تقنيات الإخصاب المساعد منحت ملايين الأسر فرصة للحياة

ويرى البهوتي في حديثه مع “سكاي نيوز عربية”، أن تقنيات الإخصاب المساعد أصبحت ضرورة وليست رفاهية لعدة أسباب أهمها: الحفاظ على مستوى الإحلال السكاني بسبب الإنخفاض المستمر في معدل الخصوبة حيث كان المعدل 4 أطفال لكل إمرأه في أواخر السبعينات ، ثم أصبح أقل من 1.5 لكل إمرأه في كثير من دول العالم، أيضا هو يساعد على تجنب الأمراض الوراثية لدى الحاملين لهذه الأمراض كالثلاسيميا والانيميا المنجلية وغيرها، أيضا يحفظ الخصوبة وخاصة لمرضى الأورام الذين يتعرضون لعلاجات تضر بالخصوبة.

ويضيف”:منذ ولادة أول طفلة أنابيب عام 1978، وحتى العام الحالي 2025 قد تجاوز عدد المواليد عبر تقنيات الإخصاب المساعد الـ 15 مليون طفلا، حيث شهد مجال الإخصاب المساعد تطورا هائلا جعل نسب النجاح تقارب 70 بالمئة في بعض الحالات، بفضل التقنيات المتقدمة في تحفيز الإباضة، اختيار الأجنة، والفحص الوراثي قبل النقل، ففي كل طفل يولد بفضل هذه التقنيات، نرى ثمرة سنوات من البحث والرحمة والطب الدقيق، رسالتنا اليوم هي أن نمنح كل زوجين الأمل، دون ضغط، ودون حكم، وبتكنولوجيا تحترم العلم والإنسان معا”.

التلقيح الصناعي رحلة دقيقة تبدأ من الخلية

وتُعرف تقنية أطفال الأنابيب (In Vitro Fertilization) بأنها عملية يتم فيها تخصيب البويضة بالحيوان المنوي خارج الجسم في بيئة مخبرية، ثم يُعاد زرع الجنين داخل رحم المرأة، وتُستخدم هذه التقنية في مراكز الإخصاب لعلاج مجموعة واسعة من مشاكل الخصوبة.

ويوضح البروفيسور البهوتي أن النجاح في هذه العملية يعتمد على عدة عوامل منها عمر الزوجة، وأهمها نوعية الأجنة وفريق الإخصاب المتخصص نفسه، مشيرا إلى أن الدقة في المتابعة وتخصيص العلاج لكل حالة على حدة، باتت من أهم أسباب النجاح، أيضا ساهم التطور المخبري ودخول الذكاء الإصطناعي وتطور الأجهزة والخبرات الطبية في إضافة مزيد من التحسن حتى في الحالات المستعصية والصعبة.

تقنيات متطورة ونسب نجاح أعلى

ويسلّط البهوتي الضوء على مجموعة من التقنيات الحديثة التي أدت إلى تحسن ملحوظ في نتائج عمليات الإخصاب المساعد، من أبرزها: الفحص الجيني قبل الزرع (PGT) للكشف عن التشوهات الوراثية في الأجنة، وتقنية التجميد السريع للأجنة (vitrification)، التي رفعت فرص الحمل في المحاولات اللاحقة، استخدام الذكاء الاصطناعي في اختيار الأجنة الأنسب للنقل.

ويضاف:”نحن اليوم في مرحلة أصبح فيها التلقيح الصناعي أكثر إنسانية وأقل تدخلا، حيث نعطي كل زوجين خطة علاج مخصصة مع تقنيات تسعى لتقليل التوتر الجسدي والنفسي المرتبط بالعلاج”.

وينوّه البروفيسور أحمد البهوتي إلى أن العقم ليس مجرد حالة طبية، بل أزمة نفسية واجتماعية قد تؤثر على العلاقة الزوجية وعلى الصحة النفسية العامة، خصوصا في مجتمعاتنا الشرقية حيث لا تزال هناك حساسية اجتماعية تجاه موضوع الإنجاب.

ويشدّد على أهمية الدعم النفسي للزوجين خلال رحلة العلاج، قائلا:” في الخطة العلاجية نحرص كأطباء على أن ندمج خدمات الإرشاد النفسي ضمن خطة الإخصاب، لأن النجاح لا يقاس فقط بالحمل، بل بجودة التجربة التي يعيشها الزوجان أثناءها.

ويشير البهوتي إلى أنه بالرغم من التقدم الطبي فهناك بعض التحديات التي نحتاج إلى تغيرها في عالمنا العربي، من أبرزها: التأخر في طلب المساعدة الطبية رغم مرور سنوات على عدم حدوث حمل، الاعتماد على موروثات خاطئة بشأن أسباب العقم، الضغوط المجتمعية التي تُحمّل النساء وحدهن مسؤولية تأخر الحمل، موضحا أن الوعي يتزايد بشكل جيد، خاصة في الخليج مقارنة بغيرها، لكننا بحاجة إلى حملات إعلامية تُقدّم الإخصاب كحل طبي علمي، لا كوصمة أو دليل فشل، من المهم أن يتعامل المجتمع مع الأمر بإنسانية واحترام للخصوصية.

وفي الختام فإن تخصيص يوم 25 يوليو من كل عام كيوم عالمي لأطفال الأنابيب أو التلقيح الصناعي كما يُعرف، يهدف إلى نشر الوعي حول تقنيات الإخصاب المساعد، ودعم الأزواج الذين يخوضون رحلة العلاج، وتسليط الضوء على التقدم العلمي في علاج العقم والذي بتنا نراه جليا اليوم.

عن إكرام الفاروقي

Check Also

إيلون ماسك يخطط لإعادة إطلاق منصة الفيديو Vine

أعلن إيلون ماسك، مالك منصة X (تويتر سابقًا)، خططًا لإعادة إحياء تطبيق Vine الشهير، ولكن …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *