وجه آخر للحرب.. إسرائيل تصنع جيلا من الأميين في غزة | أخبار

|

لم يعد كثير من الأطفال في قطاع غزة يجارون سنوات التعليم التي يفترض أن يكونوا فيها بعدما حرمتهم آلة الحرب الإسرائيلية من الدراسة لمدة عامين كاملين، ولم يعد بعضهم يجيد القراءة ولا الكتابة، وهم الذين يفترض بهم أن يكونوا في الصف الثالث الابتدائي.

ففي الوقت الذي يذهب فيه أطفال العالم إلى مدارسهم صباح كل يوم، يذهب الأطفال في غزة للبحث عن طعام أو شراب أو شيء يشعلون به النار بعد نفاد الوقود، في حين تطاردهم طائرات الاحتلال في كل مكان.

ووفقا لعدد من الأمهات، فإن أطفالا يفترض أن يكونوا في الصف الثالث الابتدائي لم يتلقوا تعليم الصفين الأول والثاني، ومن ثم فإنهم لا يعرفون القراءة والكتابة ولا حتى حروف الهجاء.

فقد دمرت إسرائيل مرافق التعليم كافة في القطاع وقتلت خلال حربها المتسمرة منذ نحو عامين غالبية الطلاب، وحتى مراكز التعليم التي يحاول من خلالها السكان إنقاذ ما يمكن إنقاذه ليست بعيدة عن القصف.

أجيال من الأميين

تقول الأمهات إن الحروب السابقة -التي اندلعت قبل 7 عقود- أخرجت أجيالا من الأميين الذين لا يعرفون القراءة ولا الكتابة، وإن الحرب الحالية تفعل الشيء نفسه بأجيال جديدة.

وتحاول الأمهات تعليم أولادهن الكتابة أو العمليات الحسابية البسيطة، لكن الوضع في القطاع لا يسمح حتى بهذه الأمور اليسيرة، فأصوات القصف وهدير الطائرات والمسيرات لا يمنحهم أي شعور بالأمن.

والأقسى من ذلك أن الجوع المستمر والبحث الذي لا يتوقف عن أي طعام أو شراب لا يترك لأحد وقتا للبحث عن التعليم في زمن الحرب.

وحتى لو توقفت الحرب وعادت الدراسة، فإن آلاف الأطفال فقدوا عامين دراسيين كاملين وسيضطرون لإعادتهما من جديد، كما تقول الأمهات.

ويعاني طلبة غزة من عدم توفر المستلزمات الدراسية من الحقائب والدفاتر والأقلام وما إلى ذلك، إضافة إلى انقطاع الكهرباء، مما يحول دون تمكنهم من متابعة دروسهم أولا بأول.

محاولات إنقاذ التعليم

كما فقد أغلب الطلبة والمعلمين أجهزتهم الإلكترونية، ويعيشون في خيام داخل أماكن نزوح تفتقر لأدنى مقومات الحياة ولأبسط معايير الخصوصية والاستقرار، علاوة على قضاء الطلبة جل وقتهم في البحث عن مياه الشرب والطعام وجمع الحطب، وغيرها من التفاصيل اللازمة لاستمرار حياتهم.

وللحفاظ على ما تبقى من العملية التعليمية، أخذت مجموعة من المعلمين زمام المبادرة لتقديم يد العون للطلبة الذين فاتهم العام الدراسي للسنة الثانية على التوالي، وتقديم الحد الأدنى من الخدمة التعليمية، عبر مجموعات افتراضية للطلبة على منصات التواصل الاجتماعي.

وإلى جانب هذه المجموعات، أنشأ بعض المعلمين فصولا دراسية في الخيام ومراكز الإيواء، يتم فيها نصب لوحات خشبية صغيرة بهدف تقديم الدروس للنازحين.

وفي تصريح سابق للجزيرة نت، أكد وكيل وزارة التربية والتعليم بغزة خالد أبو ندى أن الاحتلال تعمد تدمير نحو 90% من مرافق الوزارة ومبانيها، وحرم 785 ألف طالب وطالبة من التعليم.

واستشهد نحو 13 ألف طالب وطالبة و800 معلم وموظف تربوي في سلك التعليم، فضلا عن 150 عالما وأكاديميا وأستاذا جامعيا وباحثا، حسب أبو ندى.

عن شريف الشرايبي

Check Also

فرنسا – أوروبا: لماذا عسكرة السياسة؟

في برنامج “النقاش” يتناول توفيق مجيد موضوع الإعلان الذي ألقاه الرئيس إيمانويل ماكرون حول خطة …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *