حلّ مستشار الرئيس الأميركي لشؤون إفريقيا والشرق الأوسط، مسعد بولس، اليوم الأحد 27 يوليو بالجزائر، في زيارة تضع ملف الصحراء في صدارة النقاشات، قبل أن يختتم جولته المغاربية بزيارة مرتقبة إلى المغرب.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الجزائر إليزابيث مور أوبين في تدوينة على منصة “إكس”: “يسعدني للغاية أن أرحب بالمستشار الكبير بولس في الجزائر لإجراء مناقشات استراتيجية تهدف إلى تعزيز الأولويات المشتركة بين بلدينا”، في إشارة إلى الأجندة المكثفة التي يحملها المسؤول الأميركي.
تصريحات بولس السابقة كشفت بوضوح أن واشنطن لن تغيّر مسارها في ملف الصحراء، إذ أكد منتصف أبريل أن الموقف الأميركي “صريح جداً ولا يتخلله أي شك أو أي لبس”، معلناً أن الولايات المتحدة تجدد “اعترافها التام والكامل بسيادة المغرب على الصحراء”، ومشدداً على أن بلاده تدعم “بشكل كامل” مقترح الحكم الذاتي المغربي “باعتباره الحل العادل والدائم” للنزاع.
هذا الموقف سبق أن عبّر عنه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في لقاء مع نظيره المغربي ناصر بوريطة بالرباط، إذ أكد أن إدارة الرئيس دونالد ترامب ماضية في ترسيخ الاعتراف التاريخي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، ووصفت مبادرة الحكم الذاتي بأنها “حل جاد وذي مصداقية” و”الإطار الوحيد القابل للتطبيق” لإنهاء النزاع بشكل نهائي.
زيارة بولس إلى الجزائر، وما يرافقها من تأكيدات متكررة من البيت الأبيض، تضع القيادة الجزائرية أمام واقع دبلوماسي جديد، إذ بات واضحاً أن المقاربة الأميركية تقوم على تثبيت دعمها للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، ما يعزز الموقف التفاوضي للرباط ويدفع الأطراف الأخرى إلى التعاطي مع الطرح المغربي كخيار وحيد لحل النزاع في إطار رؤية دولية أوسع للاستقرار والتنمية في المنطقة.