6 علامات تدل على عدم شرب كمية كافية من الماء | صحة

جعل الله الماء أساسا للحياة، فالماء ضروري لتقوم أجسامنا بأداء وظائفها بشكل سليم. وهو يساعد على تنظيم درجة حرارة الجسم، ويدعم عملية الهضم، ويحافظ على صحة البشرة وينقل العناصر الغذائية، ويساعد الجسم على التخلص من الفضلات وتليين المفاصل، كما يدعم صحة الكلى والقلب.

ويغفل الكثيرون عن أهمية شرب كمية كافية من الماء، فمعظم الأشخاص يشربون أقل من نصف الكمية الموصى بها والتي تتراوح ما بين 6 إلى 8 أكواب يوميا، ويلجؤون غالبا إلى المشروبات السكرية أو التي تحتوي على الكافيين.

ويمتلك الجسم القدرة على تحمل فترات قصيرة من عدم شرب الماء، ولكن مع مرور الوقت، قد تتجاوز نتائج عدم شرب الماء الشعور بالعطش إلى الإصابة بالجفاف ومشاكل صحية خطيرة على المدى الطويل.

ويكوّن الماء ما يقارب 60% من جسم الإنسان، لكن الجسم يفقد حوالي 2 إلى 2.5 لتر يوميا من السوائل بشكل مستمر من خلال العرق والبول والبراز والتنفس. لذا، يجب تعويض هذه السوائل بانتظام.

يقول البروفيسور ستافروس كافوراس، الأستاذ في التغذية ومدير مختبر علوم الترطيب في جامعة ولاية أريزونا في الولايات المتحدة: “يعاني الكثير من الأشخاص من جفاف بدرجة خفيفة أو نقص في السوائل دون إدراكهم لذلك. ويمكن أن يؤثر هذا، ولو بشكل طفيف، على وظائفهم الحيوية. والأهم من ذلك، أنه يرتبط بحالات صحية مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والخرف، مما يعني بدوره انخفاضا في متوسط العمر المتوقع”.

ويتفاقم الجفاف في فصل الصيف ويؤثر بشكل سلبي على الحالة الصحية، مما قد يؤدي إلى الانهيار أو حتى الوفاة. ويزداد الخطر عند كبار السن، وعند من يتناولون العديد من الأدوية، أو من يعانون من الغثيان والإسهال. إذ إن الإصابة بالجفاف أحد أكثر أسباب دخول قسم الطوارئ شيوعا لدى كبار السن.

وسلطت صحيفة تليغراف البريطانية الضوء على 6 علامات تحذيرية تشير إلى عدم شرب كمية كافية من الماء، بالمشاركة مع العديد من الخبراء، وقدمت نصائح يمكن اتباعها للحفاظ على صحة الجسم.

الأعراض التي تدل على الجفاف والتي يجب الانتباه لها:

1. الشعور بالعطش

هل تشعر بالعطش؟ أنت بالفعل تعاني من جفاف بدرجة خفيفة.

يقول الدكتور ديليب لوبو، أستاذ جراحة الجهاز الهضمي بجامعة نوتنغهام من المملكة المتحدة: “العطش هو المرحلة الأولى من الجفاف، فعند خسارة 2% من وزن الجسم على شكل سوائل، ما يعادل (1.4 لتر لشخص وزنه 70 كيلوغراما)، تتحفّز مستقبلات في الدماغ تمنح الشعور بالعطش. ويمكن أن يسبب الجلوس في الشمس أو العمل في مكتب دافئ وعدم شرب كمية كافية من الماء الإصابة بجفاف بدرجة خفيفة بسهولة. إذ يفقد الجسم الكثير من السوائل من خلال التعرق، خاصة إذا لم يكن الشخص معتادا على الجو الحار”.

في هذه المرحلة، يمكن تعويض الجفاف بسهولة عن طريق شرب المزيد من السوائل، ويؤدي تعويض الجسم بالماء الذي فقده، إلى الشعور بتحسن فوري. إذ يدخل السائل إلى مجرى الدم ويصحّح هذا الخلل. ويتراجع الإحساس بالحاجة إلى شرب الماء والشعور بالعطش مع التقدم في السن، لذا يجب شرب الماء على مدار اليوم.

2. لون البول الغامق

يجب الانتباه للون البول، فإذا كان لونه عسليا، فالجسم بحاجة إلى المزيد من السوائل. أما إذا كان بنيا غامقا، فقد يكون الجسم مصابا بجفاف حاد.

ويوضح البروفيسور لوبو: “بمجرد الشعور بالعطش، يبدأ الجسم في الاحتفاظ بالماء. وترسل الكلى كمية أقل من الماء إلى المثانة، مما يزيد من تركيز البول”. وهذا أحد العوامل الرئيسية التي تسبب تكوّن حصوات في الكلى.

ويضيف الدكتور لويس جيمس، أستاذ التغذية البشرية في جامعة لوبورو من المملكة المتحدة: “إن عدم شرب كمية كافية من الماء، يجعل الكليتين تعملان بجهد أكبر، وهذا يزيد من خطر الإصابة بأمراض معينة، بما في ذلك التهابات المسالك البولية، خاصة عند النساء”.

وتتراجع وظائف الكلى مع التقدم في السن، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالجفاف، لذا يجب مراقبة كمية البول وعدد مرات التبول، وتعد عدد مرات التبول الطبيعية في اليوم ما يقارب 7 مرات، كما يجب أن يكون لونه أصفر شفافا.

3. التشوش الذهني

يتكون 73% من دماغ الإنسان من الماء، لذا يمكن أن تؤثر الإصابة بالجفاف على عمل خلايا الدماغ.

يقول الدكتور جيمس: “يمكن أن يقلل الجفاف البسيط من المهارات المعرفية كالذاكرة والانتباه والتنسيق الحركي. وقد يؤثر هذا على الأداء الوظيفي”.

ووجدت دراسة نشرت في مجلة التغذية السريرية أن 45% من الأطباء والممرضين يعانون من الجفاف بنهاية نوبات عملهم، وأن ذاكرتهم قصيرة المدى قد تضررت. وقد ثبت أن شرب كوب من الماء بسعة 300 مليلتر فقط يحسّن من استرجاع الذاكرة. فالإصابة بالجفاف بشكل مستمر، قد تسبب الارتباك والضياع.

حالات يشير إليها لون البول

4. الصداع

تعد الإصابة بالجفاف مسببا شائعا للصداع. فخروج السوائل من الدماغ، يمكن أن يشكل ضغطا على مستقبلات الألم والأعصاب في بطانة الدماغ. وقد يزداد الألم عند الانحناء أو تحريك الرأس.

وتتحسن معظم حالات الصداع الناتجة عن الجفاف بعد مرور ساعة أو ساعتين، عن طريق إعادة ترطيب الجسم والحصول على قسط من الراحة، كما أن تجنب التعرض لأشعة الشمس ووضع كمادات باردة على مقدمة الرأس يفيد في تخفيف الصداع.

وقد تتحول آلام الرأس الناجمة عن الجفاف إلى صداع نصفي، لذا يفضل شرب كميات وفيرة من السوائل وعلى شكل رشفات صغيرة.

تقول بيبا كولتر، مديرة المعلومات الصحية في مؤسسة الصداع النصفي في المملكة المتحدة: “شرب كمية كافية من الماء يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بنوبة صداع نصفي ناتجة عن الجفاف”.

وقد وجدت دراسة نشرت في مجلة علم الأعصاب السريري أن ألم الصداع النصفي ومدته وتكراره كان أقل بكثير لدى المرضى الذين شربوا كمية أكبر من الماء.

5. الشعور بالتعب والخمول

وفقا لدراسة أجرتها جمعية مصادر المياه الطبيعية مع 300 طبيب عام، يعد الجفاف السبب وراء واحدة من كل 10 استشارات طبية عامة بسبب التعب والإجهاد.

يحافظ شرب الماء بانتظام على نشاط جسمك ودماغك، خاصة إذا كنت تتحرك كثيرا. فخلال الطقس الحار، سواء خلال ممارس رياضة المشي لمسافات طويلة أو رياضات أخرى، يمكن أن يفقد الجسم من 1.5 إلى 2 لتر من الماء في الساعة عن طريق التعرق.

ويحذر البروفيسور لوبو: “إذا لم تعوّض السوائل التي يفقدها الجسم خلال ممارسات النشاطات اليومية، ستزداد كثافة الدم، وسيضطر القلب إلى العمل بجهد أكبر للحفاظ على مستوى ضغط الدم ومستويات الأكسجين في الجسم”.

ويسبب الجفاف الشعور بالإرهاق خلال ممارسة الحياة اليومية مع التقدم في السن.

ويقول البروفيسور لوبو: “يصبح الشخص الذي يبلغ 80 عاما والذي يزن 40 كيلوغراما ويفقد وزنه من خلال خسارة السوائل أكثر عرضة للشعور بالآثار. وتظهر أبحاثنا أن كبار السن الذين يدخلون المستشفى بسبب الجفاف، يقيمون فيه لفترة أطول، ويصبح معدل الوفيات لديهم أعلى بنسبة 6%”.

6. الشعور بالدوار والإغماء

عند فقدان 4% من وزن الجسم على شكل سوائل، تزداد صعوبة التعرق وترتفع درجة حرارة الجسم، مما يسبب انخفاضا في ضغط الدم، والشعور بالدوار أو الإغماء.

ويعلق البروفيسور لوبو: “تعد هذه إصابة بجفاف بدرجة متوسطة ويجب طلب المشورة الطبية. يمكن أن تساعد محاليل الإلكتروليت الفموية، مجموعة من الكهارل والأملاح التي يعوض بها الجسم، ولكن قد يلزم أحيانا إعطاء السوائل أو الأدوية عبر الوريد. وفي حال عدم تلقي العلاج، يمكن أن تتطور الإصابة إلى جفاف بدرجة شديدة، وفقدان 10% من وزن الجسم على شكل سوائل، في غضون 24 ساعة. والتي تعد حالة طبية طارئة”.

ويضيف البروفيسور لوبو: “عند الإصابة بالجفاف الشديد يقل تدفق الدم إلى الأعضاء غير الحيوية، مثل الكلى. وتتراكم الفضلات الخلوية، وقد يحدث تلف في الأعضاء، ومن دون التدخل الطبي، يمكن حدوث نوبات أو انهيار”.

ويمكن أن يتبع هذه الأعراض فشل أعضاء متعدد، وغيبوبة، وحتى الموت. وقد يسرّع الطقس الحار من هذه العملية، لذا يجب شرب الماء بشكل مستمر والجلوس في الظل عند الشعور بالتعب أو الدوار.

عن شريف الشرايبي

Check Also

الصين تبتكر تقنية ثورية تمهد لحياة البشر على سطح القمر | علوم

21/7/2025–|آخر تحديث: 12:58 (توقيت مكة) في خطوة قد تعيد رسم مستقبل الاستكشاف البشري في الفضاء، …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *