بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الخميس، إن العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والصين وصلت إلى “نقطة انعطاف واضحة”، وذلك في أعقاب قمة متوترة مع كبار القادة الصينيين، تناولت ملفات تجارية وأمنية شائكة.
وجرت القمة في بكين بمناسبة الذكرى الخمسين للعلاقات الدبلوماسية بين الجانبين، لكن التوقعات كانت منخفضة مسبقاً، خصوصاً بعد قرار مفاجئ من الصين بخفض مدة الزيارة إلى يوم واحد، بدلاً من يومين، في خطوة تُعد مؤشراً على التوترات المتصاعدة.
وفي مؤتمر صحفي عقب لقاءاتها مع الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء لي تشيانغ، أكدت فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي “أثار مخاوفه بصراحة حول التجارة والاستثمار والقضايا الجيوسياسية”، مشيرة إلى أن “المحادثات ساعدت في تحديد حلول جزئية”.
ورداً على سؤال حول احتمال التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، أوضحت فون دير لاين أن أولوية الاتحاد الأوروبي تتمثل في “تحقيق حل تفاوضي”، لكنها شددت على أن “جميع الأدوات الأخرى مطروحة على الطاولة” حتى “نحصل على نتيجة مرضية”.
وأضافت: “علاقتنا مع الصين ذات أهمية، لكنها تقف على مزاياها الخاصة. إنها مستقلة عن الإجراءات أو القضايا التي لدينا مع الآخرين”.
من جانبه، قال الرئيس شي جين بينغ، خلال لقائه فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، إن التحديات التي تواجه أوروبا “لا تأتي من الصين”، وحث الاتحاد الأوروبي على “التعامل بشكل صحيح مع الخلافات والاحتكاكات”.
ونقلت وكالة أنباء شينخوا الرسمية عن شي قوله: “من المأمول أن يبقي الجانب الأوروبي سوق التجارة والاستثمار مفتوحاً، ويُمتنع عن استخدام الأدوات الاقتصادية والتجارية المقيدة”.
وتأتي القمة في ظل توترات تجارية متزايدة، لا سيما بعد أن فتح الاتحاد الأوروبي تحقيقاً ضد صادرات الصين من السيارات الكهربائية العام الماضي، في إطار مخاوف من “الطاقة الصناعية المفرطة” في الصين، والتي ساهمت في اتساع العجز التجاري للاتحاد الأوروبي مع بكين إلى 305.8 مليار يورو (360 مليار دولار) في 2023.
وأفادت فون دير لاين بأن القيادة الصينية بدأت تُبدي اهتماماً بقضية الطاقة الزائدة، وأعربت عن استعدادها لدعم زيادة الاستهلاك المحلي. وحسب تقرير مجمع، أكدت للرئيس لي تشيانغ أن “زيادة وصول الشركات الأوروبية إلى الأسواق في الصين، والحد من التأثير الخارجي للانقلاب، والحد من ضوابط التصدير” تمثل خطوات مهمة إلى الأمام.
ووصفَت فون دير لاين لقائها مع شي جين بينغ بأنه “ممتاز”.
وأصدر الجانبان بياناً مشتركاً حول المناخ، أكد فيه الطرفان التزامهما بخطط عمل مناخية شاملة، وتعهدا بتعزيز التعاون في مجالات انتقال الطاقة، والتكيف مع تغير المناخ، وإدارة انبعاثات الميثان، وأسواق الكربون، والتقنيات الخضراء والمنخفضة الكربون.
وعلى الصعيد الجيوسياسي، نقل قادة الاتحاد الأوروبي توقعاتهم من الصين بضرورة “ثني روسيا عن مواصلة حربها ضد أوكرانيا”. وقالت فون دير لاين: “المهم هو أن يكون لدينا وقف لإطلاق النار، وأن تجري مفاوضات على الطاولة، وأن يكون هناك استعداد حقيقي لإيجاد حلول تنهي إراقة الدماء”.
كما تناولت المحادثات ضوابط التصدير الصينية على عناصر الأرض النادرة، التي أخلّت بسلاسل التوريد العالمية، وتسببت في توقف مؤقت في خطوط إنتاج السيارات الأوروبية في مايو الماضي.
وقالت فون دير لاين: “نحن بحاجة إلى إمدادات موثوقة وآمنة من المواد الخام المهمة من الصين. نحن نعترف بجهود الصين بشأن تراخيص التتبع السريع للمواد الخام الحيوية، واتفقنا على تطوير آلية لتوريد الصادرات”.
وأظهرت بيانات الجمارك أن صادرات الصين من مغناطيسات الأرض النادرة إلى الاتحاد الأوروبي ارتفعت في يونيو بنسبة 245% مقارنة بشهر مايو، لتصل إلى 1364 طناً مترياً، رغم أن هذا الرقم لا يزال أقل بنسبة 35% عن نفس الفترة من العام الماضي.
وأكدت وزارة الخارجية الصينية أن قيودها على تصدير عناصر الأرض النادرة “تتماشى مع الممارسة الدولية”، وتعهدت بتعزيز الحوار والتعاون مع الدول والمناطق المعنية في مجال ضوابط التصدير.
تُختتم القمة بخطوات أولية نحو التهدئة، لكنها تُبقي على السطح تباينات عميقة في المصالح الاقتصادية والسياسية بين الاتحاد الأوروبي والصين.