا تلو الآخر جراء المجاعة وسوء التغذية، في واحدة من أبشع صور الخداع والحرب النفسية التي تمارس بحق أكثر من مليوني إنسان محاصر.

وأثارت مقاطع فيديو وصور تُظهر عصابات مدعومة من الاحتلال تقوم بعمليات نهب منسقة للشاحنات غضبا واسعا بين النشطاء الفلسطينيين. وقال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن 87 شاحنة مساعدات دخلت -أمس الاثنين- إلى القطاع، غالبيتها نُهبت بـ”تواطؤ إسرائيلي مباشر وممنهج”.

في السياق ذاته، أوضح بعض النشطاء أن جميع الشاحنات القليلة التي دخلت إلى غزة جرى نهبها من قبل عصابات بعد استهداف جنود الاحتلال عناصر التأمين بالرصاص، في وقت يروج فيه إعلاميا بأن المساعدات تدخل، بينما الواقع على الأرض مختلف كليا.

وأشار آخرون إلى أن الاحتلال يتعمد السماح بمرور الشاحنات من مناطق خطرة، لأنه يعلم مسبقا أنها ستُنهب ولن تصل لأحد، بينما تكون طائراته على استعداد لاستهداف أي محاولة لتأمين إيصال المساعدات، وكأن كل ما يريده هو التقاط مشهد مرور الشاحنات وبثه إلى وسائل الإعلام.

ولفت بعضهم إلى أن 14 مواطنا غزيا استشهدوا خلال الـ24 ساعة الأخيرة بسبب سوء التغذية والمجاعة، وذلك بعد إعلان الاحتلال عن دخول مساعدات لم تدخل أصلا، وإن دخل جزء ضئيل منها فقد تم نهبه وسرقته.

وأكدوا أن الناس يموتون جوعا، بينما تعرض شاحنات المساعدات أمام الكاميرات لأغراض دعائية، وتُترك فريسة للسرقة، دون أن تصل إلى من هم بأمس الحاجة إليها.

وذكر آخرون أن الاحتلال يسهل سرقة الشاحنات قرب دباباته وجنوده، ليُسهل على العصابات والتجار نهب المساعدات، ثم يُحصيها لاحقا على أنها مساعدات دخلت بالفعل إلى غزة، في عملية خداع متكاملة لا تخجل من المجاهرة بالكذب.

في المقابل، رأى نشطاء أن الاحتلال يجيد الجمع بين الخداع والوحشية، إذ سمح بدخول شاحنات محدودة محملة بالفواكه الصيفية، لا لرفع الحصار أو إنهاء المجاعة، بل لتصدير صورة خادعة بأن الحياة طبيعية في غزة.

وقالوا إن الهدف من إدخال المانجا والبلح ليس الإغاثة، بل إحراق قلوب سكان غزة الذين يشاهدون النعم ولا يقدرون على شرائها، إذ تُعرض بأسعار فلكية تفوق قدرة الجائع والمكلوم، في حين يُمنع إدخال الطحين وحليب الأطفال والعلاج.

وعلق أحدهم بالقول: “هندسة المجاعة تعني إدخال كميات قليلة من الفواكه للعرض أمام الشاشات، ومنع حليب الأطفال. إدخال شاحنات محدودة لعرضها إعلاميا، وتوجيه قطاع الطرق لسرقتها.. هذه هي الخطة”.

واعتبر بعضهم أن “الهدن المؤقتة” التي يروج لها الاحتلال ليست سوى أدوات لتكريس القتل والمعاناة، تستخدم لتحريك السكان ضمن سياسة التهجير القسري، أو لتجميعهم في مناطق محددة لأغراض عسكرية وأمنية.

وأشاروا إلى أن هذه الهدن تُستخدم أحيانا كغطاء لعمليات استطلاع، أو لرصد تحركات المقاومة، أو حتى لاستخدام المدنيين كدروع بشرية، وهي في حقيقتها “مسرحيات عسكرية” تتخفى بثوب الرحمة، لكنها لا تجلب سوى المزيد من الألم.

عن شريف الشرايبي

Check Also

برج الحوت .. حظك اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025 : حلّ خلافاتك المالية

تبدأ احتفالات برج الحوت من 19 فبراير إلى 20 مارس، يستطيع التخلي عن الماضي، والتطلع …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *