احتفاءً بالنخلة، وتعزيزاً لمكانتها كمكوّن أصيل من مكونات الهوية الوطنية والتراث الثقافي لدولة الإمارات، يعود مهرجان «دبي للرطب» في نسخته الثانية التي انطلقت أمس، وتستمر على مدار ثمانية أيام في قلعة الرمال على طريق دبي العين، وعقب النجاح الكبير الذي حققته هذه التظاهرة التراثية في نسختها الأولى التي أقيمت العام الماضي، واستقطبت آلاف الزوار من المواطنين والمقيمين والسياح من مختلف الأعمار والجنسيات.
ويمثل الحدث الذي ينظمه مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، احتفاءً بالنخلة التي تعد أحد أهم مفردات التراث الثقافي الإماراتي والعربي، وبدعم من الجهات الحكومية والمؤسسات المعنية بالزراعة والاستدامة؛ مناسبة استثنائية، ومنصة متكاملة تجمع بين الماضي والحاضر، وتضم مجموعة كبيرة من الفعاليات والأنشطة والمسابقات التي تركز على النخلة وكل ما يتعلق بها من موروث ثقافي أو نشاط اقتصادي، فتشهد استعراض أجود أنواع الرطب المحلية، كما تتنافس فيها نخبة من المزارعين على إبراز ثمار جهدهم وإتقانهم، وسط أجواء تعبق بأصالة الماضي وابتكارات الحاضر، بما يجسد توجهاً وطنياً يعكس رؤية إمارة دبي في دعم الموروث المحلي وتفعيله كمصدر إلهام مجتمعي، وتشجيع زراعة النخيل، والاهتمام بها على مستوى الأسرة والمجتمع والمؤسسات، فهي «الشجرة الأم»، رمز للكرم، والترابط بين الأجيال، والتي استطاع الإنسان العربي أن يستفيد من كل ما ينتج عنها في حياته اليومية، سواء في الغذاء والسكن وصناعة منتجات يستخدمها في مختلف الأنشطة.
وجرى خلال اليوم الأول تتويج الفائزين بالمراكز الأولى في شوطي «أكبر عذج دبي» و«أكبر عذج عام»، بحضور وزير الاقتصاد، عبدالله بن طوق المري، والرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك، والأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، عبدالله البسطي. ولفت حضور السيدات المتوجات بالمراكز الأولى أنظار الجمهور، حيث تمكنت النساء من حصد النسبة الأكبر من الجوائز في مشهد يعكس شمولية المبادرة وقدرتها على الوصول إلى مختلف فئات المجتمع، ويؤكد أن «دبي للرطب» بات منصة حقيقية لتعزيز المشاركة المجتمعية وتمكين المرأة في قطاع الزراعة والابتكار المرتبط بالنخيل.
تميّزت المسابقة هذا العام بمستوى تنافسي مرتفع، حيث شاركت «عذوج» بلغت أوزانها قرابة 100 كيلوغرام في مؤشر على الاهتمام الكبير الذي يوليه المشاركون بزراعة النخيل وتحسين جودة وإنتاجية الرطب. وأظهرت النتائج مدى التقدم في الممارسات الزراعية والاعتناء الفائق بالنخلة الإماراتية التي تعد رمزاً للهوية والكرم والعطاء. وقال عبدالله حمدان بن دلموك: «نجاح انطلاقة النسخة الثانية من (دبي للرطب)، كما رأيناه من حجم المشاركة والإقبال الكبير من الزوار وأهل النخل، يؤكد أن هذه الفعالية باتت موعداً سنوياً ينتظره الجميع ويجسد القيم التراثية والاجتماعية التي نسعى لترسيخها».
وأضاف: «من اللافت هذا العام الحضور الكبير للسيدات ضمن قائمة المتوجين، وهذا يدل على وصول (دبي للرطب) إلى جميع شرائح المجتمع دون استثناء، وهو هدف أساسي انطلقت منه الفعالية منذ نسختها الأولى».
وأكد أن «دبي للرطب» مستمر في دعم وتمكين المجتمع المحلي والمهتمين بزراعة النخل من خلال إبراز الموروث الزراعي وتحويله إلى منصة تنافسية تراثية تعزز الإنتاج المحلي وتكرّس قيم الكرم والتواصل المجتمعي.
واستحدث المهرجان هذا العام مزاداً لأجود أنواع النخيل بالتعاون مع الإمارات للمزادات، ويستمر على مدار سبعة أيام، حيث يشكّل هذا المزاد تجربة استثنائية تجمع بين القيمة التجارية والرمزية للتمور المحلية، كما استحدث المهرجان شوطاً خاصاً بـ«حلوة دبي» التي تُعد من أندر أنواع النخيل وأكثرها طلباً، برعاية متحف الشندغة التابع لهيئة دبي للثقافة، وذلك ضمن 13 شوطاً متنوعاً يقدمها المهرجان، منها شوط برعاية «إعمار» تحت اسم «نخبة دبي»، وشوطان تم إطلاقهما في النسخة السابقة للمرة الأولى على مستوى الدولة، وهما: شوط «نخلة البيت» دبي وعام – برعاية صندوق الفرجان، وشوط الجهات الحكومية. إلى جانب منافسات أخرى تشمل: أكبر عذج دبي، أكبر عذج عام، خنيزي دبي، خلاص دبي، خلاص عام، بومعان عام، نخبة عام، كأس الندر عام. وتشرف على تقييم المشاركات لجنة تحكيم متخصصة تضم نخبة من الخبراء في مجال النخيل والرطب، برئاسة سعيد خليفة بن ثالث، وعضوية كل من: الحاي علي السبوسي، وخلفان علي السويدي، وخادم الميدور المهيري، لضمان أعلى معايير النزاهة والاحترافية في التحكيم.
توجّه وطني
يقدم «دبي للرطب» في هذه النسخة مزاداً لأجود أنواع النخيل، بالتعاون مع الإمارات للمزادات، ويستمر على مدار سبعة أيام، حيث يشكل هذا المزاد تجربة استثنائية تجمع بين القيمة التجارية والرمزية للتمور المحلية.
ويجسّد في نسخته الثانية توجهاً وطنياً يعكس رؤية إمارة دبي في دعم الموروث المحلي وتفعيله كمصدر إلهام مجتمعي، وبينما تتزايد المنافسة بين المشاركين في مختلف الأشواط، يبقى الهدف الأسمى هو تشجيع زراعة النخيل، والاهتمام بها على مستوى الأسرة والمجتمع والمؤسسات.
تمكنت النساء من حصد النسبة الأكبر من الجوائز في مشهد يعكس شمولية المبادرة وقدرتها على الوصول إلى مختلف فئات المجتمع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news