دبي – خاص
فرانسيس ألفريد، المدير العام لشركة شوبا العقارية
لطالما شكّلت دبي مقصدًا مفضلًا للمستثمرين من أنحاء العالم، مدفوعين بطموحات الإمارة ورؤيتها الجريئة والعائدات الاستثمارية المتميزة التي توفرها.
مع ذلك، وعلى الرغم من الصفقات القياسية والمشاريع العقارية الفريدة التي تحتضنها دبي، فإن الإمارة تشهد تحولًا تدريجيًا من وجهة للاستثمار فقط، إلى خيار مفضل للعيش والاستقرار لدى الكثيرين.
وبهذا السياق، نلحظ في شوبا العقارية تحولًا جذريًا في شريحة ملّاك المنازل، وفي الأسباب التي تدفعهم لشراء منازلهم، والمعايير التي يعتمدونها لاتخاذ هذا القرار. حيث تعكس التوجهات الجديدة تنامي الاهتمام بشراء المنازل وتزايد الاعتماد على خيارات الشراء المدعومة بالتمويل العقاري، مما يشير إلى أن المشترين اليوم أصبحوا أكثر ميلًا نحو الاستثمارات طويلة الأمد، إلى جانب تفضيلهم للعقارات التي تمنحهم شعورًا بالاستقرار والانتماء.
وتوجد عدة عوامل وراء نمو هذا التوجه، حيث لم يعد المشترون ينظرون إلى دبي كـ “محطة مؤقتة”، بل كموطن ينتمون إليه بكل ما للكلمة من معنى. كما أدى ارتفاع تكاليف الإيجار إلى توجه المزيد من السكان نحو شراء منازلهم الخاصة، كبديل أفضل من الناحية المادية. وبالمحصلة، أدى اجتماع هذه العوامل العاطفية والمادية إلى زيادة الطلب على شراء المنازل بغرض الاستقرار.
ويستفيد هذا التحول أيضًا من مجموعة واسعة من العوامل المحفزة، مثل تأشيرات الإقامة المتنوعة التي توفرها دبي، بالإضافة إلى المزايا الضريبية الرائدة عالميًا والبنى التحتية المتطورة، ومستوى المعيشة الذي يُعد من بين الأفضل والأكثر تطورًا وأمانًا على مستوى العالم. ومع استمرار نمو هذه الشريحة الجديدة من ملّاك المنازل، والدور المهم الذي تلعبه في رسم ملامح الطلب على العقارات، ينبغي على المطورين العقاريين الانسجام مع الواقع الجديد، والتركيز على ابتكار مشاريع تلبي احتياجات السكان وتطلعاتهم نحو منازل دائمة ومستقرة.
ولعل أبرز ما يميّز المشترين من هذه الفئة هو تركيزهم الواضح على الجودة واهتمامهم بالتفاصيل والمعايير البيئية. وبهذا السياق، يوفر نموذج “التكامل العكسي” الذي نعتمده في شوبا العقارية كل ما يلزم لمواكبة هذه المتطلبات. وبفضل هذا النموذج، تتحكم شوبا العقارية بالكامل بجميع مراحل عملية التطوير، انطلاقًا من التصميم وحتى تسليم الوحدات النهائية، كما نضمن أفضل مستويات الجودة على امتداد جميع المشاريع من خلال الالتزام بأعلى معايير الدقة والمسؤولية.
نلاحظ أيضًا اهتمامًا متصاعدًا بقيم المسؤولية البيئية، فقد أصبحت الاستدامة أحد التوقعات الرئيسية التي يأخذها المشترون بعين الاعتبار عند اتخاذ قراراتهم. فإلى جانب التصاميم الراقية واللمسات الأنيقة، يبحث المشترون اليوم عن منازل تحقق الكفاءة في استهلاك الطاقة وتراعي المعايير البيئية، وتنسجم مع أهداف الاستدامة الطموحة لدولة الإمارات. ولتلبية هذا الطلب، فإن الالتزام بالشروط التنظيمية لم يعد كافيًا لوحده، بل يجب أن يتكامل مع التصميم الذكي والعناصر الحديثة التي تلبي تطلعات المستقبل.
ومن ناحية أخرى، تُعد التكنولوجيا عنصرًا لا غنى عنه في تجربة المعيشة اليوم، فالمزايا التي كانت تُعتبر رفاهية فيما أمضى أصبحت الآن من الأساسيات التي لا غنى عنها، بما فيها الأجهزة المؤتمتة وأنظمة التحكم بالحرارة وأجهزة التحكم عن بعد والخدمات الذكية وغيرها. وتحظى هذه المزايا بأهمية خاصة لدى شريحة الشباب المتصل بالعالم من حوله، والذي ينظر إلى عناصر المعيشة الذكية بوصفها التعريف الجديد للراحة والسهولة والعصرية.
مع ذلك، يكمن التغيّر الأهم في الدوافع العاطفية للمشترين اليوم، فهم يبحثون عن مجتمعات ينتمون إليها ويكونون جزءًا منها، ويرغبون ببناء أسرة في بيئة متصلة ومصممة بعناية، وهو ما يغيّر الطريقة التي ننظر بها إلى مساحات المعيشة في الوقت الحالي. وبهذا السياق، فإننا نلحظ طلبًا واضحًا على الأحياء والمجتمعات السكنية المتكاملة التي توفر خيارات التعليم والعافية والعمل والتسوق والمساحات الخضراء، والتي تلبي احتياجات السكان وترتقي بتجاربهم اليومية.
وتشير هذه العوامل إلى أننا أمام لحظة فارقة في مسيرة قطاع العقارات بدبي. فلم يعد الطلب مرتبطًا بالقيمة التجارية والمالية فحسب، بل أصبح المطورون مطالبين بابتكار مساحات معيشة تدعم أساليب معيشة السكان وطموحاتهم وعافية المجتمعات ككل.
ننظر في شوبا العقارية إلى هذه التحولات كفرصة مجزية لنطرح مفاهيم مبتكرة، ونرتقي بالمعايير القائمة، ونلبي طموحات السكان والمجتمع. ففي هذا الفصل الجديد من مسيرة دبي، لن تقتصر قيمة المنازل على عناصرها الخارجية، بل على أسلوب الحياة الذي توفره لسكانها.